تقدم اليمين الفرنسي بفارق كبير على اليسار الحاكم في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية التي جرت يوم الأحد، حيث تشير تقديرات معاهد الاستطلاع إلى حصول حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية برئاسة الرئيس السابق نيكولا ساركوزي وحلفائه على المرتبة الأولى، ليحرم بذلك حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبين من المركز الأول. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تقديرات رجّحت حصول حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وحلفائه الوسطيين على ما بين 29,7% و32,5% من الأصوات، وأشارت إلى أن اليمين مجتمعا يتوقع أن يحصل على ما بين 36,3% و40,3% من الأصوات. ووفقا للتقديرات ذاتها التي اعتمدت استطلاع آراء الناخبين عقب الإدلاء بأصواتهم، فقد حصل حزب الجبهة الوطنية على ما بين 24,5% و26,4%، في حين كانت استطلاعات الرأي قبل الانتخابات تعطيه ما لا يقل عن 30% من الأصوات. وكما كان متوقعا حل الحزب الاشتراكي الحاكم الذي ينتمي له الرئيس فرانسوا هولاند في المركز الثالث بنحو 20% من الأصوات، الأمر الذي يسلط الضوء على تراجع شعبيته بعد وعود فاشلة بخفض البطالة من معدلاتها الحالية التي بلغت نحو 10%. وعقب هذه الجولة الأولى من الانتخابات -التي جرت في كل المدن باستثناء المدينتين الكبيرتين باريس وليون، حيث لا توجد مجالس أقاليم- استبعد الرئيس الفرنسي السابق التحالف بين حزبه وبين مرشحي الجبهة الوطنية بالجولة الثانية التي ستجري الأحد المقبل. وفي تعليقه على تقديرات نتائج التصويت، قال ساركوزي إن "التناوب يتقدم ولن يوقفه أي شيء". وأضاف "إذا كان المواطنون قد تحولوا عن اليسار فلأن لديهم الشعور أنه لا يكف عن الكذب منذ ثلاث سنوات". من ناحيته، قال رئيس الوزراء مانويل فالس، الذي ينتمي إلى الحزب الاشتراكي، إن "الأحزاب الجمهورية حافظت على مكانها، وإن اليمين المتطرف ليس الحزب السياسي الأول في فرنسا". ويعتبر هذا الاقتراع جولة تسخين ما قبل الأخيرة قبل انتخابات مجالس المناطق أواخر عام 2015، والانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2017. يُشار إلى أن المجالس الإقليمية في فرنسا التي يجري انتخابها تهتم بشؤون المساعدات الاجتماعية ومشاريع التضامن والصحة والثقافة والعمران.