دفعت موجة الندرة التي تعرضت لها محطات الوقود في عدد من الولايات منذ بداية السنة مجمع "سوناطراك" إلى إعلان مناقصة دولية لشراء كميات كبيرة من المازوت لتغطية الاحتياجات الوطنية الخاصة بشهري جوان وجويلية القادمين اللذين يتزامنان مع انطلاق موسم الاصطياف وشهر رمضان الكريم. وطرح المجمع البترولي سوناطراك أكبر مناقصة له هذه السنة لشراء كميات كبيرة من المازوت تحسبا لندرة محتملة في هذه المادة الحيوية الصيف المقبل. وكشفت مصادر تجارية لوكالة رويترز أن المجمع الوطني للبترول والغاز قد طرح مناقصة في السوق الحرة "سبوت" لشراء كميات من المازوت "زيت الغاز" تقدر ب 300 ألف طن. وحسب ما توفر من معلومات فإن المجمع الوطني قد تقدم بطلبية لشراء عشر شحنات من زيت الغاز تزن كل منها 30 ألف طن، ووضعت سوناطراك ضمن معايير الجودة شرطا على أنلا يتجاوز محتوى الكبريت في الشحنات 0.1 بالمائة وستخضع الكميات المطلوبة للتسليم بمينائي أرزيو والجزائر في شهر ماي القادم على أن تغلق المناقصة في 27 أفريل، فيما تظل العروض صالحة حتى 29 أفريل حسب نص المناقصة التي تقدمت بها سوناطراك. وأضافت المصادر أن هذه المناقصة تعتبر الأكبر من نوعها منذ بداية سنة 2015 التي عرفت تذبذبا كبيرا في توزيع الوقود بشكل عام ومادة "المازوت" بشكل خاص. كما ربطت المصادر المناقصة مع تراجع وتيرة أعمال التطوير التي تخضع لها مصفاة سكيكدة واعتمادها في عمليات التكرير الجزئية التي تقوم بها على المقطرات المستوردة. وأعلن وزير الطاقة، يوسف يوسفي، أن الجزائر ستواصل استيراد هذه المادة خلال السنوات القادمة لسد العجز الناجم عن تراجع قدرات التكرير الوطنية، وارتفاع الاستهلاك نتيجة ارتفاع نمو الاقتصاد الوطني، وتوسع حظيرة السيارات وانخفاض أسعار المنتجات المكررة الذي يشجع على التهريب والتبذير. وتعد الجزائر من بين أكبر الدول المصدرة للنفط، ورغم ذلك فإنها مضطرة لاستيراد المازوت لتغطية الحاجيات الوطنية أمام الارتفاع المذهل للسيارات والآلات التي تستعمل هذه الطاقة.