"كوب 29": التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداعيات تغير المناخ    لبنان : ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى 3670 شهيدا و 15413 مصابا    الغديوي: الجزائر ما تزال معقلا للثوار    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    مولوجي ترافق الفرق المختصة    قرعة استثنائية للحج    جبهة المستقبل تحذّر من تكالب متزايد ومتواصل:"أبواق التاريخ الأليم لفرنسا يحاولون المساس بتاريخ وحاضر الجزائر"    الجزائر تحتضن الدورة الأولى ليوم الريف : جمهورية الريف تحوز الشرعية والمشروعية لاستعادة ما سلب منها    المحترف للتزييف وقع في شر أعماله : مسرحية فرنسية شريرة… وصنصال دمية مناسبة    تلمسان: تتويج فنانين من الجزائر وباكستان في المسابقة الدولية للمنمنمات وفن الزخرفة    مذكرات اعتقال مسؤولين صهاينة: هيومن رايتس ووتش تدعو المجتمع الدولي إلى دعم المحكمة الجنائية الدولية    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    قرار الجنائية الدولية سيعزل نتنياهو وغالانت دوليا    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي في وفاة الصحفي محمد إسماعين    الجزائر محطة مهمة في كفاح ياسر عرفات من أجل فلسطين    الجزائر مستهدفة نتيجة مواقفها الثابتة    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    47 قتيلا و246 جريح خلال أسبوع    تعزيز روح المبادرة لدى الشباب لتجسيد مشاريع استثمارية    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    البطولة العربية للكانوي كاياك والباراكانوي: ابراهيم قندوز يمنح الجزائر الميدالية الذهبية التاسعة    4 أفلام جزائرية في الدورة 35    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    المحكمة الدستورية تقول كلمتها..    اللواء فضيل قائداً للناحية الثالثة    الأمين العام لوزارة الفلاحة : التمور الجزائرية تصدر نحو أزيد من 90 بلدا عبر القارات    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    مجلس حقوق الإنسان يُثمّن التزام الجزائر    مشاريع تنموية لفائدة دائرتي الشهبونية وعين بوسيف    السلطات تتحرّك لزيادة الصّادرات    بورصة الجزائر : إطلاق بوابة الكترونية ونافذة للسوق المالي في الجزائر    إلغاء رحلتين نحو باريس    الخضر مُطالبون بالفوز على تونس    دعوى قضائية ضد كمال داود    تيسمسيلت..اختتام فعاليات الطبعة الثالثة للمنتدى الوطني للريشة الذهبي    الشباب يهزم المولودية    البُنّ متوفر بكمّيات كافية.. وبالسعر المسقّف    سباق الأبطال البليدة-الشريعة: مشاركة أكثر من 600 متسابق من 27 ولاية ومن دول اجنبية    وزيرة التضامن ترافق الفرق المختصة في البحث والتكفل بالأشخاص دون مأوى    النعامة: ملتقى حول "دور المؤسسات ذات الاختصاص في النهوض باللغة العربية"    الذكرى 70 لاندلاع الثورة: تقديم العرض الأولي لمسرحية "تهاقرت .. ملحمة الرمال" بالجزائر العاصمة    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترسيم الأمازيغية فَرْنَسَةٌ أو بَلْقَنَةٌ حتمية لفرنسا الجزائرية
نشر في البلاد أون لاين يوم 18 - 04 - 2015

إلى كل الغيورين على أمانة الوطن والشهداء، من الأصدقاء الأوفياء الذين ما فتئوا يطالبونني بالرد على بعض المتطاولين، والمرتدين الذين يتعهدون مشروع الجنرال ديغول لإبقاء (الجزائر فرنسية) كما خطّ ذلك بيده في صفحة 49 من كتابه (الأمل). ولا يعتقد إلاّ جاهل أوخائن لبيان نوفمبر، ومقررات الصومام، بأن الجزائر ستبقى فرنسية (بالبربرية أو بالعربية) و أنما بجريمة الحرب (الفرنسية) على الشعب الجزائري العربي المسلم، التي خصصت لها فصلا كاملا في كتابي (‫مصير‬ وحدة ‫الجزائر‬ بين أمانة ‫الشهداء‬ وخيانة الخفراء) الذي كتب عنه ‫الدكتور‬ أبو القاسم سعد الله مقالاً في جريدة الشروق سنة 2006 بعنوان «مصير الجزائر في الميزان» قال فيه عني بأنني (أسير في القافلة وعيني على أول جمل فيها...) والذي أثبتت فيه بالدليل القاطع، وجود هذه الجريمة المستمرة التي تبناها الخفراء منذ خروج عساكر العدو من بعض الثكنات، ليسكنوا الإدارات العمومية غداة وقف إطلاق النار، واستبدال أصحاب القرار، لتبدأ مرحلة الاستحلال اللساني والثقافي والوجداني الراهنة التي عبّر عنها رئيس البرلمان الفرنسي في جلسة خاصة يوم 20 مارس 1962، أي في صبيحة اليوم التالي لتوقيف الحرب الصغرى، حيث قال حرفيا: (إن التطورات في الأراضي المستعمرة تتطلب منا أن نواصل، بطرق جديدة، المهمة التي بدأناها منذ132 سنة).
