تشكل الأوضاع و التطورات المتسارعة في اليمن أحد المحاور المهيمنة التي سيتم مناقشتها خلال أشغال اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة في دورتها ال 26 العادية المقررة يومي السبت والاحد المقبلين. و يأتي هذا بعد قرار قوات جوية خليجية بقصفت مواقع للحوثيين في اليمن في إطار عملية "عاصفة الحزم" لانتشال البلاد من حالة الفوضى التي تفرضها جماعة الحوثيين. و قد بدأت السعودية امس الاربعاء و تحالفا من أكثر من عشر دول عملية عسكرية في اليمن استجابة لطلب مباشر من الحكومة اليمنية الشرعية لتقديم المساندة الفورية "بكافة الوسائل والتدابير اللازمة لحماية اليمن وشعبه من عدوان الميليشيات الحوثية وكذلك مساعدة اليمن في مواجهة التنظيمات الإرهابية". وحسب مصادر دبلوماسية فان وزراء الخارجية العرب عقدوا اجتماعا تشاوريا حول كافة الموضوعات المطروحة على جدول أعمال الاجتماع الوزاري وفي المقدمة منها الوضع اليمني وسبل دعم الجهود الخليجية في إطار العملية العسكرية "عاصفة الحزم"، وعلى غرار الدول المشاركة في العملية العسكرية أبدت دول اخرى منها الأردن والسودان ومصر وباكستان رغبتها بالمشاركة فيها. و على خلفية التطورات الخطيرة التي يشهدها اليمن أكدت الجزائر على لسان وزير الشؤون الخارجية،رمطان لعمامرة، اليوم ان الجزائر تتابع بانشغال "شديد" وقلق "عميق" التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن وتدعو الفرقاء في هذا البلد إلى التحلي بالحكمة وتغليب لغة العقل والحوار. و في تصريح له أمام وزراء الخارجية العرب المجتمعين اليوم بشرم الشيخ في مصر تحضيرا للقمة العربية المقررعقدها يومي السبت والأحد المقبلين، أكد السيد لعمامرة أن الجزائر "تتابع بإنشغال شديد و قلق عميق التطورات والمستجدات الخطيرة في اليمن الشقيق جراء تصعيد المواقف بما قد يؤدي إلى إجهاض العملية السياسية وزيادة حالة الإنقسامات وأعمال العنف وانتشار الارهاب بشكل يهدد أمن واستقرار ووحدة اليمن الشقيق". -هدوء حذر يسود مختلف المدن اليمنية- اعتبرت مصادر عسكرية يمنية ان الضربات الجوية الخليجية قد أضعفت القدرات العسكرية للحوثيين إلى حد كبير ، كما دفعت قيادات عسكرية كبيرة موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح إلى الهروب من عدة مواقع عسكرية في العاصمة صنعاء مشيرة الى ان هدوء حذر يسيطر على المدن اليمنية. وقد تمكنت قوات الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية للرئيس اليمني هادي من استعادة السيطرة على مطار عدن الدولي ومعسكر بدر بعد اشتباكات عنيفة مع القوات الموالية لجماعة الحوثي. في ذات السياق، يسود الهدوء الحذر العاصمة اليمنية صنعاء بعد ساعات من الضربات الجوية التي استهدفت المواقع العسكرية التابعة لجماعة الحوثي ضمن حملة " عاصفة الحزم". و توقفت حركة المرور تماما في كافة المناطق وخاصة القريبة من معسكرات الحوثيين تحسبا لتجدد القصف الجوي على تلك المواقع. وكان القصف الجوي ضمن حملة "عاصفة الحزم" قد استهدف قاعدة الديلمي والشرطة العسكرية والقصر الرئاسي والفرقة المدرعة الأولى مدرع والقوات الخاصة ومعسكر ريمة حميد التابع للرئيس السابق علي عبد الله صالح. -تباين المواقف الدولية في التدخل الخليجي لانهاء التمرد في اليمن- في الوقت الذي تواصل فيه طائرات تحالف الدول الخليجية والعربية بقيادة السعودية قصف المواقع العسكرية والقيادية للحوثيين ضمن عملية "عاصفة الحزم" عبرت عدد من الدول عن