تلقى تسهيلات من مندوب المقاصة الإلكترونية لتمرير شيكات مزورة عالجت محكمة الجنح الإبتدائية لبئر مراد رايس بالعاصمة، قضية مثيرة ووقائعها خطيرة للغاية خصت اختلاس أزيد من 9 ملايير و673 مليون سنتيم من مصرف السلام ومؤسسات بنكية أخرى على غرار بنك الخليج الجزائر، بنك التنمية المحلية، سوسيتي جنرال والبنكين الوطني والخارجي الجزائريين وزبائن بينها شركات خاصة والخطوط الملكية المغربية في إطار إجراء المقاصة الإلكترونية، بطلها موظف بمصرف السلام، تاجر والمكنى "عثمان الأول" الذي كان يتولى جلب الشيكات لسحب الأموال بهويات مستعارة. وتعود وقائع هذه القضية إلى 13 ديسمبر 2011، حين قيدت الفرقة الاقتصادية والمالية بالمصلحة الولائية لأمن ولاية الجزائر شكوى من الممثل القانوني لبنك مصرف السلام ضد المدعو (ب.كمال) المكنى "عثمان الأول" الذي أودع وثائق إدارية مزورة من أجل مخالصة صكين مزورين ينتميان إلى دفتر شيكات زبون موطن حسابه بنك الخليج الجزائر بوكالة دالي إبراهيم تخصان الضحية (ع.ل) واللذان بلغت قيمتهما على التوالي 10.300.790,00 دج و19.550.000,00 دج، وعن طريق الصكين استطاع تمريرهما وتخليصهما عبر المقاصة الإلكترونية مختلسا بذلك الأموال من حساب الضحية وحساب شركة "قاما مايل " وشركة أخرى تسمى شركة "قاسمي". وبعد التحريات تبين أن الفاعل أقدم على اختلاس أموال معتبرة أخرى من أرصدة زبائن آخرين من خلال فتح حسابات مصرفية ببنك مصرف السلام عبر أربعة من وكالاته بأسماء وهمية، لتسفر التحريات الأمنية والقضائية عن بلوغ أحد رؤوس هذه العصابة وهو موظف بمصرف السلام مندوب المقاصة الإلكترونية يدعى (ز. نبيل) ينحدر من ولاية البليدة والبالغ من العمر 44 سنة وهو خريج كلية الاقتصاد والمحاسبة بجامعة البليدة، متزوج وأب لأطفال، والذي أودع رهن الحبس المؤقت بأمر من وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس بعدما غرر به منصبه لتمكين شركائه من اختلاس الأموال المعتبرة من أرصدة الزبائن، التي طالت أيضا وكالة ديدوش مراد بالعاصمة الخاصة بالخطوط الملكية المغربية التي تقدم عنها هي الأخرى مدير ماليتها لإيداع شكواه بعد تعرض حسابها المصرفي للسطو، حيث كشفت التحريات عن سحب غير قانوني على دفعتين خص الأول مبلغ مالي قدّر ب 23.922.054,00 دج، والثاني ب 42.965.000,00 دج، يخص الأخير تعاملات مع شركة "كلتاب سونتانا". واستمرارا للتحريات تم تفتيش محل إقامة موظف مصرف السلام الذي عثر به على مبلغ فاقت قيمته ال 100 مليون سنتيم، إضافة إلى 184 صكا أصليا لبنك التنمية المحلية مدون عليها بالأحرف والأرقام مبالغ مالية تمت مخالصتها عبر المقاصة الآلية لفائدة زبائن وكالة مصرف السلام بوكالة البليدة، إلى جانب 14 صكا آخر مدون عليه مبالغ مالية مختلفة تعني كل من البنك الجزائري الخارجي، سوسيتي جنرال الجزائر، البنك الوطني الجزائري والتي تمت مخالصتها عبر المقاصة الآلية لفائدة وكالة مصرف السلام بوكالة البليدة. كما تم العثور بمنزله على صورة شمسية لشخص منتحل 4 هويات تمكن من سحب مبالغ مالية من حسابات زبائن مواطنين ببنك خليج الجزائر في الفترة التي كان يعمل بها المتهم الرئيسي موظف مصرف السلام. وبإخضاعه للتحقيق كشف المتهم عن شركائه ويتعلق الأمر بالمكنى "عثمان الأول" الذي لم تتمكن الأبحاث لحد الآن من تحديد هويته الكاملة إلى جانب المدعو (ا.عبد القادر) يبلغ من العمر 34 سنة وهو صاحب محل تجاري، الذي أكد المتهم الرئيسي أنه شريكه في عمليات الاختلاس بمعية المكنى "عثمان الأول" الذي كان يتولى جلب الشيكات وسحب الأموال، قبل أن يتراجع عن سابق تصريحاته ويؤكد أن التاجر الموقوف إلى جانبه وهو ابن حي مجاور لحيه، وقد اضطر لإقحامه في قضية الحال بعد خلاف كان قائم معه، كونه اقتنى منه سيارة من نوع "أتوس" ولم يسدد له كامل مستحقاته، في وقت نفى التاجر التهم المنسوبة له وأكد أنه وخلال الفترة التي ارتكبت فيها وقائع قضية الحال كان يقبع خلف جدران المؤسسة العقابية عن تداعيات قضية أخرى تورط فيها..