حذرت مصادر طبية بيطرية من قيام بعض الموالين ومربي الدواجن من توجيه الأغنام والمواشي إلى المذابح دون احترام فترة خروج بقايا الأدوية والمضادات الحيوية منها في ظل غياب رقابة مصالح وزارة الفلاحة مما يسبب الإصابة بأمراض الحساسية وأمراض سرطانية لدى المواطنين الذين يستهلكونها. وأوضحت مصادرنا أن أغلبية الحيوانات من أبقار وأغنام ودواجن توجه إلى المذابح عبر مختلف ولايات الوطن دون احترام مهلة خروج بقايا الأدوية والمضادات الحيوية منها والتي تتراوح بين ثلاثة أيام وثلاثة أسابيع على تعاطي الدواء، محذرا من الصمت الذي تنتهجه السلطات الوصية على رأسها وزارة الفلاحة باعتبارها المسؤولة عن القطاع وكذا وزارة التجارة في ظل غياب الرقابة إزاء عدم التزام الجهات الإنتاجية بفترة الأمان أي تخلص جسم الحيوان من المضاد الحيوى التى تقتضي عدم السماح ببيع الحيوان أو منتجاته حتى يتم التخلص من بقايا المضاد الحيوى أو فضلاته وتوجيهه للاستهلاك خاصة أن هناك أنواعا من المضادات الحيوية لها آثار متبقية، وهناك أنواع أخرى ليس لها آثار متبقية علما أن القوانين تمنع ذبح الحيوان الذى تعاطى مضادات لها آثار متبقية قبل مرور أسبوعين من التوقف عن استخدام هذه المضادات وأسبوع للمضادات التى ليس لها آثار متبقية. أما الدواجن فإنها غالباً ما تتخلص من الآثار المتبقية للمضادات خلال ثلاثة أيام فقط من التوقف عن الاستخدام لكون الدواجن أسرع الحيوانات فى التخلص من بقايا المضادات الحيوية. وأكدت مصادرنا أن تناول اللحوم الحمراء أو البيضاء دون تمكن الحيوانات من التخلص من بقايا الأدوية تسبب مضاعفات صحية لدى المواطنين الذين يتناولون هذه اللحوم مثلما هو الحال لخطر الإصابة بأمراض الحساسية مع إمكانية الإصابة بأمراض سرطانية خاصة أن بقاء المضادات الحيوية فى جسم الحيوان أو الدجاج تمنح البكتيريا مناعة وقدرة على المقاومة لتأثير المضادات، والذى ينتقل فى النهاية إلى الإنسان، ويتراكم داخل جسمه ويجعله يصاب بتلك البكتيريا، والتى اكتسبت قدرة على المقاومة، وبالتالى يستحيل العلاج، وقد يصاب الإنسان بأمراض خطيرة مثل تليف الكبد والأورام السرطانية. وأرجعت مصادرنا أسباب هذه إلى الفوضى إلى خروج أدوية الحيوانات عن سيطرة المختصين، حيث يتم بيع هذه الأدوية في السوق الموازية، ويتم تلقيحها للمواشي والدواجن بطريقة عشوائية، في ظل غياب رقابة الوزارة الوصية. ودعا البياطرة وزارة الفلاحة إلى ضرورة التدخل العاجل فيما اعتبروه تجاوزات خطيرة تمس بالقطاع في مجال تربية الدواجن والمواشي التي تزوّد بمضادات حيوية تسبب السرطان لمستهلكي لحومها في حال عدم تخلصها من بقايا الأدوية عن طريق الفضلات. كما طالب هؤلاء بوقف بارونات الدواء الذين يقومون بإغراق السوق بأدوية ومضادات حيوية بطريقة عشوائية تعود سلبياتها على المستهلك. وأشار هؤلاء إلى أن أصحاب التعاونيات الفلاحية لتربية الدواجن ومربي الأغنام والأبقار يتجاوزون دور الأطباء البيطريين المختصين في هذا المجال، كما يتجاوزون القوانين التي تحكم نظام استيراد الأدوية المكفول قانونا للأطباء البيطريين، حيث يقومون باقتناء الأدوية بطريق غير قانونية ودون المرور على البياطرة. تجدر الإشارة إلى أن المضادات الحيوية تستخدم فى الحيوانات لهدفين إما كعلاج أو كمنشط للنمو وزيادة الوزن وتحسين الكفاءة الإنتاجية.