رغم أهمية عين ماضي كقطب ديني لما تتميز به من موقع استراتيجي يتوسط بين الجهة الغربية والشمالية لولاية الأغواط، إلا أن هذه البلدية ظلت في العشريات الأخيرة محصورة تنمويا بعدد محدود من المشاريع لفك العزلة عن سكانها وتحسين الإطار المعيشي لهم، لاسيما بالنسبة لسكان الريف مما حد من خلق معالم العاصمة الروحية لعاصمة التيجانيين. هذه الوضعية استدعت من الجهات الوصية تخصيص برامج لهذه البلدية لجعلها قطب تنموي في الجهة الغربية وتسجيل العديد من العمليات للتكفل باشغالات المواطن وضمان استقراره مع توفير الخدمات التي يحتاجها، خصوصا وأن هذه المنطقة لم تشهد توسعا عمرانيا كبيرا مقارنة بمقرات دوائر أخرى. وتتجلى أبرز هذه العمليات في حماية المنطقة من فيضانات الوديان، لاسيما واد النبكة والمعاذير وتدعيم الطريق الولائي رقم 231 على مسافة 20 كيلومتر بقيمة 450 مليون دينار وإنجاز 36 سكنا اجتماعيا للقضاء على السكن الهش وفك العزلة عن محط السلطان و20 سكن اجتماعي بشق طريق نحو البلدية. وأشارت مصادر مطلعة ''للبلاد''، أن إنجاز خزان بسعة 500 متر مكعب سيسمح بالقضاء على مشكل توزيع الماء الشروب وتدعيم شبكة التزويد برفع طاقة التخزين من 1300 إلى 1800 متر مكعب. كما أن عمليات تجديد قنوات صرف المياه القذرة التي انتهت منذ مدة عبر العديد من الأحياء كحي 253 سكن والسكنات الإجتماعية ساهمت في الحد من مشكل التسربات تحت السكنات بعد تغيير القنوات الإسمنتية بأخرى بلاستيكية. بينما قطعت أشغال التهيئة الحضرية شوطا كبيرا مقارنة بمناطق أخرى، إذ حظيت ذات البلدية وبعد تهيئة أزقة القصر القديم من عملية كبيرة لتهيئة هذا الأخير بقيمة 10 ملايير سنتيم كمرحلة أولى باستعمال نفس المواد التقليدية للمحافظة على التراث المعماري والموروث الحضاري لعاصمة التيجانيين، إلى جانب تكليف مقاولين مؤهلين بالإشراف على عمليات الترميم بإضافة لمسات جمالية تعكس وجه الموروث الديني والحضاري الذي تكتسبه الجهة، في وقت تعززت فيه الحظيرة التنموية بها ببعض المشاريع الخدماتية ومن بينها العيادة المتعددة الخدمات ونصف داخلية إكمالية أحمد التيجاني، فضلا عن مقر أمن الدائرة ونزل العزاب ومكتبة بلدية وكذلك ملحقة المحكمة، إلى جانب مقر جديد لمقاطعة الفلاحة ومقر المؤسسة العمومية للصحة الجوارية لتعزيز الهياكل الإدارية بهذه الدائرة التي أصبحت مقصدا للكثيرمن السواح، لاسيما من قبل روادها من علماء ومشايخ الزاوية التيجانية الذين يتوافدون عليها من شتى أصقاع العالم.