تعرض مساء اليوم أربع مسرحيات في إطار الطبعة الثانية لمهرجان الجزائر الدولي للمسرح التي تختتم في ال 25 أكتوبر الجاري. وأولى هذه العروض بعنوان ''جسر إلى الأبد'' ممثلة لفرقة ''مركز عناد للمسرح والفنون'' الفلسطينية، حيث تعرض ابتداء من الساعة السابعة والنصف ب''قاعة مصطفى كاتب'' بالمسرح الوطني. ويقدم هذا العرض الذي أخرجه ''يان ويليامز'' واقتبس نصه من رواية للكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني. نموذجا للإنسان المسكون بالغضب والفشل ممثلا بشخصية ''فارس'' الذي يلتقي بفتاة تدعى ''رجاء'' التي تأخذ في التعرف على شخصيته مع توالي الأحداث خصوصا أن ''فارس'' ينتظر موته بعد أسبوعين بعدما أبلغه الأطباء أنه مريض بالوهم. وظل شبح الموت يلاحقه ظنا منه أنه كان سببا في اختفاء وموت أمه، وتبدأ الفتاة نتيجة تعلقها وحبها له؛ في رحلة بحث عن الأم المفقودة حتى ماتت دون أن تعلم بسفر ابنها إلى الخارج، وفي ذات الوقت يكون ''فارس'' قد تغلب على شبح الموت الذي كان يطارده في أوقات مختلفة. وتدخل فرقة ''مسرح الطائف'' السعودية بمسرحية ''يوشك أن ينفجر'' التي تعرض اليوم ابتداء من الساعة الخامسة ب''قاعة الحاج عمر'' بالمسرح الوطني. ويتخذ هذا العرض شكلا مسرحيا مغايرا للخشبة التقليدية، حيث يصور على مدار خمسين دقيقة، يوميات إنسان بسيط في عدد من جوانبها الحياتية المعاصرة مسلطا الضوء على مجموعة التفاصيل الصغيرة التي تصوغ مجتمعه ومساره اليومي وما يعبر به من تحولات نفسية تتغاير في مظاهرها الانفعالية لتعكس جملة من الرؤى والأفكار والمشاعر المتباينة. وتتحرك به اللحظات إلى حيث لا يريد؛ فيخرج بعضه من بعضه ليقدم لنا بعضه، وتجد أن الأسماء تتناثر من حوله ''التفاصيل، الحكايات، الأحلام، الأشياء، الطقوس.. التفاعلات الاجتماعية والعاطفية''، فيحاول تحليل الأشياء ليرجعها إلى عواملها الأولية فيفقد ما يريد. من ناحية أخرى، تعرض أيضا مسرحية ''مريض الوهم'' التي تقدمها ''فرقة موليير'' اليمنية ابتداء من الساعة الثالثة بقصر الثقافة مفدي زكريا في العاصمة، حيث يكتشف بطلها ''موليير'' حقيقتين في الطبيعة البشرية وهما الخوف من الموت وحاجة المرء لأن يكون محبوبا بعيدا عن انتقاد الوسط الطبي والتو هان الذي يجد البطل نفسه غائصا فيه. أما العرض الأخير، فهو بعنوان ''فاطمة'' لفرقة ''تياترو دل إيلتشي'' الإيطالية، وهو نص للفنان ومدير المسرح الوطني امحمد بن قطاف أنتج ركحيا في ديسمبر ,2009 حيث يعرض مساء اليوم بمسرح تلمسان على الساعة الثالثة. وعلى مدار ساعة كاملة؛ ترصد المسرحية يوميات امرأة في الثلاثين من عمرها تدعى ''فاطمة'' التي تعمل كخادمة في مدينة الجزائر مسقط رأسها.. هذه المدينة الصاخبة المكتظة بسكان يعشون في سباق دائم مع الحياة ولا يكادون يلحقونها حتى يدركوا أنها قد سبقتهم.. فالحياة هناك دائما في عجلة من أمرها، إذ نجدهم يتصادمون في تهافتهم على لقمة العيش. أما فاطمة فلا تجد سوى لحظة واحدة في الشهر للتوقف والابتعاد عن ضوضاء المدينة ومشاكلها؛ حيث تروي قصة حياتها وهي تنشر الغسيل على سطح العمارة أين تتحدث عن كل الأشياء.. الإهانات في العمل.. القيل والقال بين الجيران.. عن مشاكلها مع الرجال، وعن ابنتها التي لم تلدها يوما. وحاول بن قطاف في هذا العمل رسم صورة مؤثرة عن الجزائر المعاصرة نقلت من إحدى ضواحي مدينة إيطالية كبيرة.