اختلفت آراء الطبقة السياسية حول مضمون رسالة الرئيس بوتفليقة في اليوم الوطني لعيد النصر، واستنادا لمضمون الرسالة التي تطرّقت إلى مواضيع راهنة حسّاسة صنعت الحدث خصوصا في الأيام الأخيرة، تبنت أحزاب السلطة ما جاء من مواقف الرئيس وآرائه جملة وتفصيلا، في الوقت الذي رأت فيه أحزاب المعارضة، أن ما جاء في الرسالة هو ظلم للمعارضة نفسها، التي تمارس الديمقراطية وفق ما يوجبه الدستور. الأفلان: نتبنّى ما جاء في الرسالة جملة وتفصيلا في هذا الشأن، قال مصطفى معزوزي، عضو المكتب السياسي بحزب الأفلان، إن جبهة التحرير الوطني تتبنى ما جاء في رسالة بوتفليقة بمناسبة يوم عيد النصر جملة وتفصيلا. وقال معزوزي إن الرسالة جاءت في وقت حسّاس، خرج فيها الرئيس لحماية وتأدية واجبه الدستوري، باعتباره القاضي الأوّل في البلاد، قائلا "هو المسؤول عن حماية الشعب ووحدته وممتلكاته ووحدة ترابه". وقال معزوزي إن ما جاء في رسالة بوتفليقة حول نشاط المعارضة، كان من باب وضع حد للمزايدات التي تمس مقدّسات الشعب التي مبتغاها استدراج الشعب الى مواقف تمس بالسيادة والوحدة الوطنية، مضيفا "من أراد الكرسي فعليه اتّباع القواعد الدستورية وانتهاء العهدة الرئاسية بعدها يتوجه للشعب". واعتبر معزوزي أن سكان عين صالح واعون بما يجري حولهم ولن يوكّلوا أيّا كان للتعبير عن مبتغاهم. الأرندي: نثمّن ما جاء في رسالة الرئيس من مواقف هذا وثمنت الأمانة الوطنية لحزب الأرندي، مضمون رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة عيد النصر، مدعّمة بقوّة ما تضمّنته من توجيهات وما حدّدته من معالم ومن شجب لتصرفات غير مسؤولة، كما جاء في البيان، من بعض أطراف المعارضة التي ترمي إلى التصعيد واستخدام مفردات لا تتناسب وطبيعة النقاش السياسي الجاري على السّاحة الوطنيّة، داعية في ذات السياق، المعارضة، للتحلي بروح المسؤولية وعدم اللجوء إلى التجاذب السياسي غير المفيد، وتفادي الانزلاق في لغة الإساءة والتجريح، وعدم الزجّ بمؤسسات الجمهوريّة، وفي مقدّمها رئيس الجمهوريّة في المماحكات السياسويّة العقيمة. النهضة: كان على الرئيس أن يطمئن المعارضة باعتبارها راشدة المعارضة لم تر في رسالة الرئيس سوى حلحلة للوضع الراهن، حيث قال فاتح ربيعي الأمين السابق لحزب النهضة، إنه كان على الرئيس أن يطمئن المعارضة باعتبارها راشدة وتعلم ما تفعل، وباعتبارها تعمل على توطيد أطر الديمقراطية في الجزائر لأن ذلك مطلب دستوري. وفيما يخص ما جاء في رسالة الرئيس حول قضية الغاز الصخري، قال ربيعي "تمنينا لو صدر قرار رئاسي حول منع استغلال أو استكشاف الغاز الصخري ووقف هذا الاحتقان وحلحلة الوضع"، مضيفا "ضروري أن نطمئن على أهلنا في عين صالح والاهتمام بانشغالاتهم"، معتبرا أن الاستغلال الحقيقي للطاقات لا يكمن في استغلال الغاز الصخري، بل التوجه نحو تنمية حقيقية وعاجلة في منطقة الصحراء وتنويع الاقتصاد الوطني بدل الاعتماد على ريع المحروقات. جيل جديد: الرسالة تعبّر عن عدم وجود أي نيّة من قبل السلطة في الحوار من جهته رأى سفيان صخري النّاطق الرسمي بحزب جيل جديد، أن مضمون رسالة الرئيس لا يعبّر سوى عن نزعة تسلّطية من قبل السلطة الحاكمة، قائلا "ما حوته الرسالة يعبّر عن عدم وجود أي نيّة من قبل السلطة في التفاوض والتشاور حول التحدّيات المطروحة للنقاش في الساحة السياسية"، مشيرا الى أن النظام الحالي يعيش حالة ضعف وارتباك، ظهرت من خلاله مواقفه وقراراته مع مختلف الأحداث الراهنة. وحول قضية عين صالح وما عبّرت عنه الرسالة، قال صخري إن ما جاء حول الأمر يعتبر استخفافا واستفزازا بسكان الجنوب حول مطالبهم التي في مقدّمتها رفضهم مسألة استكشاف واستغلال الغاز الصخري، حيث إن القضية حسب ما قال المتحدث، دفع بالحكومة الى اعتماد سياسية التخوين حول كل من يقف ضد استغلال الغاز.