تأيدها للعملية فيما أبدت أخرى مناهضتها. وأعلنت منظمة التعاون الإسلامي دعمها للخطوة التي اتخذتها الدول الداعمة للشرعية الدستورية في اليمن بشن عملية عسكرية لانتشال البلاد من حالة الفوضى التي تفرضها جماعة الحوثيين مؤكدة رفضها لاي تدخل يقوض الشرعية المعترف بها دوليا مجددا. كما أعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للخطوة التى اتخذها "ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية فى اليمن" استجابة لطلبها و اضافت انه "جاري التنسيق حاليا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية وقوة برية إذا ما لزم الأمر فى إطار عمل الائتلاف وذلك دفاعا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظا على وحدة أراضيه وصيانة أمن المنطقة". من جهتها اعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليا "تأييدها المطلق" للعمليات العسكرية العربية التي انطلقت اليوم في اليمن باسم "عاصفة الحزم" و تهدف إلى وقف زحف الحوثيين نحو الجنوب معربة عن رفضها"للأسلوب الذي انتهجه الحوثيون للانقلاب على السلطة الشرعية والسيطرة على مقاليد الأمور بالقوة المسلحة وما ترتب على ذلك من أحداث دامية". أما الولاياتالمتحدةالامريكية فقد اعلنت عن تقديمها لدعم لوجيستي واستخبراتي لعملية "عاصفة الحزم" العسكرية في اليمن. في المقابل وصفت ايران هذا التحرك بانه "عمل عدواني" وبامكانه أن يعقد الأزمة في البلد ويبدد فرص لوصول إلى حل سلمي للازمة في اليمن مضيفة ان "غزو اليمن بقيادة السعودية سيؤدي لانتشار الإرهاب والتطرف في المنطقة". و قالت إيران ان الوضع في اليمن سيكون من أحد المواضيع الرئيسية لاجتماع وزيرى خارجية روسيا و إيران سيرجي لافروف ومحمد جواد ظريف في لوزان هذا الأسبوع. من جهتها اعربت العراق عن قلقها من ما وصفته "التدخل العسكري في الشأن اليمني" مؤكدة أن هذا "التدخل" سيعقد الاوضاع أكثر في اليمن،و قالت انه "نظرا للتطورات الاخيرة في اليمن و تدخل قوات عسكرية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي ودول عربية اخرى وانطلاقا من موقف العراق الحريص على دعوة جميع الأطراف الى الحوار وتحكيم لغة العقل والمصلحة اليمنية للحفاظ على وحدة اليمن وسيادته تعرب العراق عن قلقها للتدخل العسكري في الشأن اليمني الذي يؤدي إلى تعقيد الأوضاع في اليمن أكثر من السابق ولا يسمح بتبني الحلول السياسية في الظروف المعقدة القائمة". وبعد تأكيد روسيا لدعمها لسيادة اليمن ووحدة أراضيه عبرت عن "قلقها البالغ" إزاء التطورات التي شهدتها البلاد مؤخرا مؤكدة في ذات الوقت أنه "لا يمكن تسوية الخلافات الموجودة في اليمن إلا عن طريق الحوار الوطني الواسع". واعتبرت اليمن على لسان رياض ياسين وزير الخارجية أن الباب مفتوح الآن للحوار في اليمن والعودة للحوار الوطني والتفاهمات بعد العملية العسكرية التى قادتها السعودية بمشاركة عدد من الدول العربية لردع الحوثيين بعد إنقلابهم على شرعية الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى. يشار إلى انه سيتم ضبط مشروع جدول أعمال القمة العربية ومشاريع القرارات المتعلقة بالملفات المطروحة أمام القادة العرب وفي مقدمتها موضوع تطورات الاوضاع في المنطقة العربية ولا سيما تطورات القضية الفلسطينية والوضع في اليمن وليبيا وسوريا والبند المتعلق بتفعيل آليات صيانة الامن القومي العربي ومكافحة الارهاب وإقرارها لرفعها الى اجتماع القادة العرب في قمتهم يوم السبت.