بعض الأغاني الجزائرية غير مشرفة وأخجل من سماعها رفقة أولادي تلقب في الوسط الفني ب"فيروز الأغنية الجزائرية"، هي صاحبة "غرد البلبل يوما" الفنانة سعاد بوعلي التي تنفي في هذا الحوار ل"البلاد" قرار اعتزالها الغناء بمجرد ارتدائها الحجاب وأدائها لمناسك الحج، وتتحدث عن جديدها الفني، وعلاقتها بجمهورها التي لم تتغير. كثر الحديث عن قرار اعتزالك الغناء قبيل أدائك لمناسك الحج وارتدائك الحجاب فهل لك أن توضحي حقيقة هذا القرار؟ أنا لم أقل يوما إنني اعتزلت الغناء ولكني قلت بالحرف الواحد إني اعتزلت "الغرام"، أي أنني اعتزلت الأغاني العاطفية.. كان هذا قراري الذي اتخذته بعد الحج وارتداء الحجاب، وأعتقد أن ديننا الحنيف لا يمنع الفن النظيف. ماذا تقصدين بالفن النظيف؟ قبل أن أجيب عن سؤالك دعيني أوضح أمرا هاما.. ارتداء الحجاب فرض على كل مسلمة، أعترف بأنني تأخرت نوعا ما في ارتدائه أو قصرت ككثيرات، لكنني بالنهاية أخذت قراري ولبسته، ألم يأمر الله في كتابه الحكيم رسوله الكريم بأمر بناته والنساء المؤمنات بالحجاب؟.. ومع هذا علاقة أي منا بخالقه تبقى خاصة، ولو تعودون إلى الوراء ستجدون سعاد بوعلي محترمة في لباسها وأخلاقها عالية، لكن كوني فنانة جعل من مسألة ارتدائي للحجاب قضية رأي عام، كثيرون من استهجنوا قرار الحجاب وقالوا إنني تسرعت في اتخاذه لكن أقول لم تكن خطوة متسرعة فنحن لسنا خالدين في هذه الدنيا، وأعتقد أن الله ناداني إلى بيته ولبيت نداءه، وأعتقد أيضا أنه لم يمنحني صوتا جميلا اعتباطا بل له حكمة في ذلك. لكن لم تصلنا إجابتك بعد.. يعني هل سنسمعك تغنين كما كنت؟ نعم أنا لا أزال أغني، فقط توقفت عن أداء الأغاني العاطفية، والجدير بالذكر أنه لم يتغير شيء كبير قبل الحجاب والحج وبعدهما لأني منذ بداياتي غنيت الأغاني الوطنية والاجتماعية وأغاني الأطفال وأنا الآن ماشية على الدرب إلى جانب أداء الأناشيد الدينية وحتى نكون صريحين مع أنفسنا ومع بعضنا البعض، فالإيمان لا يختزل في الحجاب، فنوايانا هي من تبرر أعمالنا، أنا أفتش عن نفسي في هذا المجتمع الذي يملك نظرة خاطئة عن الفنان فيبيح لأي امرأة محجبة ممارسة أي شيء وبكل حرية لكن إذا تعلق الأمر بفنانة محجبة يختلف الأمر. ما الذي تغير فيك كفنانة وإنسانة بعد قرار الالتزام؟ قلت لك سابقا لم يتغير الشيء الكثير سعاد بوعلي هي نفسها قبل وبعد ، فقط أصبحت أحرص على اختياراتي، أنا أم ومربية أجيال، كما أن جمهور سعاد بوعلي سيبقى يحبها ويستمع إلى صوتها هناك أمر واحد يخيفني. ما هو هل لنا معرفته؟ أتحدث عن أناس "غلطوني" وأقصد أناسا يدعون الفتوى، قيل لي ممنوع الغناء في أماكن مختلطة اتقاء الشبهات، ولم أفهم مقصودهم لأني أستاذة موسيقى وأعمل في أماكن مختلطة.. مؤخرا سألت الأستاذ والداعية أمين فركول فقال لي إن هذه الفتوى خاطئة لذا من هذا المنبر أدعوا الدعاة إلى تبين المفاهيم وتوضيح الأمور. كيف تقيمين حال الأغنية الجزائرية اليوم؟ الأغنية الجزائرية لا تزال على حالها، في سنوات التسعينيات كانت في أوج عطاءها، لكن اليوم كل من هب ودب يدعي الطرب للأسف وزارة الثقافة لم تتوصل بعد إلى ضبط أسس وسن قوانين للأغنية وما نسمعه اليوم لا يشرف، أتساءل ما الهدف من هذه الأغاني، ما الفائدة أو الرسالة التي يمكن أن يستفيد منها شبابنا.. أتمنى الزوال لكل هذه الأغاني وأخجل من أن يسمعها أولادي. ماذا يعني لك لقب "فيروز الأغنية".. وهل يروق لك؟ الألقاب لا تزعجني.. لكن ابن أنا من فيروز أنا قطرة من بحر، لكني احترم كل الألقاب التي منحت لي، لأني أحترم جمهوري وأحترم ذوقه أيضا. هل من مشاريع فنية؟ سجلت مؤخرا أغنية "سيدتي" بمناسبة عيد المرأة، وأسجل أغنية أخرى ستكون مديحا دينيا في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك أغنية أخرى.