أحدثت الأمطار الطوفانية المتهاطلة طيلة اليومين الماضيين حالة من الذعر والطوارئ في عدة ولايات، بفعل السيول الجارفة التي غمرت مئات المنازل وتسببت في انهيار جزئي في عدد من البنايات وقطع طرق وطنية وولائية. وقد عقّدت التقلبات الجوية الحركة المرورية حيث تم تسجيل عدة حوادث سير أخطرها وفاة عون حماية مدنية وإصابة 4 آخرين كانوا في في مهمة تدخل لإجلاء المحاصرين بسيول الفيضانات في ولاية خنشلة. وأوضح مسؤول من الحماية المدنية أن الحصيلة المؤقتة لضحايا الاضطرابات الجوية كانت ثقيلة بسبب حوادث المرور، حيث تدخلت مختلف الوحدات لإنقاذ عشرات المواطنين والعائلات. ووضعت مصالح الحماية المدنية مختلف وحداتها في حالة تأهب قصوى وتم مضاعفة عدد الأعوان في الولايات التي حذرت مصالح الأرصاد الجوية من احتمال تساقط أمطار طوفانية فيها". وتمكنت مختلف الوحدات من التدخل فيما يتعلق بالاضطرابات الجوية، حيث تجاوز عددها الحد العادي، والمقدر ب800 تدخل عادة ي هذه الفترة، وسجل ما يزيد عن 1000 تدخل، أغلبها تتعلق بإجلاء العائلات وامتصاص مياه الأمطار في الولايات المتضررة. وأكد العقيد فاروق عاشور أمس أن الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في عدد من ولايات الوطن لم تخلف خسائر بشرية باستثناء حوادث المرور، كما أن التدخل المناسب لمختلف المصالح جاء بناء على الاستغلال الحسن لنشرية الديوان الوطني للأرصاد الجوية. وفي هذا الصدد أوضح المصدر أنه على إثر التقلبات الجوية المسجلة خاصة على مستوى ولايات: برج بوعريريج، باتنة، المسيلة، الجلفة، واد سوف وبسكرة سجلت مصالح الحماية المدنية عدة تدخلات متعلقة بعملية امتصاص المياه التي تراكمت في بعض الأماكن. وأضاف العقيد فاروق عاشور أنه لم يتم تسجيل أي خسائر بشرية أومادية. وتبقى كل وحدات التدخل في حالة تأهب قصوى لتتكفل بكل انشغالات المواطنين مع تقديم لهم يد المساعدة. إلى ذلك فقد تسببت الأمطار الغزيرة التي تساقطت على مدار اليومين الفارطين في ولايات عنابة وسطيف وبرج بوعريريج والطارف والمسيلةوخنشلة وأم البواڤي والجلفة في تسرب السيول إلى عديد المنازل، كما أحدثت شللا مؤقتا في حركة المرور على مستوى بعض الطرق. وفاة عون حماية مدنية وإصابة آخرين في انقلاب شاحنتهم في خنشلة وببلدية عين الطويلة في خنشلة توفي عون الحماية المدنية فواز عايب البالغ من العمر نحو 30 سنة إثر إصابته بجروح بليغة في حادث انقلاب شاحنة الحماية مما أدى إلى مفارقته الحياة قبل تحويله إلى المستشفى. ومن جهة أخرى تم التكفل بالمصابين الأربعة وتقديم الإسعافات من قبل الزملاء. وفي الولاية نفسها تسببت كميات الأمطار التي كانت مصحوبة بالبرد عبر بلديات متوسة وبغاي وقايس والرميلة وتاوزيانت والحامة وخنشلة في إلحاق بعض الأضرار ببعض السكنات حيث عاين أعوان الحماية المدنية بها أكثر من 300 مسكن إثر تسرب مياه الأمطارإليها وظهور تشققات في الأسقف. وفي باتنة تدخلت وحدات الحماية المدنية لإنقاذ 4 أشخاص تتراوح أعمارهم ما بين 12 و30 سنة من موت محقق بعدما حاصرتهم مياه أحد الأودية بالمكان المسمى مزوالة ببلدية بومية بعد انحراف السيارة التي كانوا على متنها وسقوطها في واد. وعاينت الحماية المدنية 6 منازل تسربت إليها الأمطار ببلديتي نقاوس وتيمقاد كما تدخلت عناصرها لضخ المياه من عمارات 30 مسكنا ببلدية تيلاطو. وأدت لأمطار الطوفانية التي تساقطت في ولاية أم البواڤي إلى فيضانات بعين مليلة المتميزة بانبساطها. وتمكنت عناصر الحماية المدنية خلال ال24 ساعة الأخيرة من إنقاذ 30 رأسا من الأغنام بإحدى قرى افكيرينة ومساعدة 30 ساكنا في الطوابق الأرضية بذات المدينة و5 آخرين ببريش وكذا بغالبية أحياء مدينة مسكيانة. وشهدت ولاية عنابة عدة تدخلات للحماية المدنية بعد هطول أمطار طوفانية، خصوصا على وسط المدينة وبلديات البوني وسيدي عمار والعلمة والشرفة وعين الباردة وبلديات الضاحية الغربية حيث سجلت العديد من الخسائر النباتية ورؤوس المواشي التي غمرتها مياه الأمطار الرعدية المصحوبة بحبات البرد. وقد تدخلت السلطات المحلية في ولاية الطارف وأجلت عدة عائلات ونقلها إلى المدارس لقضاء ليلتها هناك، بعدما غمرت المياه كل محتويات سكناتها.من جهة أخرى وعقب الأمطار الغزيرة التي تساقطت بولاية الأغواط في الفترة الأخيرة، تمكنت مفرزة أخرى تابعة لنفس القطاع العملياتي، إثر تدخل بمنطقة تيلغمت بحاسي الرمل، من إنقاذ وإجلاء أربع عائلات كانت معرضة للغرق بعد أن غمرت المياه بيوتها.