تعرض مساء اليوم ثلاث مسرحيات في إطار الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح المحترف التي تختتم في ال25 من أكتوبر الجاري. وأولى هذه العروض ''أوراق مكشوفة'' لفرقة ''صلالة الأهلية'' من عمان، حيث يتم عرضها بالمسرح الجهوي لتلمسان ابتداء من الساعة الثالثة. ويسرد هذا العرض الذي يخرجه عماد الشنفرى؛ حكاية مجموعة من السكان يئسوا من وعود المسؤولين المتكررة لإيجاد حلول لمشاكلهم المتراكمة إلى أن حدث ما لم يكن في الحسبان من خلال تساوي رؤوس المواطنين البسطاء والمسؤولين بعد وقوع زلزال وضع الجميع في غرفة واحدة تحت الأنقاض؛ أين يحاول هؤلاء المنكوبون الخروج من تلك الغرفة دون أن يعلم أحد لمن ستكون الأولوية في الخروج، وهل ستبقى سلطة السياسيين قائمة تحت الأنقاض كما كانت قبل وقوع الزلزال، وذلك من خلال إسقاط سياسي هادف؛ حيث تكشف مسرحية ''أوراق مكشوفة'' عن كافة الأقنعة المزيفة التي تحملها العديد من الوجوه التي تتسم بالود أحيانا وسط بقية وجوه البشر، وذلك بالتركيز على علاقات الناس مع بعضهم البعض وملامح أنفسهم بطريقة صريحة، لتتناول ملامح فساد بعض المجتمعات الذي يأخذ أشكالا عديدة، فقد يكون إداريا وماليا وسياسيا واجتماعيا في عرض مباشر وصريح لمجموعة من القضايا المتعلقة بطبيعة الإنسان. ويحاول المخرج في هذا العرض تجاوز الحدود الضيقة للمجتمع الصغير، كاشفا العديد من الأوراق بلا رمزية أو تجريب من خلال قالب مسرحي حديث يجمع بين الواقعية والرمزية. ومن بين أبرز الشخصيات في هذا العرض شخصية ''أمل'' التي تجسد دور المرأة الصحفية الباحثة عن المبادئ والقيم المدافعة عن الحق. وثاني عروض هذا اليوم، هو ''فاطمة'' لفرقة ''تياترو دل ايلتشي'' الإيطالية التي تعرض ب''قاعة حاج عمر'' بالمسرح الوطني ابتداء من الخامسة مساء، وهي مأخوذة عن نص للفنان ومدير المسرح الوطني امحمد بن فطاف، يرصد على مدار ساعة كاملة يوميات امرأة في الثلاثين من عمرها تدعى ''فاطمة'' التي تعمل كخادمة في مدينة الجزائر مسقط رأسها.. هذه المدينة الصاخبة المكتظة بسكان يعشون في سباق دائم مع الحياة ولا يكادون يلحقونها حتى يدركوا أنها قد سبقتهم، إذ نجدهم يتصادمون في تهافتهم على لقمة العيش. أما ''فاطمة'' فلا تجد سوى لحظة واحدة في الشهر للتوقف والابتعاد عن ضوضاء المدينة ومشاكلها؛ حيث تروي قصة حياتها وهي تنشر الغسيل على سطح العمارة أين تتحدث عن كل الأشياء.. الإهانات في العمل ومشاكلها مع الرجال، وعن ابنتها التي لم تلدها يوما. من ناحية أخرى تعرض أيضا المسرحية الفكاهية ''شئ أزرق'' لفرقة ''جامي فوو'' من إنجلترا ابتداء من السابعة والنصف مساء، حيث يسافر فيها ممثلوها عبر رحلة خيالية من خلال حكايات كلاسيكية بلمسة عصرية تندرج تحت موضوع ''الانتظار''، فنرى صاحبة الرداء الأحمر في انتظار الذئب لتناول العشاء معا، كما نلتقي أيضا ''رابونزيل'' ذي الشعر الطويل ما زال ينتظر من يفك قيده. وتنفرد فرقة ''جامي فوو'' بهذا النوع من العروض؛ حيث تمزج بين التهريج والغناء والعرائس في جو لطيف يتميز بالتغيرات السريعة في الأزياء و''الديكور'' على وقع موسيقى حية يعزفها الملحن وعازف ''التشيلو'' جريج هول.