مثلما كان متوقعا، عادت لجنة عمار سعداني الأمين العام لجبهة التحرير الوطني إلى تيارت تجر أذيال الخيبة على خلفية رفض العشرات من المناضلين ونواب سابقين عن الحزب العتيد التجاوب مع مقترحات الوفد المشكل من عضو المكتب السياسي مصطفى معزوزي ومساعديه من اللجنة المركزية، وبمجرد حلول اللجنة إلى مقر المحافظة بعاصمة الولاية حاملة معها أجندة واسعة أهمها إجراء تغيير شبه جذري في هرم المحافظات دون تشاور مسبق أو إخطار القواعد النضالية، قام العشرات من المناضلين الملتفين حول مقر المحافظة الولائية المنحلة وهتفوا بمغادرة الوفد المركزي ومطالبته بالعودة من حيث أتى، وهو ما خلق أجواء من القلق والفوضى وسط المناضلين وفي مدينة تيارت بشكل عامة مخافة اندلاع أعمال غير محمودة العواقب مماثلة لأحداث 2012 بين رافضي هذا التقسيم الجديد الذي فرضه سعداني، والقواعد المؤيدة له. هذه الأجواء المشحونة المشوبة بالفوضى، دفعت معزوزي إلى التراجع والعدول عن القيام بما كان يفكر فيه في ظل التوتر الذي طبع ساحة المحافظة، وتظهر المعطيات أن الوفد غادر فورا تيارت وأجل ما كان مقررا باستحداث ثلاث محافظات في الولاية، واعتبر عديد الساخطين على هذا التوجه الجديد أن الوفد حل بتيارت دون تبليغ مسبق أو توجيه دعوات لمناضلي الحزب بحضور هذه الأشغال، مما عزز الانطباع بأن العمليات كان مخطط لها سلفا لتعيين أشخاص وإقصاء آخرين، وهو ما اعتبروه بمزيد من التضليل والمغالطات التي تتبناها لجان سعداني في معقل أكثر قواعد الأفلان. وحسب ما توفر من معلومات، فإن بعثة الأمين العام للجبهة سعت إلى تعيين أمين محافظة تيارت النائب الجديد الشاب خالد بورياح الذي يوصف بالمبتدئ السياسي في المنطقة وهو أشهر خصوم بلخادم وسط معارضة شرسة في الوسط الأفلاني بدلا من المخضرم جيلالي بوعزة، مع تعيين أميني محافظتي فرندة وقصر شلالة.