فنزويلا وقطر تقودان مبادرة موازية ارتبطت المبادرة الجزائرية لتصحيح أسعار النفط التي عرفت انهيارا منذ قرابة 11 شهرا باسم وزير الطاقة السابق يوسف يوسفي بشكل كبير. ويعرف عن يوسفي الذي ترأس منظمة الدول المصدرة لنفط "أوبك" (19981999) احتفاظه بعلاقاته المتشعبة مع العديد من الفاعلين في سوق النفط الدولية بما مكنه سنة 99 من المساهمة في تنسيق خفض الإنتاج بين أوبك ومنتجين آخرين، وهو ما ساهم في تعافى الأسعار بعدما هبطت إلى عشرة دولارات للبرميل آنذاك. لكن الجهود التي بذلها هذا الوزير في إطار المبادرة الجزائرية التي دعا إليها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يبدو أنها فشلت في نتائجها المرجوة، فالجزائر التي كانت مطالبة بتوحيد مواقف دول خارج أوبك على غرار روسيا والمكسيك وكازخستان والنرويج تحت مظلة موقف واحد لخفض الإنتاج بما يمهد إلى اتفاق جماعي مع دول أوبك يؤدي إلى دفع الأسعار نحو الأعلى لا يبدو أنها اقتربت من ذلك. ويرى مراقبون أن هذا السبب كاف بما يجعل إقالة يوسف يوسفي منطقية بما أنه فشل في مهمة اعتبرت مصيرية خصوصا أن انهيار أسعار النفط أخلط حسابات الحكومة وأوقف في إطار سياسة التقشف مئات البرامج التنموية التي كانت مبرمجة في المخطط الخماسي 20142019. وفي السياق كشفت كل من فنزويلاوقطر أمس عن مبادرة مشتركة تسعى للتوصل إلى اتفاق لجعل أسعار النفط مستقرة في حدود 100 دولار للبرميل وذلك عقب اجتماع جمع كلا من الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وصرح الرئيس مادورو الذي كان مرفوقا بالأمير القطري أمام القصرالرئاسي بكاراكاس للصحفيين "نأمل بقوة في أن يسمح تحالف جديد بين الأوبيب ودول هامة أخرى مصدرة للنفط في استقرارالسوق ليس فقط بالنسبة لهذا السداسي لكن ايضا بالنسبة للأعوام المقبلة". وقال مادورو "إن إسعار النفط لا بد أن تستقر في حدود 100 دولار للبرميل"، وهذا السعر حسبه قد كان مقبولا في الاقتصاد العالمي. يذكر أن سعر النفط انخفض من 100 دولار للبرميل في جوان 2014 إلى حوالي 38 دولارا في يناير 2015، فيما رفضت أوبك في نوفمبر تخفيض سقف إنتاجها من الخام. ومن المفروض أن تجتمع دول الأوبيب ال12 في غضون ثلاثة أسابيع وهبطت أسعار نفط برنت أمس دون 66 دولارا مع تزايد إمدادات العرض.