استغرب المترشحون لمسابقة توظيف أعوان إداريين بالمركز الوطني لتحسين المستوى في التجهيز، الكائن ببلدية قصر البخاري ولاية المدية، مما اعتبروه سابقة غريبة، حين برمجت وزارة الموارد المائية تاريخ وتوقيت إجراء المسابقة في يوم عطلة رسمية بل وفي وقت مقدس عند عموم الجزائريين، حيث تلقى هؤلاء استدعاءات لإجراء الامتحانات التي ستمتد ليومين ويصادف يومها الأول، الجمعة القادم 12 نوفمبر ابتداء من الساعة الواحدة زوالا، وهو توقيت أداء الصلاة مما يعني أن المشاركين سيضطرون إلى تفويتهم أدائها جماعة في المسجد. وتساءل المرشحون عن هذه البرمجة التي تأتي من هيئة حكومية لا تعنيها الواجبات الدينية لمواطني دولتها، خاصة أن البرمجة تعمدت تزامن انطلاق المسابقة مع توقيت صلاة الجمعة، وأهملت الفترة الصباحية الممتدة من الساعة الثامنة إلى الساعة الثانية عشر، على افتراض أن ظروف الإدارة لا تسمح بتنظيم المسابقة في باقي أيام الأسبوع، ويذهب البعض إلى تصنيف هذه السابقة في خانة محاولات التيار التغريبي المتغلغل في الإدارة إلى تطبيع مظاهر العلمنة في حياة المواطن، بتجاهل رموز وشعائر الدين الإسلامي والاستهانة بها تحت عنوان مختلفة، غير أن المتابع لشأن مسابقات التوظيف في الجزائر يستنتج أن العشوائية والفوضى التي أصبحت تشكل الطابع العام لتنظيم هذه المسابقات في مختلف القطاعات، هي التي تتسبب في مثل هذه الوقائع، الأمر الذي يعزز من ظاهرة المحسوبية والرشوة استغلالا لهذه الفوضى وسوء التنظيم، حيث تم بداية السنة إلغاء عدد من نتائج هذه المسابقات في قطاع التربية والتعليم، وإعادة البعض الآخر بعد تسريب أسئلة المسابقة، وهو ما حدث في مسابقة توظيف مساعدي التربية نهاية سبتمبر الماضي التي عرفت إعادة إجراء مادة الأدب بسبب الخلط الذي حصل بين أوراق مواد المسابقة وتوزيع مادة الأدب في توقيت مادة أخرى. كما شهد القطاع ذاته برمجة بعض المسابقات في أوقات متأخرة جدا لم تراع فيها ظروف إقامة وتنقل المترشحين من وإلى مراكز الامتحانات حرمت عشرات المترشحين خاصة منهم الفتيات من المشاركة، وعرفت مسابقات مشابهة في قطاع الشباب والرياضة فضيحة من نوع آخر بعدما عمد بعض مديري دور الشباب إلى عدم تعليق إعلانات التوظيف وتسريب معلومة المسابقة إلى الأقربين والمعارف، مما أدى إلى حدوث حالات احتجاج كثيرة عبر بلديات الوطن كون شريحة كبيرة من المجتمع تعلق على هذه المسابقات آمال الحصول على منصب عمل في ظل الاختلال الحاصل في سوق العمل الجزائرية بين الطلب والعرض .