وضعت رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي الدكتورة " نكوسزانا دلاميني زوما" النقاط على الحروف أمام الأمين العام للأمم المتحدة "بان كي مون" فيما يخص خارطة طريق الأفارقة إزاء الصحراء الغربية. وفي رسالة تفصيلية حول ملف الصحراء الغربية ، دعت رئيسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، الأمين العام للأمم المتحدة، إلى العمل على ضمان حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ، وكذا ضمان احترام المغرب لحقوق الإنسان في تعامله مع الصحراويين في الأقاليم الصحراوية المحتلة . رسالة الدكتورة " نكوسزانا دلاميني زوما"، هي خطوة إفريقية لإعادة تحديد البيانات وتحديثها فيما يتعلق بالصحراء الغربية، حيث عبرت بشكل واضح وقوي عن موقف التيار الإفريقي الغالب في القارة السمراء اتجاه النزاع بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية. و تعتبر هذه الرسالة الموجهة من أعلى هيئة افريقية للأمم المتحدة رسما لسياسة الاتحاد الإفريقي اتجاه القضايا العالقة وفي مقدمتها قضية الصحراء الغربية ، كما تأتي للرد على مزاعم الدبلوماسية المغربية التي تروج لتقارب إفريقي مغربي سياسي واقتصادي على حساب القضية الرئيسية المتمثلة في الاستعمار الوحيد المتبقي في القارة السمراء والذي يقوده نظام المخزن منذ سنوات طويلة. كما تأتي للرد على جولات العاهل المغربي الذي قاد زيارات مارطونية لعدد من دول غرب إفريقيا وكذا الترويج غير المسبوق لصورة غير حقيقية بوجود تراجع إفريقي للدعم الموجه للصحراويين، لكن الحقيقة غير ذلك تماما، إذ لا تزال القضية الصحراوية تستقطب اهتمام الأفارقة وغيرهم في باقي القارات. كما أن المغرب سجل تراجع الدعم الأمريكي له فيما يخص هذه المسألة، حيث سبق للرئيس الأمريكي باراك أوباما أن امتنع عن تحديد موعد لقاء مع ملك المغرب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، ما دفع بمحمد السادس إلى إلغاء زيارته لنيويورك وتكليف الوزير الأول عبد الإله بن كيران بتمثيله في المحفل الأممي. كما تلقى الموقف المغربي في المحافل الأروبية ضربات ديبلوماسية موجعة جراء موجة الاهتمام والاعتراف الأروبي المتزايد بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بنفسه بعيدا عن أي وصاية. وفي السياق نفسه، كان المغرب قد عمل على استثمار ما تبقى له من علاقات محدودة في الدول الإفريقية من أجل العودة بمواقف مؤيدة لأطروحاته التي تعتبر محاولة للالتفاف على الحلول الشفافة لمصير الشعب الصحراوي.