عبّرت جمعيات وشخصيات موريتانية، عن استنكارها التوتر القائم في العلاقات مع الجزائر، داعية إلى ضرورة إنقاذها من "المكائد"، في إشارة إلى وقوف المخزن وراء تأزم الوضع بين البلدين. وأكدت بأن العلاقات الثنائية تضرب في عمق التاريخ ولا يمكن أن يرهنها خلاف "عابر"، منوهة بالمصالح المشتركة مع الجزائر التي تلعب دورا هاما في المنطقة. وأجبر التوتر الحاصل في العلاقات بين الجزائروموريتانيا، شخصيات وجمعيات المجتمع المدني على الخروج عن صمتها، حيث دعت إلى ضرورة إزالة التوتر القائم بين البلدين، وتجاوز هذه الأزمة التي وصفتها بÇالعرضية". وأشارت رابطة الأخوة الموريتانية- الجزائرية، إلى قناعتها، بأن مصالح الدولتين "متشابكة ومتكاملة"، مشددة على ثقتها في أن حادث طرد الدبلوماسيين "لن يكون إلا عرضيا ولن يؤثر إطلاقا على العلاقات بين الشقيقتين، لأنها علاقات عريقة وضاربة في القدم وستبقى قوية ومتينة رغم كل ما يحاك ضدها من "مكائد"، في إشارة إلى وقوف المغرب وراء تأزم الوضع، حيث إن بلادها تعرضت لضغط كبير، أجبرها على القيام بخطوة غير محسوبة العواقب، كما عبّرت الرابطة في بيان لها، عن أسفها لحادث تبادل طرد الدبلوماسيين، في الوقت الذي كانت تتطلع لمزيد من المشاريع التي تعزز العلاقات بين الدولتين والشعبين، ودعت إلى بذل الجهود من أجل عودة الأمور إلى مجراها الطبيعي في أسرع وقت، مثمنة المكتسبات التي تحققت في الفترة الأخيرة، ومطالبة بالابتعاد عن كل ما قد يعكّر صفو العلاقات الطيبة والمتينة بين الطرفين. من جهتها، دعت جمعيات طلابية موريتانية، سلطات بلادها، إلى ضرورة الحفاظ على علاقاتها مع الجزائر، وعدم الانصياع لضغوطات أجنبية، مذكرة بعمق العلاقات التي تجمع البلدين منذ سنوات طويلة، والمواقف والجهود المشتركة، لخدمة المصالح الثنائية ومصلحة المنطقة ككل، معربة عن أملها في عدم استمرار الخلاف، وعودة المياه إلى مجاريها. في المقابل، أصرّ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، على اتهام الجزائر بالمساس بشؤون بلاده الداخلية، بعدما بادر إلى عقد اجتماع مع هيئة الإعلاميين في البلاد، بالقصر الرئاسي، حثهم فيه على ضرورة الاهتمام بالمصلحة العليا للوطن، والابتعاد عن الأجندات الأجنبية، في إشارة إلى محاولة الجزائر عرقلة علاقات موريتانيا الخارجية، مضيفا بأن المقال المنشور من قبل الصحافي الموريتاني غير مقبول، الذي اتهم المستشار الجزائري بالوقوف وراء نشره، بهدف "زعزعة" علاقات موريتانيا الخارجية على حسب تعبيره، داعيا صحافيي بلاده، إلى اختيار مصادر المعلومة، والتحري عن صدقها قبل كتابة أي مقال، إلى جانب الانقياد بمصلحة الوطن وحمايتها من أي تدخل أجنبي كان، كما أمر بإبعاد مدير مكتب وكالة المغرب العربي للأنباء عام 2011، لعلاقات وصفها ب"المشبوهة" مع بعض الصحافيين، مما يشير إلى عدم وجود انفراج قريب للأزمة بين البلدين. للإشارة، فإن موريتانيا أقدمت على طرد المستشار الأول بالسفارة الجزائرية، بعد اتهامه بالوقوف وراء مقال يمس بعلاقاتها بالمغرب، وردت الجزائر بالمثل، حيث قامت بطرد مستشار السفارة الموريتانية، كما تخلف وزير الداخلية الطيب بلعيز، عن المشاركة في اجتماع لوزراء الداخلية احتضنته نواكشوط وخفضت الجزائر تمثيلها في جميع المناسبات التي يحتضنها هذا البلد.