أطلق نشطاء و رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة شرسة ضد وزيرة التربية نورية بن غبريط و طالبوا الرئيس بوتفليقة بإقالتها لفشلها في توفير الظروف الملائمة لإجراء الامتحانات الرسمية.و حمّلت عدّة صفحات انخرطت في "الحملة" الوزيرة مسؤولية توالي الفضائح في إعداد أسئلة امتحانات "السانكيام" و البكالوريا مؤكدين أن تعهداتها باسترجاع مصداقية شهادة نهاية التعليم الثانوي لم "تزد الأوضاع إلا تردّيا "بشكل أثّر سلبا على نفسيات المترشحين و الأولياء و هزّ في الصميم مصداقية الديوان الوطني للامتحانات و المسابقات". و ذكرت صفحة "المنتدى التربوي" أن ""نظرا لصعوبة تأطير حركة احتجاجية سلمية بالتزامن مع انطلاق مجريات امتحان مصيري بحجم البكالوريا تم تدشين المنتدى لمناقشة أهم المسائل المثيرة على غرار الأخطاء التي طبعت أسئلة دورة جوان 2015 بكل شفافية" .و تهاطلت التعليقات على صفحة المنتدى منددة باستمرار الوقوع في أخطاء فادحة دون تسجيل أي دور للأجهزة المكلفة بمراقبة اللجنة المعدة للأسئلة.و ذكر البعض أنه "لا أحد فوق النقد الهادف و البناء، نحن هنا لنردع أصحاب الفضائح و بالمقابل ونشكر المحسن على إحسانه". و خصص القائمون على صفحة "بن غبريط ارحلي" مساحة واسعة لإدانة ما وصفوه ب"التلاعب بمشاعر التلاميذ و الاستخفاف بمصيرهم من خلال إسناد مهام إعداد الأسئلة لغير أهلها من الكفاءات التي يزخر بها قطاع التربية و النتيجة أننا لا نخجل من الوقوع في مطبات إعادة استنساخ أسئلة امتحانات السنوات الفارطة مثلما وقع مع شهادة نهاية التعليم الابتدائي السانكيام أو حتى الخلط بين أسماء الشعراء مثلما وقع في فضيحة امتحان اللغة العربية". و كانت اللجنة المكلفة باعداد أسئلة شهادة "السانكيام" قد أعادت مواضيع اللغة العربية هذه السنة بشكل متطابق مع سنة 2008، ووصفت نقابات القطاع الحادثة ب"لفضيحة" محذرة الوصاية من تكرار مثل هذه الأخطاء في شهادتي المتوسط والبكالوريا. لكن الغريب أن نفس المادة في البكالوريا بالنسبة للشعب العلمية قد عرفت خلطا في تسمية الشاعر الامر الذي اربك المترشحين خاصة ممن اختاروا الموضوع الأول. فالقصيدة التي اقترحت في موضوع الشعبة هي في الحقيقة لنزار قباني وليس محمود درويش كما جاء في السؤال.و على صعيد متصل بردود الفعل الساخطة على مجريات الامتحانات طالبت صفحة "حاسبوا بن غبريط" الرئيس بوتفليقة "بالتحرك لانقاذ مصداقية شهادة البكالوريا و إعادة الهيبة للقطاع من خلال إقالة وزيرة التربية و محاسبتها على الفضيحة باعتبارها المسؤولة الأولى أخلاقيا على كل انحراف يطرأ أو خطأ يرتكب في إعداد الأسئلة" و تساءل متفاعلون مع الصفحة عن "خلفيات تسريب أسئلة البكالوريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحظات قليلة فقط بعد انطلاق الامتحان رغم تبجح الوصاية بتشديد الحراسة على المترشحين داخل قاعات الامتحان". و رغم الانتقادات التي وجهها غاضبون صوب مسؤولي وزارة التربية و القائمين على الديوان الوطني للامنتحانات و المسابقات إلا أن البعض منهم دافع عن الوزيرة و قرأ في تلك "الفضائح" رائحة مؤامرة تحاك ضدها من طرف نافذين في قطاعها لم تعجبهم طريقة تسييرها لعدة ملفات شائكة. فيما فضّل قطاع آخر من نشطاء "الفضاء الأزرق" التزام الحياد و ترك الجهات المسؤولة تقوم بوظيفتها مطالبين الوزارة بالحرص على التزام الجدية و عدم تكرار الأخطاء فيما تبقى من الامتحانات و عدم إرباك المترشحين لأنهم في المحصّلة "أبناءنا و نتمنى لهم النجاح و التوفيق".