ألّح غالبية نواب المعارضة في الساعات الأخيرة من مناقشة حصيلة الحكومة على ضرورة التعجيل بانفتاح سياسي ورفع حالة الطوارئ المفروضة منذ 19 سنة تقريبا، وعرفت الجلسة جدالا بين رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري وأصحاب اقتراح تشكيل لجنة تحقيق في ظاهرة الرشوة بسبب اتهامات صدرت في حقه من النواب باختراق الدستور· وقال زياري ردا على اتهامات نواب شاركوا في صياغة المقترح، أن قرار رفض تشكيل اللجنة أملته مبررات قانونية وليس أسباب أخرى، لكن النائب علي براهيمي جدد إصراره على سلامة الإجراءت القانونية وعلى موقفه وتعهد بتجديد المحاولة لإنشاء لجنة تحقيق جديدة وأن مكتب المجلس اخترق أحكام الدستور· فيما أكد النائب طارق ميرة شريكه في المبادرة أن البرلمان فقد مكانته الرقابية وتحول إلى غرفة تسجيل للقوانين التي تأتي بها الحكومة·وشكل الجدال بين علي براهيمي ورئيس المجلس الحدث الساخن خلال المناقشات، حيث جرت على العموم في جو هادئ ميزها صراع المواقف بين نواب الأرسيدي ونواب الأرندي أمام أنظار بقية النواب· وعلق أحد النواب أن النقاش تحول في الأخير في جوهره إلى مواجهة بين نخب منطقة القبائل بحكم انتماء قادة الأرسيدي ونوابه وزعيم الأرندي الوزير الأول أحمد أويحيى إلى المنطقة نفسها·وشن نواب الأرسيدي في الساعات الأخيرة من المناقشة هجوما حادا على سياسات الحكومة في كل القطاعات، وذهب النائب محسن بلعباس عضو قيادة الأرسيدي إلى اتهام أويحيى بالفشل في مهامه· وخلص في أحد استنتاجاته إلى القول ''النمو يعتبر ثمرة مسار تراكمي طويل وبناء مؤسساتي جاد ذلك لم نره طوال تربعكم على رأس الحكومة ثلاث مرات''·وبدوره أشار النائب محمد خندق من نفس الحزب إلى مفارقة أن المواطن في جهة والحكومة في جهة أخرى، وحذر النائب في مداخلته من المخاطر التي تتهدد بلادنا في المستقبل، موضحا أن غياب تجنيد المواطن سيزداد خطوة مشددا على أن حزبه لن يقبل باستمرار هذا الوضع· وطرح نائب الأرسيدي طاهر بسباس جدوى استمرار العمل بحالة الطوارئ وتحدث بلغة شعبية ''ياخي قلتولنا بلي الإرهاب قتلتوه وعلاه متمسكين بحالة الطوارئ؟''·وتولى بنفسه تفسير استمرار العمل بالطوارئ، مشيرا أن ''في الحقيقة يخضع هذا التصرف لتضييق الحريات السياسية والنقابية واحتواء سخط المواطنين وتبرير التجاوزات والتضييق للحريات''·وحمل نواب حركة التغيير في مداخلاتهم هواجس البحث عن اعتماد حزب جديد، ودعا النائب وهاب قلعي في تدخله إلى رفع الحصار عن التعددية السياسية ورفع حالة الطوارئ موضحا أن الجزائر تعافت ولا خوف من أحزاب جديدة·وتولى نواب الأرندي كعادتهم الرد على ممثلي المعارضة مدافعين عن سياسة الحكومة وحصيلتها والإجراءات القانونية وتعهد النائب عطية عضو قيادة الحزب بدعم كل الإجراءات الحمائية التي تأتي بها الحكومة·واكتفى غالبية نواب الأفلان وغيرهم بالتفرج على هجاء الأرسيدي للأرندي ورد أنصار أويحيى على أنصار سعدي، أمام أنظار الأمين العام للأفلان الذي برز خلال الجلسات بالوصول متأخرا إلى المجلس فيما وصف بأنه موقف غاضب على الوضع وتهميش أويحيى لإنجازات فترة رئاسته للحكومة بين 2006 و2008 ·