فإلى كل هؤلاء الجزائريين الأصلاء، الذين طالبوني بالرد على أولئك الجهلاء ونواب الفاعل أقول بأنني إذا لم أقم بالرد المطلوب فذلك لأنني كنت قد فضلت الوقوف موقف الملاحظ المتتبع للتعاليق المختلفة على موقعي معتمدا على النابهين منهم الذين تصدوا للرد على أولئك السفهاء نيابة عني وعن الشهداء، وكل الأحرار الأوفياء الذين يسعدهم غضب الشيطان، لنيل رضا الرحمان !!
وقد لاحظت من خلال تتبعي لآلاف التعاليق من هؤلاء المنافحين عن عرين الوطن والدين، أنهم كثيرًا ما يعتمدون على ما هو موجود من أدلة ووثائق في كتبي، وكذلك أشرطتي على اليوتيوب التي ناهز مشاهدوها ربع مليون زائر حتى الآن، وهي تجيب بالصوت والصورة على أهم الاستفسارات والأسئلة المطروحة علي في الصفحة.. ولا جدوى من فتح أبواب مشرعة على مصراعيها منذ عقود!
هذا بالنسبة للذين يفهمون، أما الجهلة المتعصبون، كما يتبين من خلال بعض تعليقاتهم التي تذكرنا بعبارة الشافعي قبل أن يمد رجله، فقد كفاني الله عناء إجابتهم بالأية 63 من سورة الفرقان.!!
ومع ذلك يجدر بي أن أذكّر ببعض الأساسيات في هذا الخصوص "الاستحلالي" بأن فرنسا لكي تبقى في الجزائر كما قال منقذها من قبضة المجاهدين أثناء المفاوضات على "أوراق" الاستقلال بأنه ((لو يتعين علي أن أختار بين بترول الصحراء واللغة الفرنسية لاخترت اللغة الفرنسية !!)) وهذا ما هو حاصل اليوم بالضبط !ولا يمكن له أن يحافظ على سيادة اللغة الفرنسية في الجزائر إلا بإيجاد وسائل وآليات واصطناع اختلافات، وصياغة مغالطات، ومنها (الذريعة ‫البربرية‬ ‫العنصرية‬ التي تدعو إلى العودة بالجزائر إلى عصر الوثنية الجاهلية أو المسيحية الرومانية...) التي أسس لها أثناء حكمه، أكادمية في العاصمة الفرنسية، والتي نرى نتائجها المرة بعد نصف قرن من التهاون والتواطؤ والتعاون، فيما هو حاصل الآن من مدّ وشد وابتزاز حول «‫قسنطينة‬ عاصمة الثقافة العربية...» ولو لم تكن هذه الذريعة موجودة (على غرار وجود لغة اجداده الجولوا، كواقع اجتماعي محلي، لهجوي وشفوي، في جبال وأرياف فرنسا المهجورة، كما قال ‫ابن‬ باديس‬، في هذا الخصوص، وكأنه يعيش معنا اليوم) لو لم تكن هذه الذريعة موجودة – اذن - لأوجدتها فرنسا، ولو من العدم لتدفع بتنصيبها ‫ضرّة‬ للغة الوطنية والرسمية في وطن الشهداء، لإحداث هذا التصدع المرسوم والموهوم، في جدار الوحدة الوطنية لأبناء الشعب الواحد لصالح اللغة الفرنسية وحدها، بدون منازع حتى الآن، رغم كل الدساتير الوطنية المتعاقبة عبر العقود وقوانين الجمهورية، وأهمها قانون اللغة العربية الذي مضى عليه الآن ربع قرن من المصادقة عليه، في المجلس الشعبي الوطني بالتصفيق دون التطبيق!! وكأنّ حماة "دولة القانون" في ذلك يجهلون أو يتجاهلون أن الدولة إذا كانت قد أوْجدتْ شرطة خاصّة لمكافحة الغشّ، وشرطة خاصّة لردْع اللصوص ومُخالِفي