تداولت وسائط على شبكة الأنترنت مقطع فيديو بعنوان "رسالة بالدم إلى الحكومة الفرنسية"، يزعم ذبح الرعية الفرنسي هرفيه غورديل من طرف المجموعة المسلحة التي اختطفته الأحد بأعالي جبال تيزي وزو. وكانت المجموعة المسلحة التي تسمي نفسها "جند الخلافة" وتزعم موالاتها لتنظيم الدولة الإسلامية، هددت فرنسا بإهمالها 24 ساعة لوقف ضرباتها الجوية ضد معاقل داعش في العراق وسوريا وإلاّ إعدام مواطنها، حسبما جاء في شريط فيديو نشر يوم اختطاف الرعية، وهو ما تجاهلته فرنسا على لسان رئيس الوزراء امانويل فالس الذي قال إن "فرنسا لا تعترف بالمهلة ولا تتفاوض ولا تتباحث مع الإرهاب". وكان هرفي غورديل وقع في قبضة المختطفين ليلة الأحد 20 سبتمبر رفقة 5 شبان جزائريين آخرين تم إخلاء سبيلهم، قبل أن يظهر في فيديو مع خاطفيه، يطلب الرئيس هولاند العمل على تحريره. وكانت لجنة أمنية رفيعة المستوى يقودها ضباط سامون وصلت أمس إلى منطقة القبائل للإشراف على عملية البحث والتحقيق، في الوقت الذي جند الجيش الوطني الشعبي نحو 1500 عسكري بما فيها القوات الخاصة في عمليات بحث في جبال تيزي وزو والبويرة، لمحاولة العثور على الرهينة الفرنسي. وقالت مصادر أمنية إن قوات إضافية وصلت إلى المنطقة أمس من العديد من الوحدات المجاورة لمنطقة القبائل لفرض الحصار على جبال ولاية تيزي وزو ومواصلة عمليات البحث، وهي تمركز بجبال واسيف إلى غاية غابة إيعكوران. وواصلت فرنسا، التي لم تعترف بتهديد الجماعة المسلحة، أمس ضرباتها الجوية على معاقل داعش في العراق، وكان رئيس الوزراء الفرنسي إمانويل فالس قال إن "باريس لن تخضع للابتزاز ولن تتفاوض مع الخاطفين الذين يحتجزون الرهينة الفرنسي" مضيفا إن "فرنسا ستواصل حربها ضد تنظيم الدولة الإسلامية". وطرحت حادثة اختطاف الرعية الفرنسي علامات استفهام كثيرة، حول توقيت العملية وأهدافها، وحتى الجهة التي تبنتها، خصوصا أن الجزائر لا تزال تحقق لكشف حقيقية التنظيم الإرهابي الجديد الذي يزعم ولاءه ل"داعش"، وحتى السلطات الفرنسية أبدت استغرابا من وجود مواطنها في منطقة شهدت اضطرابات أمنية وتعرف بوعورة جبالها.