الخبير عبد الكريم شلغوم يؤكد: "على الداخلية أن تباشر تحقيقاتها في حمام ملوان" كشف الخبير في الهندسة المقاومة للزلازل والكوارث الطبيعية والصناعية ورئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم، عن اجتماعات يشارك فيها خبراء لمناقشة النشاط الزلزالي الكثيف الذي تعرفه بعض ولايات الوطن، وأسبابه الحقيقية وما يمكن أن ينجر عنه، ودعا الحكومة الى لعب دورها في هذا المجال من خلال التحقيق المعمق في الظاهرة. وأضاف شلغوم في اتصال بÇالبلاد"، عن دراسة يعكف الخبراء والمختصون على إعدادها، في ظل وجود احتمال في أن يكون النشاط الزلزالي غير عادي، متحدثا عن منطقة حمام ملوان بالبليدة على وجه التحديد. كما أشار الى افتقارهم للمعلومات العلمية والتقنية حول هذا النشاط، مما جعلهم يباشرون تحقيقات علمية يمكن أن تكشف الأسباب الحقيقة وراءه، من خلال البحث فيما إذا كان الزلزال قد حدث في الماضي أم لا عن طريق التعمق في الخارطة الجيولوجية والطبيعية للمنطقة. وحمّل المتحدث الدولة ممثلة في وزارة الداخلية، مسؤولية التحقيق في الظاهرة في حمام ملوان، دون أن يذكر الأسباب أو التفاصيل، مشيرا إلى أنه في غياب الأدلة والمعلومات العلمية الأكيدة، لا يمكن لهيئته الحديث أو توجيه الاتهامات لأي كان، بينما لم يفند فكرة وجود أسباب غير طبيعية وراء الهزات الارتدادية المتكررة، ملمحا الى أنها لا تدخل ضمن النشاط العادي، مثلما يؤكد بعض الخبراء في علم الفلك والزلازل. وشدد الخبير على أهمية تقديم معلومات مفصلة للجزائريين عن النشاط الزلزالي الكثيف الذي تشهده ولايات عديدة عبر الوطن، والهزات المتكررة، تكون مبنية على حجج علمية وتقنية دقيقة، بحيث تساهم في خلق ثقافة الزلزال لدى المواطن الجزائري، ليعلم كيف يتصرف وقت حدوثه وبعده، مشيرا إلى أن من أهم أسباب وقوع الكوارث، الارتباك وسوء التصرف، مؤكدا أن الجزائر بلد زلزالي حسب التصنيف العالمي. وإذا كان من غير الممكن توقيف الظاهرة أو التحكم فيها فإنه من الممكن التعامل معها بشكل يجعل الحياة أسهل، كما شدد على ضرورة تكييف الحياة وفق التطورات الجديدة، من خلال الاستعانة بالتكنلوجيا والتجهيزات الحديثة للوصول الى سياسة وقائية ضد الكوارث، والتي لا بد أن تجسد على أرض الواقع من خلال العناية بالبنايات الجديدة، والتي يجب أن تعتمد على معايير مضادة للزلازل، بحيث تخضع مواقع إنجاز السكنات الى الخرائط التي تحدد المخاطر في كل منطقة من التراب الوطني. ويرى شلغوم أنه بات من العادي أن تشهد الجزائر هزات أرضية، ولهذا فإن اغلب الهزات التي تحدث تدخل في إطار النشاط الزلزالي العادي، إلا أن هذا لا يمنع من أن يقوم الخبراء والمختصون بالبحث والتحري لتحديد الأسباب بصورة علمية وتقنية لا تخضع للشك، خصوصا أن آراء الخبراء وتحليلاتهم للظاهرة اختلفت في الفترة الأخيرة.