عاشت محافظة جبهة التحرير الوطني بولاية عنابة، أمس، حالة من الغليان بعد اندلاع مشادات عنيفة بين أنصار محافظ الحزب، عضو مجلس الأمة محمد صالح زيتوني وجناح المعارضة ممثلا في اللجنة الولائية لتسيير شؤون الحزب. وانتهت المواجهات بتمكن المعارضة التي نددت بالإقصاء والتهميش في وقت سابق، من استرجاع مقر المحافظة. كادت الصدامات التي اندلعت أن تؤدي إلى انزلاقات خطيرة بعد سقوط ثلاثة جرحى من جناح المعارضة بشكل استدعى التدخل الفوري للسلطات الأمنية التي أمرت بانتشار مكثف لعناصر وحدات مكافحة الشغب على طول الشارع الرئيسي لساحة الثورة حيث مقر المحافظة، وأكد المعارضون لتوجهات محافظ الحزب أن هذا الأخير وظف ''غرباء عن الحزب ومسبوقين قضائيا لمنع المناضلين من دخول مقر المحافظة منذ شهر فيفري الماضي، ولم يتوقف عند هذا الحد بل تمادى في منطق التهميش والإقصاء من خلال التحضير لتجديد مكاتب القسمات في سرية وسعيه لفرض أتباعه بطرق استفزازية بشكل جعل المناضلين الحقيقيين وكأنهم غرباء عن حزبهم..''. وكانت عملية إعادة هيكلة القسمات، التي شرع فيها أمس، بمثابة القطرة التي أفاضت كأس غضب اللجنة الولائية لتسيير شؤون الحزب التي تضم برلمانيين ومنتخبين محليين وأعضاء مكاتب القسمات ال,19 إذ قرر هؤلاء اقتحام مقر المحافظة صبيحة أمس وأقدموا على استرجاعه وتغيير أقفال البوابة الرئيسية احتجاجا على ''التسيير الانفرادي لمحافظ الحزب وجماعته من أمناء القسمات غير الشرعيين'' حسب اتهامات البيان الذي وقعته المعارضة وتحوز ''البلاد'' نسخة منه. من جهته، فند محافظ الحزب محمد زيتوني في اتصال هاتفي مع ''البلاد'' اتهامات المعارضة مؤكدا أنه أعد تقريرا حول حادثة اقتحام مقر المحافظة التي تورط فيها حسبه متربصون بالأفلان ورفعه إلى الأجهزة المركزية للحزب وسلم نسخة منه للمشرفين على عملية إعادة الهيكلة''، مضيفا أنه تلقى ''توجيهات من الأمانة الوطنية لتفادي الصدامات بين المناضلين إلى غاية الفصل في هذه القضية في القريب العاجل''. وفي تيارت، أصيب شخصان بجروح خطيرة في مشادات بين مناضلين في حزب جبهة التحرير الوطني بمدينة فرندة نتيجة لخلافات سياسية بين جناحين متصارعين، فيما ذكرت مصادر متطابقة أن أحد المصابين كان جرحه خطيرا واستفاد من عجز لمدة 25 يوما قررها الطبيب الشرعي. وذكر مصدر قيادي محلي في الحزب أن الأمور مرت بسلام في آخر المطاف وعقدت الجلسة وتم انتخاب مكتب القسمة بشكل عادي، متهما النواب الذين التحقوا بالحزب في العهدة البرلمانية الحالية بمحاولات التشويش للتموقع، معتبرا ما يحدث سحابة عابرة على اعتبار أن القيادة سائرة في برنامج التنصيب كما كان مخططا له، حيث تم لحد الآن تنصيب 30 قسمة من أصل .42 للتذكير، كانت كل من ملاكو وعين الذهب قد شهدتا توترا في محيط مكان عقد الجمعية العامة لتنصيب القسمة، فيما نفى رئيس بلدية عين الذهب أن يكون قد تعرض لمكروه ردا على ما أشيع حول إصابته بجروح.