قانون المرور، وكمّاشات خاصّة لتكبيل السّيّارات المتوقّفة في الأماكن الممنوعة... فإنهم لم يوجدوا ولن يوجدوا جهازًا في الدّولة مماثلا، لتطبيق قانون السيادة الوطنية، أيْ قانون اللغة العربية، الذي قال عنه فقيد الجزائر والوطنية النوفمبرية الحقة الأستاذ مولود قاسم رحمه الله يوم التصويت عليه بالإجماع في المجلس الشعبي الوطني بأنه نوفمبر ثان في البلاد، وكأنهم يجعلوننا بهذه الحالة الشاذة عن كل الأقطار المستقلة في العالم، كمَنْ يلغي شرطة المرور وشرطة حماية الممتلكات من السرقات، ويترك قانون العقوبات وقانون المرور وحده، يُوزّع في الأكشاك، وينتظر من المتهوِّرين أنْ يكونوا منضبطين بدون رقيب رادع في الطرُقات، علما أنه لا وحدة وطنية بدون وحدة لغوية، ولا سيادة وطنية بدون سيادة لغوية مثل ‫فرنسا‬ ذاتها، التي لها قانونها اللغوي المطبق بصرامة على كافة مواطنيها وكامل ترابها الوطني، وهو عكس ما تفعله دولتها المستقلة مع مخلفات "الجولوا" المتكلسة منذ قرون، في جبالها وأريافها النائية، كما قلنا، دون أن تبحث لها عن هوية ضرار، تمزق بها وحدة الشعب الفرنسي المكون من مئآت الأعراق البشرية، بما فيهم أبناء الأطلسين (في المغرب والجزائر) من الحركى والمهاجرين الذين لا تجمعهم في إدارة الدولة الفرنسية المستقلة، السيدة إلا لغة السيادة ومرآة السياسة، والرئآسة... !
علما أن المقصود هنا هو الاستعمال اللغوي الرسمي للغة الوطنية... أما خارج ذلك فلا ضرر ولا ضرار في استعمال كل اللغات واللهجات الكونية من الصينية إلى السواحلية إلى الأمازيغية والعربية في أحياء باريس المزدحمة بكلّ الألوان والأجناس البشرية...
وانى اتحدى هنا كل أعضاء حزب البعث الفرنسي في الجزائر، أن يثبتوا أنني خرجت قيد شعرة عن الدستور الوطني أو عن كل مواثيق الثورة والحركة الوطنية.. أو أنني فعلت أكثر مما فعل الجنرال ديغول "الجلوا" الوطني الأصيل الذي تخلى عن لغة أجداده القداما الوثنيين، ليتبنى لغة أجداده المسيحيين اللاحقين، المكونة من لهجة باريس الرومانية بعد اعتناقهم المسيحية، كما قال هو ذاته في كتابه المذكور.. وهو ما وقع بالضبط مع إخوان طارق ابن زياد، واحفاده المجاهدين، على الضفتين الذين تعربوا بعد إسلامهم الصادق، ونشروا لسان القرآن في أوربا ذاتها، وفي كل مكان، كما يعلم أو يتجاهل الأخلاف المتعصبون المرتدون عن دين أبائهم وأجدادهم، ‫الأمازيغ‬ ‫الأحرار‬، الذين لم يقبلوا دينا غير الاسلام، منذ عرفوا حقيقة الإيمان، وتبنوا لغة القرآن التي حكموا بها أنفسهم، وساسوا بها حكمهم، وحافظوا بها على وحدتهم الترابية والشعبية منذ الدولة ‫الرستمية‬، إلى عهد و عهدة جريمة الحرب "الفرنسية" وخفرائها المستخلفين بالتزويروقراطية، وتعطيل الإرادة الشعبية، كما حصل للشهداء الأولين والآخرين مع الغزاة الفرنسيين المباشرين وغير المباشرين!!
