شهدت مدينة القرارة الواقعة على بعد 120 كلم من مقر عاصمة ولاية غرداية، حالة من الشلل على جميع المستويات بعدما تجددت ليلة أمس الاشتباكات العنيفة، بين عدة أحياء وعروش إثر توتر العلاقات بعد انتهاء المقابلة الرياضية بملعب القرارة مباشرة. وارتفعت حصيلة الجرحى نتيجة تدخل قوات مكافحة الشغب إلى إصابة 15 شرطيا بجروح منهم مجموعة من الضباط وإصابة ما يقارب 200 جريح من الفرقاء، في حين توسط الأعيان بين الطرفين للحفاظ على الأمن \والاستقرار، واحتكمت بعض الجهات لتعزيز التآخي بينهما بإجراء مقابلة كروية لتكون بادرة أولى من نوعها للتقريب بين المواطنين، إلا أنها لم تفلح حيث عاش سكان القرارة ليلتي السبت والأحد حالة من الذعر بعد اندلاع مناوشات بين المواطنين حمل فيها العديد منهم أسلحة بيضاء على خلفية تلك المباراة التي جمعت نادي الترجي بالأهلي انتصر فيها الترجي الرياضي. وقد أسفرت نتيجة المباراة على أحداث شغب دامية في الليلة الأولى خلفت جرحى بتفاوت إصاباتهم منهم حالات خطيرة استدعى نقلها إلى قسم الاستعجالات بالمؤسسة الإستشفائية شريفي محمد. من جهتها فشلت قوات مكافحة الشغب بالقرارة في تهدئة الوضع والتحكم في زمام الأمور غير أن الاشتباكات تجددت في كل مرة ونتج عنها حرق العديد من المحلات وتخريب عدد من المؤسسات العمومية حيث تم إحصاء 48 محلا تعرض العديد منها للسرقة والتخريب. وقد عززت قوات الأمن دائرة القرارة تواجدها في المدينة وخاصة في الجهة الغربية منها واستنجدت بقوات مكافحة الشغب لتفرقتهم غير أن الأمر تطلب نشر المزيد من القوات، وقد أعاب عدد من الأعيان تأخر التدخل الأمني في الميدان بعد ساعتين من المواجهات وهو ما تسبب في تسجيل خسائر كبيرة خاصة وأن الجهات الأمنية تعرف جيدا هذه المناطق بحكم تجربتها في مدينة بريان، كما تشهد مدينة القرارة التي تعتبر ثاني دائرة بعد العاصمة الأم غرداية حالة من الركود التام حيث عطلت هذه المناوشات التحاق المتمدرسين بمقاعد الدراسة وهو ما سيؤثر سلبا على مسارهم الدراسي خاصة وأن الامتحانات الفصلية على الأبواب. وتأتي هذه الفوضى بعد أقل من أسبوع من زيارة الوالي الجديد لغرداي محمود جامع لمدينة القرارة حيث وفي تصريح له للصحافة خلال الزيارة التفقدية أكد أنه مستعد للاستماع لجميع انشغالات المواطنين معربا أن المواطن هو أساس التنمية والاستقرار، ورأى أن هذه الفوضى ستؤثر كثيرا على مردود الإنجازات والمشاريع إذا أراد المواطنون أن يستمر الوضع على هذا الحال وأنهم جميعا الخاسر الأكبر داعيا الأطراف لتهدئة النفس وحل الأمور بالطرق السلمية والحوار مؤكدا أن مثل هذه المناوشات أدخلت المواطن في كابوس دون تحقيق هدف درجة التعايش السلمي والتآلف بين الإباضية والمالكية، مشيرا أنه سيعمل خلال فترة إدارته حل العديد من المشاكل التي هي عالقة منذ فترة لكن بتضافر الجهود لمساعدته في تحقيق تطلعات المواطن، كما أضاف الوالي أنه جلب جميع تجاربه لتجسيدها على أرض الولاية، لكن يبقى فقط تضافر الجهود.