أكد السفير نذير العرباوي سفير الجزائربالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أن العلاقات المصرية - الجزائرية ممتازة ولا توجد بين البلدين أية خلافات فيما يتعلق بالشأن الليبي وما يتردد حول هذا الموضوع كلام مرسل. قال السفير العرباوي في تصريحات خاصة لجريدة "الجمهورية" الحكومية، إن تباين المواقف ووجهات النظر بشأن الأزمة الليبية بين البلدين لا يعني وجود خلافات أو أن العلاقات ليست على ما يرام، واعتبر أن مشاركة الجزائر في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ بوفد على أعلى مستوى برئاسة رئيس الوزراء عبدالمالك سلال وضم الوزراء المعنيين بالملفات الاقتصادية، إضافة إلى رجال أعمال جزائريين أكبر دليل على ذلك، لاسيما أنه كان في استقبالهم المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء في مطار شرم الشيخ. ورفض السفير التعليق على قرار إلغاء اللقاء الثلاثي الذي كان مقررا في روما بمشاركة وزراء خارجية الجزائر ومصر وإيطاليا لبحث الأزمة الليبية واكتفى بالقول إن الخارجية المصرية أصدرت بيانا حول ارتباطات طارئة لدي سامح شكري وزير الخارجية مجددا التأكيد على أن هذا ليس معناه وجود خلافات بين مصر والجزائر. وتعكس تأكيدات السفير الجزائري نظرة دبلوماسية مرتبطة بالموقف السياسي للجزائر بشأن علاقاتها مع الدول العربية وحرصها على التنسيق الأمني الذي تعكف على تقويته من أجل مواجهة كل التحديات المشتركة بين هذه الدول، وأبرزها التهديدات الإرهابية لاسيما أن الجزائر تسابق الزمن، من أجل فرض الحل السياسي للأزمة في ليبيا، غير أن اختلاف وجهات النظر بين البلدين بشأن الملف الليبي ظهر بشكل كبير بعد تمسك القاهرة بتدخل عسكري بعد إعلان تنظيم الدولة إعدامه ل21 مصرياً في طرابلس الليبية، حيث إن الجزائر ترفض رفضاً قاطعاً وجود أي قوة عسكرية أجنبية فوق الأراضي الليبية وتتحفظ على التدخل العسكري المصري انطلاقا من مبدئها الثابت القائم على سيادة الدول، حيث تتخوف الجزائر، من أن تعصف الرياح بمساعيها التي بدأتها منذ أشهر لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبين، داعية إلى إقرار حكومة وحدة وطنية تحفظ السلامة الترابية وتحول دون المساس بسيادة البلد. وكان ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء قد عقد لقاء على هامش اجتماعات مؤتمر شرم الشيخ مع بنظيره الجزائري بحضور وزيري الداخلية والصناعة الجزائريين والسفير الجزائريبالقاهرة أعرب خلاله عن تقديره لمشاركة الجزائر في المؤتمر، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مزيدا من الاتفاقات لدفع سبل التعاون بين البلدين الشقيقين، إضافة إلي التواصل والتنسيق بين رجال الأعمال من الجانبين في عديد من المجالات مما يمثل تأكيدا للعلاقات الوطيدة التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين. من جانبه، أكد الوزير الأول أيضا حرص بلاده على استمرار التنسيق بين البلدين في مواجهة الأعمال الإرهابية الآثمة التي تواجهها مصر بإرادة وتصميم.