أعادت مصالح الأمن تعزيز الجبهة الداخلية في ميدان مكافحة الإرهاب، بعد فترة ركزت فيها جهودها على الجبهة الجنوبية و الشرقية على الحدود، ومازالت حالة الاستنفار هناك قائمة، رغم إعادة ترتيب قوات الأمن أوراقها في الولايات الداخلية. آخر عملية قام بها الجيش ضد تحركات الجماعات الإرهابية، في الداخل، كانت أول أمس، حيث تم القضاء على خمسة إرهابيين في ولاية البويرة، حيث حالة الاستنفار قد شرع فيها منذ إعدام الرعية الفرنسي هيرفي غورديل، أواخر الشهر الفارط، ومكنت عمليات التعقب من القضاء على الإرهابيين الخمسة، وقبلهم قضت قوات الأمن على عدد من الإرهابيين، خلال عملية التمشيط التي شرعت فيها بالاشتراك مع قوات الدرك الوطني و التي على إثرها توصلت الوحدات المكلفة إلى مكان إعدام الرعية غورديل بجبال البويرة. وعززت قوات الجيش و الأمن و الدرك وحداتها بولايات تيزي وزو وبومرداس و البويرة، بشكل لافت من خلال الحواجز الأمنية وحملات تفتيش المركبات، وهي الحملات التي مازالت متواصلة بعدما شرع فيها بعد اختطاف الرعية الفرنسي، وبحساب الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم، أول أمس، تكون قوات الأمن قد قضت على قرابة 90 إرهابي منذ مطلع العام الجاري، وهي حصيلة تنم عن تفعيل مصالح مكافحة الإرهاب، أسلوب الملاحقة والمطاردة، ضد عناصر القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وعزز هذه القناعة أكثر ظهور من يطلق على نفسه "جند الخلافة" الذي أعلن ولاؤه لتنظيم" الدولة الإسلامية " في الشام و العراق، وأن كان مراقبون يؤكدون أن اعلان الولاء لهذا التنظيم كان شكليا فقط، والهدف منه ضمان الاستقطاب الإعلامي لا أكثر. وترافق وزارة الدفاع الوطني، أكثر من أي وقت مضى، حملات القضاء على الإرهابيين و توقيفهم ببيانات متوالية في الاونة الأخيرة، في إطار تطوير إستراتيجية التواصل، بينما اللافت أن الوزارة الدفاع عززت منظومتها الأمنية في اطار مكافحة الإرهاب على جبهات متعددة، من خلال تدعيم وحدات الجيش المرابطة على الحدود، بتعداد إضافي لمنع تسلل الجماعات الإرهابية سواء من ليبيا أو مالي أو النيجر، ومعلوم أن الجيش قضى على العديد من الإرهابيين خلال الاسبوع الماضي بمنطقة عين قزام، وكامل الشريط الحدودي الذي يتحرك عبره الجماعات الإرهابية وكذلك المهربين، حيث دفعت السلطات الجزائرية منذ أشهر بآلاف الجنود لمواجهة عمليات التسلل من الجماعات الجهادية في هذه الدول التي تعرف حالة عدم استقرار أمني. وكانت أكبر عملية للجيش مطلع شهر ماي الماضي بمنطقة تين زاواتين الحدودية مع مالي حيث تم القضاء على 12 "إرهابيا" واسترجاع كمية كبيرة من الأسلحة خلال اشتباك مع مجموعة متسللة نحو التراب الجزائري. مع التذكير بأن الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع وقائد أركان الجيش الجزائري أكد في رسالة تهنئة لأفراد الجيش بمناسبة عيد الأضحى المنقضي التحضير لعملية واسعة للقضاء على الجماعات الإرهابية في البلاد .