اغتالت مجموعة إرهابية فجر أمس، أربعة عناصر من الدفاع الذاتي بعد رصد مركبتهم خلال العودة من عملية حراسة. وجرى إطلاق النار على سيارة الضحايا في إقليم بلدية مروانة على مستوى الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي باتنة وسطيف مما أدى إلى اشتعال المركبة بالكامل واحتراق ثلاثة عناصر، فيما قتل الرابع رميا بالرصاص حينما حاول الفرار نحو الأدغال الغابية بالمنطقة. الاعتداء الإرهابي وقع في حدود الساعة الرابعة والنصف صباحا حسبما أوردته مصادر "البلاد" عندما كان عناصر الدفاع الذاتي في طريق عودتهم من عملية حراسة على مستوى قرية أقرادو الجبلية باتجاه دوارهم حيث يقطنون، إذ اعترضتهم مجموعة إرهابية بين مدخل مركز بلدية مروانة والحي الشعبي الكبير علي النمر "بوزو"، وأقدمت على إطلاق أعيرة نارية بكثافة نحو المركبة التي كانت تسير بسرعة متوسطة. وفور سماع صوت الرصاص جرى تبادل إطلاق النار بالقرب من مقبرة دوار "أشلا أملال" لكن انقسام المجموعة الإرهابية إلى فوجين على حافتي الطريق وحيازتها على أسلحة رشاشة وقاذفات "أر بي جي" عجّل باحتراق مركبة "الباتريوت" وتفحم ثلاثة من عناصر الدفاع الذاتي في عين المكان. ونقلت شهادات لمصادر محلية أن "المجموعة الإرهابية المشكلة من نحو 12 عنصرا سارعت للاستيلاء على أسلحة الضحايا قبل أن تشرع في ملاحقة الضحية الرابع الذي حاول الفرار رغم إصابته البليغة نحو الأدغال الغابية وقامت باستهدافه بوابل من الرصاص أرداه قتيلا على بعد أمتار قليلة من المركبة". ولاذ الإرهابيون فور تنفيذهم العملية الإجرامية بالفرار إلى الغابات الكثيفة بمرتفعات بلدية واد الماء، حيث يجري مطاردتها في عملية تمشيط أطلقتها وحدات الأمن المشتركة. وعلمت "البلاد" بأن قائد الناحية العسكرية الخامسة قد تنقل أمس للإشراف بنفسه رفقة كبار الضباط العسكريين على عمليات تمشيط واسعة النطاق شملت في مرحلة أولية الجبال الفاصلة بين بلديتي وادي الماء والشعبة. واستبق المسؤول العسكري الأول على الناحية حملة التمشيط باجتماع أمني رفيع ضم قادة أمنيين محليين ومسؤولي القطاع العملياتي العسكري. وحسب نفس المصدر، فإن تحرك قوات الجيش الوطني الشعبي، المدعومة بمروحيات وفرق مشاة وأخرى مختصة في تفكيك الألغام، جاء بناء على ورود معلومات مؤكدة، تفيد بتسلل الجماعة الإرهابية نحو مرتفعات واد الماء. وتضيف ذات المصادر بأن قوات الجيش التي شرعت في قصف جوي سمع دويه على بعد كيلومترات، تمكنت في حصيلة أولية من تدمير 3 مخابئ أرضية، واسترجاع مواد غذائية، وكمية من الذخيرة والأفرشة، فضلا عن تمكن عناصر الجيش من فرض سيطرتها ومحاصرة أفراد الجماعة الإرهابية. وأفادت مصادر موثوقة لÇالبلاد" بأن وزارة الدفاع الوطني وضعت جميع القوات العاملة على الشريط الحدودي مع تونس محل استنفار دائم على خلفية هذا الاعتداء. وحسب المعلومات المتداولة في بلديات المنطقة، فإن عناصر إرهابية تونسية تكون قد تسللت، قبل أسبوع إلى المنطقة، عبر النقطة المشتركة عند حدود ولايتي الطارف وسوق أهراس، وهي العناصر الإرهابية الفارة من الخناق الأمني التونسي المشدد بالجبال الغابية التونسية، الممتدة بين عين دراهم وغار الدماء إلى منطقة حمام بورڤيبة.