ان هذا ‫الموضوع‬ ‫السياسي‬ ‫الثقافي‬ ‫الوحدوي‬ ‫المصيري‬ ‫للوطن‬ ‫والأمة‬ الذي اهتم به منذ نصف قرن كما شهد لي بذلك ‫الدكتور‬ أبو القاسم سعد الله في المقال المذكور وقد صدقته الأيام رحمه الله... وهو ما أثار ثائرة هؤلاء القوم كما يتبين من حنقهم الشديد على ما اكتب وأقول وأسجل من مواقف للوطن والتاريخ (كاضعف الإيمان) بعد ان لم يسعفني أو يسعدني قطار الشهادة في الميدان.. لنشهد ما يخرجه هؤلاء الحاقدون على الجزائر من سموم قلوبهم، وعصارات بطونهم العاكسة لمستوياتهم السوقية المتدنية في السفالة والنذالة، وهذا كله ليس بجديد من أمثالهم الذين سبق ان فعلوا ذلك ضد روادنا الكبار في الحركة الوطنية من جمعية العلماء وحزب الشعب الجزائري العربي المسلم كما هو منصوص عليه في البيان النوفمبري الخالد (وليست الشعوب الجزائرية) كما يريد هؤلاء المرتدون والخونة لمبادئ البيان وما يزالون يأملون تحت إشراف ملقنيهم عن ما يسمونه «بالشعب العربي والشعب القبائلي أو البربري...» وهنا نسألهم هل يمكن لدولتهم فرنسا ان تقبل بتقيسم مواطنيها إلى "جولوا" وفرنسيين، كما يدعو أعضاء حزب البعث الفرنسي عندنا إلى ذلك، في قسنطينة (عاصمة الثقافة العربية) وغيرها من مناطق الوطن العزيز! علما أن نسبة ذوي الأصول "الغالية" (الجولوا) في المجتمع الفرنسي الحالي لا تتعدى العشر بالمئة (10%) على أكثر تقدير إن وجد من يثبتها علميًا أو حمضيًا!! فهل تعمل دولتهم هناك بهذا التمييز العنصري والهوياتي بين المواطنين الفرنسيين على أساس الأصول العرقية والنقاوة الدموية الوهمية، لتهمش أو تطرد نيكولا ساركوزي (المجري) وإيدوارد بالادور (التركي) وإيمانويل فالس (الكتلاني) وحملاوي مكاشرة (الجزائري) ونجاة بلقاسم (المغربية) إلى غير ذلك من عشرات الساسة الكبار والوزراء من كل الأعراق والأقطار... الذين لا تجمعهم إلا لغة الأكادمية الفرنسية في إدارتها الرسمية
وهو ما فصلت الحديث عنه في مؤلفات عديدة وخاصة كتاب (جهاد الجزائر، التعصب، فرنسا والاطروحة البربرية، مصير وحدة الجزائر، الوحدة الوطنية في وحدة الهوية واطلبوا الوطنية ولو في فرنسا...)
وأؤكد لهؤلاء المكلفين بمهة، الذين يحاربون وحدة الهوية الوطنية، ويضربون العربية بالبربرية، أنه لا تقوم لهذه الأخيرة قائمة، ما دامت غنيمة الحرب الفرنسية حاكمة في الجزائر، وبعض البلاد المغاربية. أما اللغة العربية الأبدية المعصومة من خالقها بكتابها، على امتداد اللسان والأذان، فإنه هو المتعهد بحفظها إلى يوم الدين، كما قال في محكم تنزيله: "إنا نحن نزلنا الذّكر وانا له لحافظون" وإن كل من يحاربها على أرض الجزائر وغير الجزائر، سيزول هو وتبقى هي شاهدة على رأسه في قبره، إن كان من المشهّدين!! كما يجب أن يعلم كل الأعداء أن العربية ستتألق أكثر في المستقبل وتزداد انتشارًا مع دين كتابها وكتاب دينها لتظل دائما هي العليا، وعليها تقوم الساعة في الدنيا!! كما يقرّ علماء الغرب أنفسهم بهذه الحقيقة بكل موضوعية! كما اثبت ذلك في كتابي (مستقبل اللغة العربية بين محاربة الأعداء وإرادة السماء الصادر سنة 2008...)
وأتحدى من يكره اللغة العربية ويحاربها تحت أي شعار أن يكون مسلمًا في هذه الديار...!
وردا على أولئك الذين لم يفتأوا يرددون منذ سنوات (وكأنهم اكتشفوا البارود) تلك الآية القرآنية، التي لا يعرفون، بل وقد لا يعترفون بسواها في الغالب، وهي: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِين﴾ "الروم:22" فلهؤلاء أقول:
1- إن الآية الحكيمة لم تقل يا أيها الجزائريون ولا يا أيها العرب، ولا حتى يا أيها الذين آمنوا، ومنطقها كما يفهمه أي مبتدئ في الإسلام هو اظهار الإعجاز الإلهي في القدرة على الخلق والإبداع لعدة أشياء متنوعة من أصل واحد، ومعنى "الآية" لُغَةً هي العلامة، أي من العلامات الدالة على قدرته عز وجلّ أن جعل ألسنتكم وألوانكم مختلفة، وهو من باب وصف واقع بالفعل، وليس كلامًا يحمل أي معنى من معاني الأمر أو الواجب!!
