منحت مؤسسة ''الأوسيمي'' السويسرية غير الحكومية ليلة أول أمس جائزتها السنوية الثالثة في التسامح إلى الأمير عبد القادر ''تقديرا لدوره كأحد أبرز مؤسسي القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان وثناء على مساعيه الحميدة لنشر روح التسامح في فترات عصيبة من التاريخ''. ورصدت المؤسسة منحة مالية لاثنين من المؤرخين هما البريطاني ''توم ورنر باول'' من جامعة ''أوكسفورد'' البريطانية تقديرا لبحثه حول ''تأثير فكر الأمير عبد القادر على الفكر الإسلامي والعلاقة بين العالم الإسلامي وأوروبا''، والباحثة الفرنسية ''جنيفيف سيمون خديس'' عرفانا بقيمة بحثها حول ''البعد الصوفي في فكر الأمير عبد القادر الجزائري''. وتسلم الجائزة حفيد الأمير ومندوب الجزائر الدائم لدى الأممالمتحدة في جنيف السفير إدريس الجزائري الذي أبرز في كلمته فكر الأمير ودوره في الجهاد ضد الاحتلال الفرنسي في الجزائر وفي وضع الدعائم الأساسية للجزائر الحديثة، مركزا على جوانب مختلفة من حياة الأمير كرجل دولة وعالم دين وشاعر وفارس وعلى محاولاته الناجحة في تطبيق تعاليم الإسلام في التسامح والتفاهم بين الأديان و''استنباطه اللبنات الأساسية لحقوق الإنسان بمنظور عالمي''، وانطلاقا من ''مبادئ الإسلام وحاجة العالم اليوم للتعرف على تلك الأمثلة المضيئة من التاريخ الإنساني''. كما أوضح السفير الجزائري الأسس الإسلامية لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي؛ مستشهدا بآيات من القرآن الكريم وكيف قام الأمير عبد القادر بتطبيقها عمليا في القرن التاسع عشر ليكون من أوائل واضعي أسس القانون الإنساني الدولي واحترام حقوق الإنسان والتسامح ونبذ العنصرية، على حد تعبيره. من ناحية أخرى، برز دور الأمير عبد القادر في التسامح أثناء اندلاع فتنة الشام عام 1860 بأحداثها الطائفية الدامية؛ حيث فتح قصره للاجئين من مسيحيي الشام لحمايتهم ليطلق إثرها مبادئ القانون الإنساني الدولي ويضع المعالم الأساسية لحقوق الإنسان وأسس التسامح والتعايش المشترك.