اشتباكات عنيفة باستخدام الرصاص الحي شهدت ولاية غرداية اندلاع اشتباكات عنيفة ليلة أمس في حدود الساعة الثالثة صباحا، أسفرت عن وقوع ما لا يقل عن 22 قتيلا ومئات الجرحى، في حصيلة أولية، حسب "المؤسسة الاستشفائية الشهيد شريفي محمد"، حيث استخدم أشخاص ملثمون الرصاص والذخيرة الحية لأول مرة منذ بدء الأزمة في الولاية، في مشهد مروع حوّل المنطقة إلى بقعة من الدم بعد إصابة العديد من السكان بإصابات متفاوتة منهم من توفي في الحال ومنهم من هو في حالة حرجة، وسط أنباء ترجح تورط عناصر إرهابية تسللت من الجنوب. عرف الوضع في غرداية تأزما شديدا بعدما بلغ الحد إلى استخدام الأسلحة النارية وبنادق الصيد في الاشتباكات التي عرفتها مناطق القرارة، بريان والقطارة، حيث بدأت مجموعة من الملثمين فجر أمس بإطلاق الرصاص والذخيرة الحية بشكل عشوائي على السكان، هؤلاء كانوا يتنقلون بين أحياء القرارة على متن سيارات من نوع هيليكس حسب مصادر "البلاد"، ويقومون بإطلاق النار على كل من يصادفونه، حيث خرج السكان من منازلهم بعد سماع صوت الرصاص وورود معلومات بوقوع 30 قتيلا كحصيلة أولية، وأضافت المصادر ذاتها، أن المجموعات استغلت غياب الأمن والناس نيام، لتباشر اعتداءاتها بشكل علني، حيث بدأت باستخدام الحجارة والمولتوف، قبل أن تتحول إلى استعمال الرصاص، حيث كان بحوزة المتورطين بنادق صيد وأسلحة أخرى متطورة، مما عزز فرضية مشاركة عناصر أرهابية في المواجهات، خصوصا أنها أسفرت لأول مرة عن حصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، بعدما لقي 18 شخصا على الأقل مصرعهم بينهم شاب أصيب بحروق في حي محمود تسببت في وفاته بعين المكان، بعدما أصيب بقذيفة نارية وهو يحاول الدفاع عن ممتلكاته، كما أصيب آخرون يتعدون المائة بجروح متفاوتة الخطورة، أبرزها كان على مستوى العين، الرأس وكسور في الجسم، تم نقلهم إلى المؤسسة الاستشفائية "الشهيد شريفي محمد" لتلقي العلاج، حيث أغلبهم مرميون في أروقة المؤسسة بسبب غياب الإمكانات اللازمة للتكفل بهم، حيث تشهد المؤسسة عجزا كبيرا في الأدوية والعتاد الطبي وأكياس الدم التي يحتاج إليها الجرحى في حالة خطيرة، كما لقي الأطباء صعوبة في استخراج الرصاص الحي من أجسامهم. وكشف الناشط من المجتمع المدني، حمو أوجانة ل«البلاد"، عن أن الاشتباكات اندلعت في منطقة القرارة قبل أن تتوسع تدريجيا إلى بريان والقطارة، حيث قام الملثمون بتنفيذ اعتداءات في مناطق متفرقة وأقاموا حواجز أمنية على مداخل المنطقة لمنع الدخول إليها أو الخروج منها، الأمر الذي حال دون وصول الغرداويين من مناطق أخرى للاطمئنان على عائلاتهم، كما شهدت بلدية العالية بولاية ورڤلة هي الأخرى اعتداءات مماثلة وصفها السكان بالاعتداءات "الإرهابية"، باستخدام السيوف، الخناجر وبنادق الصيد، وحال ذلك دون تنقل سكان البلدية للاطمئنان على ذويهم بالقرارة، حيث إن الملثمين كانوا يستهدفون كل من يحاول الدخول أو الخروج من القرارة، ولم تهدأ الأمور إلى أن تدخلت قوات الدرك التي قدمت من غرداية، تقرت والعالية في حدود الساعة العاشرة صباحا من يوم أمس وفرضت حظر التجوال في المنطقة، مهددة باعتقال أي شخص يتواجد في عين المكان. وفي السياق، تسببت الاشتباكات العنيفة في تهجير عدد كبير من العائلات في أحياء محمود والشيخ بلحاج وغيرها، الذين لجؤوا إلى المدارس والابتدائيات للاختباء من العيارات النارية التي كانت تطلق بشكل عشوائي. وكشفت مصادر "البلاد"، عن أن المتورطين كانوا يقتحمون المنازل يخرجون أهلها وينهبون ما فيها ثم يحرقونها، وكل من يواجههم يقتلونه، وهو ما حدث للشاب الذي يترواح سنه بين 25 و30 سنة، الذي مات حرقا بعين المكان. وأجبر الانفلات الأمني، وزير الداخلية نور الدين بدوي والمدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل، على التنقل إلى غرداية للوقوف على حقيقة الوضع، حيث من المقرر أن يجتمع بقائد الناحية العسكرية الرابعة، في سبيل اتخاذ الإجراءات اللازمة، كما تنقل عدد من الأعيان إلى العاصمة لحضور اجتماع طارئ في قصر الرئاسة، كما تم تشكيل خلية أزمة في المنطقة للوقوف على تطور الأوضاع.