وفي حالة أي فهم آخر للآية على غير هذا النحو، فإن معنى ذلك أن الناس المؤمنين يظلون طوال حياتهم يبحثون عن كل ما يفرقهم (لغات وألوانًا) ليتشتتوا ويتجزؤوا إلى مالا نهاية... حتى تصبح كل قبيلة أو عشيرة أمةً بذاتها، كدول البلقان وإسبانيا والبرتغال والكتلان... نظرًا لارتباط وحدة الهوية بوحدة اللغة كما أسلفنا!
2- الآية تذكر الاختلاف في الألوان أيضًا، وإذا تتبعنا نفس المنطق السالف الذكر، فإن كلّ لون متقارب للبشرة داخل أية دولة نكّون له هُوية وأمة وقومية خاصة به (تقرّبا إلى الله وطاعة له) ونحارب – في نفس الوقت – التطِور العلمي الذي توصل في السنوات الأخيرة إلى "تبييض" أصحاب البشرة السوداء والسمراء (مثل المطرب الأمريكي الزّنجي الراحل (مايكل جاكسن) الذي أصبح أبيض البشرة تماما بعملية علاجية بالأشعة وقد لقي ربّه بلونه الأخير دون تغيير!!)
3- إذا جاريناهم في فهمهم للآية كما أرادونا أن نفهمها واعتبرنا أن الله (عزّوجلّ) قد خاطب الجزائريين بصفتهم أناسًا وبشرًا، ومن ثمة يجب أن يطيعوه في البحث عن كل ما يفرّق جمعهم ويشتت ألسنتهم وألوانهم وأفكارهم... فلماذا لا يطيعون الله إلا في هذه المسألة الوصفية والتقريرية، ويعصونه في الأوامر والنواهي الأخرى الصريحة التي تحث المؤمنين على التوحد في أمة محمد (ص) المتعالية على الألوان والأعراق، والنابذة لعصبية الجاهلية، بدليل أنها أخرجت أبالهبٍ وأبا جهلٍ من المِلّة والأمة، وأحلّت محلهما أمثال بلال الحبشى (الأسود) وصهيب الرومي (الأبيض) وسلمان الفارسي (الأسمر) بلغاتهم الثلاث، ليصبحوا أعضاء في الأمة المحمدية (لغةً ودينًا ولونًا) ويصبح سلمان الفارسي من آل البيت باللسان والجنان كما قال فيه النبي (ص) بدل أبي لهبٍ عمّه وأبي جهل صهره... !!
4- إذا سلمنا بفهمهم السابق للآية الأولى، فالله (عزّوجل) يقول أيضًا في آية أخرى: ﴿... يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل... ﴾ (الحجرات: 13) فإذا كانت كلمة «الناس» تعني الجزائريين كما يريدون أن يفهموا، فإنهم – إذًا – بنص هذه الآية هم شعوب شتى وليسوا شعبًا واحدًا، وهم أيضا قبائل، ولا يحق لأية قبيلة أن تصبح شعبًا، أو أن تتحد مع الشعب في الوطن والأمة... (حتى لا تعصي الله!) وكأن الله كتب على الشعب الجزائري أن يظل أشتاتا من الشعوب والأعراق والأخلاط البشرية (على رأي الجينرال ديغول) ولا يعرف الوحدة في أسس الهُوية إلى الأبد! مع أنه كان (منذ أن عرف نور الإيمان ولغة القرآن اللذين أخرجاه من تحت ظلام وأقدام الرومان) أمة موحدة اللّسان المكتوب الجامع والمانع كما هو واقع حتى الآن، وقد بنت الأزهر واضاءت العالم من بجاية والأندلس لعدة قرون، قبل الاحتلال الفرنسي الذي جعل بعض الجزائريين يقرأون القرآن على الرواية الفرنسية ويفهمون بعض آياته "المنتقاة" بكيفية لم تخطر على بال أعظم الفصحاء والمفسرين من الأجداد النابهين الذين درَّسوا البشرية في بجاية وتلمسان والزيتونة والأزهر والقرويين وفاس عبر العصور وخرّجوا امثال ابن خلدون الذي درس في بجاية... بلغة القرآن وحدها، دون أن يعرفوا أنهم ليسوا أبناء هُوية أو لسان واحد، وأبناء أمة واحدة، وكانوا كلهم (يعصون الله فيما أمرهم أن يختلفوا فيه) أجناسًا وألوانا وأعراقًا وشعوبًا وقبائل... !
