أسدل الستار سهرة أمس على مهرجان "جميلة" بحفل أطرف فيه عندليب فلسطين محمد عساف الحضور بأحلى الأنغام. وافتتح الحفل بكلمة ألقاها السيد سمير مفتاح الذي تطرق إلى الدور الذي تؤديه مختلف الجهات في هذا المهرجان سواء من السلطات المحلية والأمنية أو الأسرة ألإعلامية والديوان الوطني للثقافة والإعلام الذي قال إنه ساهم في زرع بذور الثقافة عبر ربوع هذا الوطن. وحرص الفنان الفلسطيني على المزج بين الفن الجميل والإحساس الراقي والإيقاع الخفيف كعربون محبة لجمهور كويكول الذي يلتقي به لأول مرة. وعلى مدار ساعة ونصف من الزمن استطاع الفنان الصاعد الذي حمل معه نسائم فلسطين الجريحة أن يأسر الجمهور ويأخذه في رحلة ساحرة نحو فضاء الإبداعات الموسيقية والإيقاعية. وحاول النجم الفلسطيني الحائز على لقب برنامج "محبوب العرب" في موسمه الثاني و الذي أطل على جمهوره ببذلة رمادية أنيقة أن يرضي جميع الطلبات من الأغاني الخاصة به أو أغاني الفنان العرب الكبار. وبمجرد اعتلائه الركح أدخل الفنان محمد عساف بهجة و حركية كبيرة على الجمهور الحاضر الذي لم يفوت بدوره الفرصة فرقص وغنى على أنغام الأغنية الوطنية الفلسطينية. واستهل محمد وصلته الغنائية بالتغني بوطنه فلسطين من خلال "يا دنيا علي اشهدي" ذات الكلمات المؤثرة التي تمكن من خلالها من استمالة الجمهور. وصدح محمد عساف بصوته الأخاذ الذي ألبس السهرة الختامية من المهرجان حلة جورية كان فيها الطابع الشعبي الفلسطيني حاضرا بقوة من خلال "يا طير الطاير" إحدى أكثر الأغاني وطنية التي تؤكد مدى ارتباط الفلسطينيين بأرضهم المغتصبة التي لن ينسوها على أمل العودة يوما و "وين على رام الله" و كذا أغنيته الشهيرة "يا حلالي ويا مالي" التي أداها على وقع هتافات الجماهير التي رددتها معه بحماس كبير خصوصا و أنها تروي قصة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين. ونزولا عند رغبة الجمهور غنى عساف أغنيته الشهيرة "علي الكوفية" التي باتت من أشهر الأغاني النضالية الفلسطينية، حيث أشعل حماس جمهوره الذي تفاعل بالرقص على أنغام الدبكة والتلويح بالكوفيات والعلم الفلسطيني. وأضفى محبوب العرب الذي برهن على قدرات كبيرة في الأداء نكهة فلسطينية على هذه السهرة الختامية من خلال موال "حروف الوطن" الذي تضمن كلمات مؤثرة و عميقة في معانيها إضافة إلى أغنيته "دمي فلسطيني" ليؤكد بأنه صوت القضية الفلسطينية التي تعيش في وجدان الشعوب العربية من المحيط إلى الخليج. كما عبق الحفل بالفن الأصيل من خلال نثر جرعات من الرومانسية تضج إحساسا عاليا من خلال أدائه لمقطع من أغنية سيدة الطرب العربي الراحلة وردة الجزائرية "في يوم و ليلة" وكذا أغنيتي "زي الهوى" و"جانا الهوى" لعبد الحليم حافظ. وخلال الجزء الأول من هذه السهرة أتحف المطربون سفيان زيقم و جلول مرقة وعمر بالحرمة وهشام حنفي عدة وعبد الله الكرد وتينهينان ولمياء بطوش وعماد باشا وهواري بوعبد الله خريجو مدرسة ألحان وشباب جمهور جميلة بطبق من الأغاني الجزائرية تنوع بين الطابع القبائلي والسطايفي والوهراني. وخلال لقاء صحفي قبل الحفل أعرب محمد عساف عن فرحته الكبيرة بالتواجد بين أهله بالجزائر التي يكن لها حبا خاصا، مشيرا إلى أنه من خلال الفن الذي يعتبره رسالة سامية يحمل قضية شعب يتعرض للاحتلال والظلم والقهر.