تكررت هذه السنة مهزلة ”المواضيع المتكررة” في مواضيع الامتحانات الرسمية، حيث اكتشف أن موضوع امتحان اللغة العربية لنهاية مرحلة الطور الابتدائي دورة جوان 2015 هو نسخة طبق الأصل عن موضوع ذات المادة في دورة ماي 2008، ليثور بذلك أساتذة القطاع والنقابات ضد هذا الأمر الذي وصف ”بالفضيحة” و”الغش المفضوح”، الذي يطعن في مصداقية معدي مواضيع الامتحانات الرسمية، ونزاهة الحجز للطاقم الذي يتكفل بصياغة الأسئلة. استنكر يحياوي قدور المكلف بالتنظيم على مستوى النقابة الوطنية لعمال التربية ”الأسنتيو” العملية ودعا فتح تحقيق في القضية، واصفا الأمر بالغش المفضوح من قبل المفتشين ومعدي الأسئلة في امتحانات رسمية، وهذا بعد أن جاء موضوع مادة اللغة العربية في امتحان نهاية الطور الابتدائي ”السانكيام” الذي اجتازه التلاميذ أول أمس مطابقا لموضوع نفس المادة لدورة ماي 2008 مع اختلافات بسيطة جدا لا تتعدى بضع كلمات، وهو ما أثار الاستغراب من جهة واستنكار ”الأسنتيو” التي تساءلت عن سبب وقوع مثل هذا الأمر. وتسائل يحياوي في تصريح ل”الفجر” باستهجان فيما إذا كانت المواضيع قد استنفذت أم العقول حتى يعاد موضوع امتحان رسمي كاملا، مضيفا ”هل هذا ما أسمته الوزارة اصلاح الإصلاحات”، أم أن الغرض من وراء ذلك رفع نسبة النجاح بعد إلغاء الدورة الثانية، كما تسائل عن ”ما فائدة حبس معدّي المواضيع شهر كامل من أجل أعطاء مواضيع نفسها؟ مع أن اللغة العربية غنية بالنصوص الأدبية وأصحابها من فصاحة البلاغة، واصفة ذلك بالإهمال وسوء التسيير. هذا وطالب المتحدث من وزيرة التربية، نورية بن غبريط الحرص على عدم تكرار هذا الخطاء في امتحاني ”البيام” و”البكالوريا” وإيلاء أهمية كبيرة السنة القادمة لمواضيع امتحانات نهاية السنة على الأقل وإعطائها أكثر جدية ومصداقية وإبعادهاعن تكرار المواضيع السابقة واستنساخها، فيما أصر في سياق آخر بوجوب فتح تحقيق في القضية لأن ما وقع بحسبه يعد غشا مفضوحا، إذ كيف يعقل اللجوء إلى مواضيع جاهزة من قبل المفتشين ومعدي الأسئلة في امتحانات رسمية لنهاية مرحلة تعليمية في طور كامل. هذا ولا تعد المرة الأولى التي يعاد فيها طرح مواضيع جاهزة من قبل الطاقم المخصص لتحضير مواضيع الامتحان الرسمية الذين يجب اقتراح مواضيع الأسئلة لا تكون منقولة من الحوليات أو من التمارين التي تحتويها الكتب المدرسية، كما يجب الأخذ بعين الإعتبار عدم إعادة أسئلة السنوات الماضية، وهو الذي لا يحترم على الأكيد بديل سرقة مواضيع جاهزة طرحت في سنوات ماضية، مع العلم أن الوزارة تؤكد في أكثر من مرة ”إن الشيء الأساسي في صياغة الأسئلة هو أن تكون من تأليف الأستاذ المكلف بذلك”. ويتواصل بذلك مسلسل فضائح الامتحانات الرسمية في الجزائر لتطفو إلى الخارج فبعد الأخطاء في المواضيع، هاهي وزارة التربية تثبت من جديد عدم تكليف نفسها مزيد من الجهد للاجتهاد في صياغة الأسئلة المتعلقة بامتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي عندما عادت إلى الدورات السابقة والحوليات لاستقاء مواضيعها، مثلما حدث في نص اللغة العربية لدورة ماي 2012 أيضا، حيث لم يكن من الصعب آنذاك على كثير من التلاميذ الذين اجتازو امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي لدورة ماي 2012 الذين تعودوا على حل تمارين الدورات السابقة والتي تتضمنها حوليات ومختلف الكتب الخاصة المطروحة في السوق الوطنية أن يكتشفوا أن نص اللغة العربية هو ذاته الذي طرح في دورة سبتمبر 2005 للكاتب جديدي عبد الغني والمتعلق ب”جمال وطني” وهذا قبل أن تتكرر من جديد هذه السنة، ليتسائل أساتذة القطاع ”ما الهدف من سجن معدّي الأسئلة لمدة أكثر من شهر والهالة الإعلامية التي تثار حول المجهودات وسرية العمل التي تقوم لجنة تحضير الامتحانات بها، في الوقت أن المواضيع المطروحة ما هي إلا صورة طبق الأصل لأسئلة متداولة بين التلاميذ”.