والحقيقة أن خلفيات طرح هذا الموضوع اليوم في حقيقتها لا تخرج عن إطار مخلفات الذهنية الاستعمارية اللغوية للجزائر الفرنسية التي لا يوجد لها مثيل مثير ومخجل، إلا في الجزائر دون جميع البلاد العربية الأخرى، من التي لم يتعهدها «الجنرال» بعنايته الخاصّة والمستمرّة حاضرًا وغائبًا كما هو مبين!!
ولهؤلاء الأصدقاء والأبناء الأصلاء.. وكذلك الأعداء والوكلاء، الفاعلين ونوابهم "الموسميين" أعيد هنا ما كتبته منذ ثلاثين سنة بأنني سأظل أكافح بإخلاص (كالفرنسيين الأحرار المستقلين في دولتهم ذات السيادة الكاملة على شعبها وأرضها) من اجل أن تبقى لهجتي المحلية خادمة للغتي الوطنية، وتبقى قريتي الصغيرة، جزءًا من وطني وأمتي الكبيرة.. وإذا فرض علي الأعداء، أن اختار بين لهجتي ولغتي أو بين قريتي ووحدة وطني وأمتي، فإني لا اتردد لحظة في أن أضحي باللهجة المحلية، من أجل الوحدة الوطنية، وأضحي بقريتي الجبلية من أجل وحدة أمتي الأبدية.. لأن زوال اللهجة لا يضر بقاء اللغة، وزوال القرية لا يضر بقاء الوطن والأمة، ولكن زوال اللغة وزوال وحدة الوطن والأمة، لا تبقى معه أية لهجة أو أية قرية، وهذا ما يريده الأعداء لتبقى الجزائر ‫فرنسية‬، كما أكد ‫الجنرال‬ دوجول، مهندس استقلال بلاده عن الجزائر، بما اسماه بالحكم الذاتي، في كتابه المذكور حيث يقول بكل صراحة ووقاحة: «... ستبقى الجزائر فرنسية من عدة أوجه ... وستحافظ على الطابع الذي اكتسبته مثلما احتفظت فرنسا بالطابع الروماني رغم أن شعبها منحدر من الجولوا...» وقال أيضا: «... وهل يعني ذلك أننا إذا تركناهم يحكمون أنفسهم (يقصد الجزائريين، وكما هو ملاحظ فإنه لم يقل يستقلون؟) يترتب علينا التخلي عنهم بعيدين عن أعيننا وقلوبنا!؟ (ثم يجيب بقوله) قطعا لا!» ويضيف مبررا تلك المتابعة عن قرب لأولئك الذين يحكمون أنفسهم بقوله: «فالواجب يقتضي منا مساعدتهم لأنهم يتكلمون لغتنا ويتقاسمون معنا ثقافتنا».
وقد فعل ذلك كله قبل أن يتركها تحكم نفسها "بغنيمة الحرب" أو "جريمة الحرب" كما أسميتها منذ عقود، ويكتفي هو يجني ثمار الخفراء والعملاء والوكلاء دون أشواك الشهداء الذين حكموا بالإعدام على هؤلاء الخونة في مؤتمر الصومام كما تثبث هذه الوثيقة الأصلية (المرفقة أدناه) بإمضاء أعظم قادة الثورة المباركة الذين يمثلون شعب الشهداء بكل ولاياته التاريخية والإدارية وهم:
1- محمد العربي بن مهيدي (قائد الولاية الخامسة)
2- عمرو أوعمران (قائد الولاية الرابعة)
3- بلقاسم كريم (قائد الولاية الثالثة)
4- يوسف زيغود (قائد الولاية الثانية)
5- عبد الله بن طوبال (نائب قائد الولاية الثانية)
- علي ملاح (قائد الولاية السادسة)
- رمضان عبان (منسق المنطقة الأولى بالجزائر العاصمة)
وكما نلاحظ فإن أربعة من القادة السبعة هم من بلاد القبائل الأحرار، وأبناء حزب الشعب الجزائري، مفجر الثورة وقائدها إلى الانتصار بدون منازع، والرسالة موجهة من هؤلاء القادة إلى رئيس فدرالية جبهة التحرير الوطني العاملة على الأراضي الفرنسية، المجاهد صالح الوانشي، وهو أيضا من بلاد القبائل ومن أبناء حزب الشعب الجزائري (وليس الشعوب الجزائرية) يطلب منه قادة الثورة فيها تصفية أصحاب ‫النزعه‬ البربرية والميصاليين بصفتهم أعداء الجزائر وثورتها، وهم يخدمون مصلحة الاستعمار ضد وطنهم...
