في سهرة ممطرة وليست كباقي السهرات، كان الفنان الأسمر الفلسطيني محمد عساف، النجم الأول بدون منازع الذي أمتع جمهور مهرجان جميلة في سهرته الختامية، بأحلى أغانيه التي تنوعت بين الإحساس الراقي والإيقاع الخفيف. استهل خريج مدرسة "محبوب العرب"، وصلته الغنائية بالتغني بوطنه فلسطين من خلال "يا دنيا علي اشهدي" ذات الكلمات المؤثرة التي حملت معها نسائم فلسطين الجريحة، وهي الكلمات التي أثرت في الجمهور الحاضر، ليكمل سهرته الرائعة الذي دامت ساعة ونصف من الزمن، بالأغاني الوطنية التي تؤكد على مدى ارتباط الشعب الفلسطيني بأرضه، وهي الأغاني التي تفاعل معها الجمهور، وخاصة أغنيتي "يا طير الطاير"، و"وين على رام الله"، التي أداها على وقع هتافات الجماهير التي رددتها معه بحماس كبير، خصوصا، أنها تحكي معاناة الشعب الفلسطيني وما يعانيه في حربه ضد الكيان الصهيوني، ليعتلي بعد ذلك، المطربون، سفيان زيقم وجلول مرقة وعمر بالحرمة وهشام حنفي عدة وعبد الله الكرد وتينهينان ولمياء بطوش وعماد باشا وهواري بوعبد الله خريجو مدرسة ألحان وشباب، خشبة مسرح كويكول الأثري، بكوكتيل من الأغاني الجزائرية تنوع بين الطابع القبائلي والسطايفي والوهراني، ليسدل الستار على الطبعة الحادية عشرة من مهرجان جميلة العربي. وعلى هامش الحفل الختامي، اعتبر الفلسطيني، محمد عساف، أن تمثيل بلاده فلسطين فنيا مسؤولية ثقيلة جدا عليه وخاصة عندما يحل ضيفا على الجزائر، التي قال عنها أنه يعلم علم اليقين، أن شعبها مع فلسطين ظالمة أو مظلومة، وهو ما جعله يؤكد أنه لو تنزع منه الجنسية الفلسطينية، فسيختار الجزائرية بدون تفكير. كما أوضح عساف، في ندوة صحفية نظمت على الهامش بأنه حينما يدخل المهرجانات وقاعات الحفلات في جميع الدول العربية، وخاصة في الجزائر، يجد الجميع يلتحف العلم الفلسطيني والكوفية الغزاوية، تزداد رغبته في الإبداع أكثر وتمثيل بلده أحسن تمثيل. وعن تجربته مع عالم التمثيل، كشف إبن بلاد القدسالمحتلة أن قناة عربية معروفة، عرضت عليه إنتاج فيلم عن مشواره كفنان تحدى الصعاب من أرض مغتصبة، لبلوغ النجومية، لكنه رفض هذا العرض، بالرغم من الإغراءات المالية.