أعلن في رام الله عن منح جائزة “محمود درويش” للإبداع لعام 2014، للشاعر المصري عبد الرحمن الأبنودي، وذهبت الجائزة الثانية للرسام الفلسطيني المهجّر عبد الحي مسلّم، وقرّر المجلس التنفيذي للجائزة منح جائزة شرف للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي ممثلا برئيسه الأديب والسياسي اللبناني حبيب صادق. تمنح الجائزة للسنة الخامسة على التوالي بالتزامن مع يوم الثقافة الوطنية الفلسطينية في الثالث عشر من مارس من كل عام يوافق ذكرى ميلاد الشاعر الراحل محمود درويش، ودأبت العادة على منح الجائزة لأدباء وفنانين فلسطينيين وعرب وعالميين ساهموا في تقديم إبداعات ثقافية مستمدة من نبض الحياة وتطالب بوجود إنساني سوي متحرر من القهر، كما بينت لجنة الجائزة. وقال رئيس مؤسسة “محمود درويش” ياسر عبد ربه؛ إنّ الأبنودي الذي استحق الجائزة الأولى هذا العام، كرّس روح الأصالة المصرية بدفاعه عن حق المصريين وطموحهم نحو مستقبل حر وديمقراطي، وحوّل شعره إلى أغان وهتافات ترددها الأجيال، كما حمل راية فلسطين وجعل فلسطين مصرية، كما مصر عنده فلسطينية. وأضاف أنّ اختيار منح الجائزة الثانية لعبد الحي مسلم، جاء كي لا يغمر النسيان إبداعه، فقد رسم الحياة الفلسطينية وصلتها بالأرض ببساطة، ويعيش مسلم -اللاجئ من قرية الدوايمة المهجرة عام 1948- في أحد أحياء عمّان البسيطة وتحيط به أكثر من ألف لوحة رسمها عن بلده ووطنه، قالت لجنة الجائزة إنها حافلة بالكبرياء والفرح والانتشاء بتقاليد شعبه وبكفاحه المجيد. وأكّد عبد ربه أنّ الأديب اللبناني حبيب صادق والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي كان من أبرز الأصوات التي دافعت عن الحق الوطني الفلسطيني، تماما كما دافعت عن الديمقراطية والمساواة والمواطنة في لبنان وعن حرية واستقلال شعبه. وفي كلمة مسجلة للحفل، قال الشاعر عبد الرحمن الأبنودي؛ “أستحق هذه الجائزة لأنني أستحق محمود درويش، لأننا كنا شيئا واحدا”، واعتبر حصوله على الجائزة اعترافا بدوام صداقتهما إلى الأبد، وتحدّث الأبنودي عن ذكريات استضافته لدرويش كلّما نزل مصر، مستذكرا لقاءهما الأخير في عمان عام 2008 قبيل سفر درويش إلى الولاياتالمتحدة لإجراء عملية قلب مفتوح، توفي على إثرها. وقال الأبنودي في كلمته؛ إن درويش لامه على قصيدته التي كتبها باسم عمته “يامنة”، “قلتله ليه يا محمود؟ قال؛ أفسدت علي قصيدة كنت أكتبها لأستبدل بها قصيدتي القديمة “أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي”، فبعد قصيدتك لا يكتب أحد”، وأضاف الأبنودي؛ “لم أر حبا يحمل صاحبه إلى قمة العطاء واكتشاف الشعر وملامسته باليد إلاّ من خلال حب درويش لفلسطين”. أما عبد الحي مسلم -الذي تحدّث للحفل من عمّان- فقال؛ إنّ علاقته بدرويش علاقة قضية قومية قبل أن تكون ثقافية، كونهما يناضلان من أجل قضية واحدة، واستوحى مسلم الكثير من لوحاته من أشعار درويش، وذكر منها لوحتي “الرحيل عن بيروت” و«مجزرة صبرا وشاتيلا” المستمدة من قصيدة “مديح الظل العالي”، ولوحة “مذبحة تل الزعتر” مستوحاة من قصيدة “أحمد الزعتر”. وذكرت لجنة الجائزة أنّ منح جائزة الشرف للأديب حبيب صادق والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي يحتفل بيوبيله الذهبي هذا العام، لمساهمته في بناء ظاهرة مميزة في الشعر الفلسطيني الحديث، صارت تعرف بظاهرة “شعراء المقاومة”. وضم المجلس منذ تأسيسه عام 1964 نخبة من المثقفين اللبنانيين والعرب، في مقدّمتهم فلسطينيون ممن وصلوا إلى لبنان وسوريا بعد النكبة، واستضاف المجلس درويش منذ مطلع السبعينات حتى الأعوام الأخيرة من حياته. وكالات