وهل يمكن أن نتهم هؤلاء القادة الأفذاذ في الوطنيه الباديسية الصادقة بأنهم أعضاء في حزب البعث العربي الدنيوي العنصري الذي يكفر بالبعث الأخروي ويحارب المؤمنين به، من المجاهدين وغير المجاهدين!... واذا كان هؤلاء القادة العظام بعثيين "وقومجيين" وعنصريين، كما يردد هؤلاء المكلفون بمهمة في شعاراتهم الببغائية الملقنة والممجوجة التي يعلقون بها دائما على ما أقول أنا والدكتور عثمان سعدي كذلك في هذا الخصوص السياسي والسيادي، الوطني الوحدوي.. فإنه يشرفني جدًا أن أسير على خطى هؤلاء القادة الميامين إلى أن القاهم ثابتا إن شاء الله على نهجهم الجهادي النوفمبري، غير خائن للأحرار ولا مولي الأدبار، ونحن في قلب المعركة المستمرة ضد هؤلاء المرتدين عن البيان النفمبري الذي ينص حرفيا على وحدة الشعب الجزائري وهويته العربية الإسلامية، في أربعة بنود خاصة بالانتماء والهوية وهي:
أولا: "إقامة الدولة الجزائرية الديمقراطية الاجتماعية ذات السيادة ضمن إطار المبادئ الإسلامية" (غير الشيوعية وغير اللائكية).
ثانيا: "تحقيق وحدة شمال إفريقيا في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي"، ونلاحظ هنا الإعلان الصريح عن الانتماء الطبيعي والهوية الوطنية ذات الأصل الثقافي والبعد الجغرافي، والطبيعي (أي العربي الإسلامي البديهي)، وليس الإفريقي أو المتوسطي أو حتى النوميدي، فضلا عن الروماني أو اللاتيني أو "الفرنكوفوني"، وهو عين العلم والتاريخ، والواقع الجيوسياسي، منذ نجم شمال إفريقيا، وحزب الشعب الجزائري، ومكتب المغرب العربي في القاهرة، إلى اندلاع الثورة المباركة التي كانت تطبيقا للبيان النوفمبري نصا وروحًا !
ثالثا: "احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني"، ونلاحظ هنا عدم وجود كلمة "لغوي" في البند، وهو ما يعني صراحة أن البيان النوفمبري (الوحدوي والسيادي) يقر حرية الاعتقاد وتعدد الأديان داخل المجتمع، كما يقره الإسلام ذاته بمبدأ "لا إكراه في الدين" المنصوص عليه في القرآن الكريم، ولكن البيان يرفض التعدد اللغوي الرسمي، لأنه هو الفيصل القاطع في السيادة (مثلما هو الحال في فرنسا ذاتها كما قلنا) رغم وجود عدة لغات محلية وجهوية متعايشة مع اللغة الوطنية والرسمية الوحيدة هناك!، كما هو معلوم وإن التلاعب في عامل اللغة أو التلاعب به يؤدي حتما إلى ما لا يقبل التعدد على الإطلاق ألا وهو الهوية، لأن الإنسان الجزائري أو أي مواطن عربي هو كذلك بالرسالة وليس بالسلالة، كما أقول، لأن العروبة في رأينا انتساب وانتماء يربط أهل الأرض بوحي السماء، كما أرادها الشهداء، وكل الأجداد القدماء بما لا يستقيم معه أن يدعي أي قطر من أقطار هذه الأمة أن يكون عربيا وغير عربي في الوقت ذاته! أو يكون عربيا مسلما في نوفمبر تحت الاحتلال، ثم يصبح فرنسيا لائكيا أو "فرنسيا جزائريا" في ديسمبر بعد الاستقلال أو الانفصال، رغم أنه ظلّ "مسلما فرنسيا" على الورق قبل ذلك لأكثر من مئة وثلاثين سنة دون طائل، ولولا ذلك لما قامت الثورة أصلا كما هو واضح من بيانها القاطع المطالب في بند خاص يقول:
رابعا: "الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية ملغية بذلك كل القرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضًا فرنسية التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري".
