قصائد ورسائل درويش وحقيبتُه وجواز سفره موجودة في متحف خاص لا يزال الفلسطينيون يبحثون بين مقتنيات الراحل محمود درويش وأشعاره ما يقربهم منه أكثر، في مسعى لفهم ما قاله وما لم يقله في أشعاره، رغم مرور سبعة أعوام على رحيله. وحلت اليوم الذكرى السابعة لوفاة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، ومع حلولها يجذب المتحف الخاص بالشاعر في رام الله مئات الزائرين. ويضم المتحف الناطق مقتنيات وأشعار ورسائل درويش، بينها حقيبتُه التي غادر بها فلسطين وكذلك هويته وجواز سفره. وخلد الفلسطينيون ذكرى درويش في متحف أقيم برام الله يضم مقتنيات وأشعار ورسائل الشاعر الراحل. وأدرك الذين عاشروا محمود درويش أنه يرى الأشياء بطريقة مختلفة، حتى إنه كان يداعب الورد قبل أن يشمه لذلك كان هو محمود درويش. ويبين الفيديو بطاقة هوية الراحل التي غادر بها الأراضي الفلسطينية قبل أكثر من 50 عاما، كما يظهر جواز سفره الفلسطيني الذي حصل عليه بعد عودته عام 1996. وينشر الفيديو أيضا، وثيقة استقلال فلسطين بخط يد درويش، ومكتبه الذي ما زال يحتفظ بأسراره، ورسائل درويش من داخل السجون الإسرائيلية في نهاية ستينيات القرن الماضي. وافتتح الشاعر الفلسطيني الراحل إحدى قصائده بعبارة "تنسى كأنك لم تكن" ليقول إن النسيان يغيب الجميع بعد الموت. لكن حال درويش لم يكن كما قال في كلماته، فبعد 7 سنوات على رحيله لا يزال درويش حيا في حضرة الغياب.. درويش، شاعر القضية الفلسطينية والمقاومة، وأحد أهم الشعراء العرب الذين ارتبط شعرهم وكتاباتهم بالثورة والوطن بالإضافة إلى العشق والحب. واختار درويش طريق المقاومة والنضال بالكلمة، وبقدر ما ساهم هذا الطريق في تعزيز قدراته الإبداعية، بقدر ما جعله عرضة للممارسات القمعية الإسرائيلية. فقد اعتقل لعدة مرات وفرضت عليه الإقامة الجبرية دون أن يلجم الصهاينة صوته ولا كلماته. وكان درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية في نصوصه التي يمتزج فيها الحب بالوطن والغربة والحبيب. وما يميز شعر درويش أن قصائده أقرب إلى أن تكون سيمفونيات أديبة مفعمة بالموسيقى والإيقاع الشعري، مما جعل كثيرا من الفنانين يختار قصائده لتأديتها غنائيا. من أبرز أعماله الشعرية "في حضرة الغياب" و"ذاكرة للنسيان" و"عاشق من فلسطين" و"حالة حصار" وقصيدة "إلى أمي" التي قال في مطلعها "أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي" وغناها الفنان اللبناني مارسيل خليفة. وقبل وفاته بأشهر كرّم درويش بإطلاق اسمه على أهم ميادين مدينة رام الله، وقال حينها "ليس من المألوف أن يكرم الأحياء، فالموتى لا يحضرون حفل تأبينهم، وما استمعت إليه اليوم هو أفضل تأبين أود أن أسمعه فيما بعد". وتأتي الذكرى هذا العام والفلسطينيون يصارعون من أجل البقاء أمام آلة الدمار الصهيونية التي أتت في آخر جرائمها على رضيع وعائلته أحرقهم متطرف إسرائيلي، ما فجر غضب الفلسطينيين وآلاف المتضامنين مع القضية عبر العالم.