تساءل الإعلامي منتصر أوبترون عن دوافع فرنسا لتبرير تجاربها النووية بعد الاستقلال بمفاوضات إيفيان وأشار إلى ما يحدث في بعض المحاكم مثل إقدام بعض الأقدام السود الذين جاءوا باسم بند من بنود اتفاقيات ايفيان المتعلق بالملكية المكتسبة يدعون بأن لهم الحق في استرجاع ممتلكاتهم . تطرق منتصر أوبترون في محاضرته التي ألقاها أول أمس بالمركز الثقافي الإسلامي حول "مفاوضات الاستقلال والنصر" والتي جاءت إحياء للذكرى ال47 لعيد النصر إلى اتفاقيات ايفيان أو ما يسمى بالحرب على المستوى الدبلوماسي والظروف التي أوصلت إليها ، فاعتبر أن وقف القتال هو نتاج التضحيات والعمليات الميدانية التي قام بها المجاهدون مبرزا أن مفاوضات إيفيان كانت منطلق لتصمت لغة الرصاص لكن محتواها- يضيف أوبترون- فيه أشياء إيجابية مقارنة بالاتفاقيات التي أجريت من أجل استقلال دول أخرى مثل الفيتنام أو دول افريقية أخرى . وتساءل أوبترون عن التصنيف القانوني لاتفاقيات إيفيان فيما إذا كانت نص قانوني وهي الاتفاقية التي أمضاها من الجانب الجزائري كريم بلقاسم ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية جوكس مع وزيرين آخرين . وأكد المحاضر أن فرنسا اضطرت إلى الاستسلام والانسحاب جراء تطور الحر ب وقوة الشعب الجزائري الذي تمسك بإرادته في استرجاع الحرية والاستقلال التام مناورات وبعد فشل مناوراتها في انتزاع الصحراء لم تفلح ، وهو عكس ما يروجه البعض الذين يدعون أن دوغول منح الاستقلال للجزائريين في هذه المفاوضات . وأشار أوبترون إلى مجموعة من اتفاقيات التعاون في عدة مجالات لم يتم تطبيقها لا من الطرف الجزائري ولا من الطرف الفرنسي وأوضح أن هناك عدة إشكالات مطروحة مثل قضية مخلفات التجارب النووية في الصحراء الجزائرية ،حيث أن الطرف الفرنسي يزعم أن المفاوض الجزائري سمح له بإجراء تجارب نووية بعد الاستقلال وهو ما لايوجد له أثرا في كل الكتابات التاريخية سواء في الجزائر أو فرنسا. وعاد أوبترون إلى حيثيات المؤتمر الدولي الذي انعقد أواخر عام 2008 حول الجينرال ديغول بالإمارات العربية المتحدة ليؤكد أن بعض الدول العربية تشتم الثورة الجزائرية بممارستها ، فأوضح مؤكدا : " أعتقد أن القائمين على المؤتمر شتموا الثورة الجزائرية عندما قدموا دوغول على أنه الرجل الذي أنقذ فرنسا وقام بتصفية الاستعمار رغم أن ديغول أجبر على الاستسلام والإقرار باستقلال الجزائر و رأى أنه من مصلحته الانسحاب بعدما وصل إلى طريق مسدود وبالنظر إلى ما أفرزته المرحلة بين 58 و62 . ولم تكن نيته إعطاء الاستقلال للجزائر .