ونعتقد أن هذا الرفض القاطع للجنسية الفرنسية وهويتها اللغوية والدينية والثقافية، من أصحاب البيان الذي يقرّ صراحة بأن للجزائر هوية وشخصية متميزة عن الكيان الغاصب تتكامل فيها كل المقومات التاريخية والجغرافية واللغوية والدينية والثقافية التي تجعلها غير فرنسية، وتمد بالتالي أبناءها المجاهدين وقادتها السياسيين المحنكين بمشروعية المطالبة بالاستقلال التام عن فرنسا، وإفحام ساستها بالحجج الدامغة في المحافل الدولية. وإذا لم تكن لغة الشعب الجزائري هي الفرنسية، كما ينصُّ البيان، ولم يكن دين الشعب الجزائري هو المسيحية كما ينصُّ البيان أيضا، فما هو بديل هذه اللغة وبديل هذا الدين غير العربية والإسلام المؤكدين في البندين (1 و2). والذي يستطيع أن يلغي البيان أو يعيد صياغته أو يبدلها حسب هواه، يستطيع أن يلغي الاستقلال أيضا، الذي كان نتيجة مباشرة لتطبيق هذا البيان، وقبل هذا وذاك يلغي استشهاد عشر الشعب الجزائري من أجل ذلك، ويعتبرهم ماتوا، في زلزال مدمّر لتعود المياه إلى مجاريها الفرنسية (الأهلية) وكأن شيئا لم يكن!!
وللذين يعترضون على البيان بقولهم أنه ليس قرآنًا. نقول لهم بأن القرآن يحتمل التأويل في بعض متشابهه للذين في قلوبهم زيغ كما يقول منزله ذاته ﴿هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ آل عمران (7) ... أما البيان فلا يحتمل أي تأويل أو تبديل! في حين أن الإلغاء ممكن جدًا إن أعيدت الجزائر إلى عهد دوبورمون سنة 1830، ولا يوجد ما يمنع وقوع ذلك في شكل جديد، إذا تخلينا عن مقومات الاستقلال الذي تحقق بناء على مبادئ نوفمبر المذكورة، ذلك أننا كنا بالفعل مستقلين فاحتللنا وكنا محتلين أيضا فاستقللنا، مما يؤكد لكل من له عقل وبصيرة، ويفرق بين العلف والشرف والغاية والوسيلة والأمة والقبيلة، أنه لا يوجد احتلال دائم ولا استقلال دائم، وإنما يوجد جهاد قائم للدفاع عن الاستقلال الحقيقي بكل معانيه، في كل حين، وعلى كل جيل من الأجيال المتعاقبة على حكم الوطن فاعلين أو مفعولين ... !!
وردا على أولئك الذين بلغ بهم الحقد على ثورة الجهاد درجة الكذب، حتى على الشهداء، بإدعائم أن هذا الموضوع قد طرح في الثورة وأجل إلى الاستقلال، فهذا افتراء صارخ في حق الوطن وكل الشهداء... وإني أتحدى هنا أي أفّاق من هؤلاء أن يأتي بأية وثيقة مكتوبة تثبت ذلك (بأية لغة كانت) أو أية شهادة حية ناطقة أدلى بها أي قائد للثورة من الشهداء أو الأحياء، سواء من مفجري الثورة (22) أو من قادتها الستة، أو من أي واحد من أبطال وقادة الثورة في مؤتمر الصومام، وما بعده من الذين حاربوا الاحتلال تحت لواء الجهاد، على امتداد السنوات السبع في كل شبر من أرض الجزائر، بدون استثناء، لأية جهة أو منطقة أو ولاية ما عدا الذين تعنيهم الوثيقة، وقد كانوا كلهم مقيمين على التراب الفرنسي ذاته يتربصون بالثورة... وتحت حماية العدو طوال سنوات الجهاد، ليعود أحد أقطابهم إلى الجزائر منذ خمس سنوات مصرحًا لاحدى الجرائد الفرنسية (الصادرة في الجزائر) بأنه عاد ليواصل نضاله الذي بدأه سنة 1948 ضد مبدأ عروبة الجزائر وإسلامها الذي كان الأرضية الذهبية الصلبة لجميع رجال الحركة الوطنية، وفي مقدتهم حزب الشعب الجزائري الذي فجر الثورة بناء على مبادئ البيان السابق ذكره وجدد عهده في مؤتمر الصومام كما تبينه الوثيقة التالية التي تسلمتها شخصيا من يد الرئيس بن يوسف بن خدة رحمه الله!
واترك التعليق لكل من يهمه أمر الوطن وأمانة الشهداء؟


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.