رفعت وزارة الدفاع الوطني من وتيرة العمليات العسكرية باختراق المعاقل الرئيسية لنشاط المجموعات الإرهابية المتمركزة في منطقة القبائل وولايات الوسط والشرق والجنوب. وتحيل العمليات لإنذار بدخول قوات الجيش في "مواجهة ثقيلة" قد تمتد إلى نهاية شهر رمضان المقبل. ويرى خبراء أمنيون أن العمليات المتمركزة في منطقة القبائل حاليا توحي بأنها عمليات استباقية لمخططات مفترضة ينذر بها "انكفاء" تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" عن العمليات التفجيرية لأشهر طويلة بعدما تصدرت جماعة "جند الخلافة" المشهد الإعلامي بإعلان ولائه ل«داعش" بشكل كلفه مقتل ركائزه في عدة عمليات خاضتها القوات العسكرية منذ القضاء على زعيم الجماعة الإرهابية عبد المالك قوري. وقد خطفت عملية البويرة النوعية التي توسّعت إلى ولايتي بومرداس والبليدة الأضواء بالنظر للحصيلة الثقيلة التي تكبدتها الجماعات الإرهابية والتي بلغت حسب وزارة الدفاع الوطني أمس 25 عنصرا فيما الرقم لا يزال مرشحا للارتفاع بالنظر إلى شراسة الاشتباكات المتواصلة. وفيما لم تفصح وزارة الدفاع عن هويات القتلى وانتماءاتهم، كشفت مصادر عليمة أن المستهدفين ينتمون إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أو إلى جماعة "جند الخلافة" التي أعلنت ولاءها لتنظيم "داعش" أخيراً، والتي كانت قد أعدمت السائح الفرنسي إيرفي غورديل بعد اختطافه في منطقة القبائل مما استدعى تكثيف السلطات لحملاتها وعملياتها ضد الجماعات الإرهابية في الوسط والشرق لتعلن قبل شهر أنها تمكنت من قتل معظم أفراد تلك الجماعة. وتميّزت الأشهر الماضية بتحقيق القوات الأمنية وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي عمليات نوعية ضد الجماعات الإرهابية، والتي طالت معاقلها الرئيسية في ولايات بومرداس وتيزي وزو والبويرة وهي العمليات التي سببت ضربات موجعة للتنظيم الإرهابي "جند الخلافة" وكذا المجموعات المرتبطة ب«القاعدة" وعلى أعلى مستوى حيث مكنت من القضاء على العشرات من عناصره بينهم قياديون مقربون من درودكال، كما أمكن من خلالها القيام بعمل استباقي نجح في إفشال العديد من المخططات والعمليات الإرهابية التي كانت تنوي القيام بها. ومعلوم أن ولاية البويرة التي تصنف منطقة جبلية غابية، شكلت منطلقاً لنشاط الإرهابيين في اتجاه بقية مناطق القبائل غرباً وشمالاً (تيزي وزووبومرداس)، وليس شرقاً، في اتجاه برج بوعريريج التي تقع في الهضاب العليا. غير أن خبراء أمنيين لاحظوا وجود "جيوب" لجماعات إرهابية في تلك المنطقة التي شهدت من حين الى آخر، عمليات بارزة. حيث نجا مؤخرا ثلاثة رعايا أجانب، صينيان وتركي، كانوا رفقة عدد كبير من عناصر الدرك الجزائري، من اعتداء نفذه مسلحون من "جند الخلافة" في أعالي بلدة أحنيف، أقصى شرق ولاية البويرة في اتجاه برج بوعريريج. وهي العملية التي كلفت التنظيم الإرهابي غاليا بعد القضاء على ركائزه في حملة واسعة استهدفت معاقله في كامل ولايات الوسط في الأسابيع الأخيرة.