اعتبر رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبيي بسوق أهراس "أننا في الجزائر نملك الكثير من التاريخ والقليل من الذاكرة"، مضيفا في مداخلة قدمها بقاعة المحاضرات "ميلود طاهري" بعنوان "الثقافة والتاريخ والهوية" بحضور سلطات الولاية وعدد من أساتذة الجامعة وطلبتها ووجوه ثقافية بأنه "لو وثقنا تاريخنا عن طريق الأفلام والكتب وسيرة شهداء ثورة التحرير لما أسسنا لذاكرتنا ووضعنا معالمها". وركز رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الذي استضافته كلية الآداب واللغات لجامعة "محمد الشريف مساعدية" لسوق أهراس على ضرورة تأسيس ثقافة التعامل مع التاريخ بإيجابية لأنه كما أضاف- لا يمكن القفز على التضحيات الجسام التي قدمها شهداء الجزائر معتبرا التاريخ بمثابة محرك الوجدان الوطني وروح الهوية ولا يمكن لأي شعب أن يعيش خارج التاريخ لأنه أصبح هاجسا لكل الأمم .ودعا ميهوبي في مداخلته إلى ضرورة "تأسيس مدرسة جزائرية لكتابة التاريخ الجزائري غير مجزأ وغير مفرط في الذاتية". وبعدما أشار إلى أن الشعب الجزائري "يصنع التاريخ ولا يحسن كتابته لأنه يتواضع أمام التاريخ أو يخاف منه أو عليه" أكد السيد ميهوبي بأنه "لم يكتب عن ثورة التحريرالجزائرية سوى 3 آلاف عنوان في حين يتجاوز عدد كتب بعض الثورات الأخرى الخامس آلاف كتاب". وأضاف ميهوبي أمام حضور غفير أن التاريخ "عبارة عن حلقات مترابطة لتحقيق الوحدة الوطنية"، معتبرا أن "تجزئة التاريخ قد تهدد الهوية المتمثلة في الإسلام والعربية والأمازيغية". ودعا المحاضر المجاهدين والباحثين إلى ضرورة "كتابة التاريخ مع توثيق حتى أدق التفاصيل التاريخية" وإلى "أهمية تجسيد الهوية لضمان الاستمرارية من خلال "أفلامنا وما نقدمه من أشرطة وفي عمراننا وحتى لباسنا". وأكد ميهوبي أن كتابة تاريخ الثورة يتوزع على 4 محاور وهي "الكتابة الرسمية وتقوم بها مؤسسات الدولة والكتابة الأكاديمية التي يقوم بها باحثون والكتابة الشفوية للتاريخ وهي من أفواه صناع الثورة فضلا عن الكتابة الإبداعية من خلال التوثيق من أفلام". وبعد النقاش الذي أعقب هذه المداخلة تم التوقيع على اتفاقية تعاون بين المجلس الأعلى للغة العربية وجامعة سوق أهراس تتضمن تنظيم ندوات ولقاءات صحفية ومبادلات علمية وثقافية وفي مجال العلوم الإنسانية.