- خلفاوي: رحيل الفريق توفيق جاء في إطار هيكلة جديدة وطرطاڤ يملك كفاءة ورؤية عصرية - سعيدي: تنحية جنرال لا يعني التمدين، ولابد من ثقة بين السياسي والعسكري في القيادة أكد كل من الخبير الأمني والعقيد المتقاعد في جهاز الأمن والاستعلامات محمد خلفاوي وكذا القيادي في حركة حمس عبد الرحمان سعيدي، أن إحالة الفريق محمد مدين على التقاعد يجب قراءتها في إطارها الطبيعي، الذي أملته ظروف خاصة وعزم الدولة إلى التوجه نحو دولة مدنية، والتي لم يكتمل بعد المشهد بشأنها ولن تكتمل دون أن يضمن الدستور المرتقب صلاحيات أجهزة الدولة وفق القانون، واعتبر العقيد خلفاوي أن الإعلان عن هذا القرار الهام جاء بعد تحضير مسبق لإبعاد هذا الجهاز من الدور الذي لعبه منذ وقت طويل، واستبق هجوم سعيداني على الفريق مدين، وصمت المؤسسة العسكرية عن ذلك هذا التوجه يرى العقيد خلفاوي أن إحالة الفريق مدين "المعروف بالتوفيق يجب قراءتها بعيدا عن صراع الأجنحة داخل الدولة رغم اعترافه بوجود هذا الصراع، وقال العقيد لدى نزوله ضيفا على حصة البلاد اليوم بقناة البلاد، أن إنهاء مهامه من على رأس الجهاز الذي أداره لربع قرن يجب قراءته في إطاره الطبيعي للمسار المهني، معتبرا أن الاهتمام الإعلامي والضجة التي أحدثها على الصعيد السياسي والتفاعل الكبير مع هذا اقرار منبثق من مكانة المؤسسة والشخص في حياة الشعب والدولة الجزائرية، مضيفا بأن الطبقة السياسية لطالما نادت بالتغيير، واعترف الرجل بان قرار تنحيته عبر الإحالة على التقاعد كان قد اتخذ قبل هذا التاريخ في إطار هيكلة جديدة بدليل أن مواقع فرنسية نشرت الخبر بداية الشهر الجاري. كما كان هناك توجه منذ مدة إلى إبعاد الجهاز من الساحة السياسية وإعادته إلى مكانه الطبيعي، حضر له بداية بهجوم سعيداني، وكذا غياب المخابرات عن الاجتماعات الأخيرة للرئيس، ما يثبت حسبه وجود الصراع ويعكس التوجه الجديد. كما يشاطره الرأي القيادي في حمس عبد الرحمان سعيدي الذي يرى أن التغيرات التي أحدثها الرئيس في المؤسسة العسكرية لا تعني بالضرورة الوصول إلى دولة مدنية، معتبرا أن الحديث عن هذا سابق لأوانه لأن ملامح المرحلة القادمة لم تكتمل بعد، في ظل غياب الدستور الذي سيحدد صلاحيات مؤسسات الدولة، معتبرا "أن تنحية جنرال أو استخلافه لا يعني التمدين" الذي يرتبط بمدى وجود برلمان فعال، وانتخابات نزيهة وهو ما استبعده الضيفان، لكن سعيدي أقر أن جميع مراحل الانتقال والثورة تحتاج توافق بين العسكري والسياسي في القيادة، غير أن هذا مرتبط بالثقة وقال في هذا الصدد "المدني مرتبط بمدى ثقة العسكري في السياسي لقيادة الدولة والعكس صحيح"، وأضاف أن دور المؤسسة العسكرية في إحداث التحول الديمقراطي أمر لابد منه. كما توقع العقيد خلفاوي أن يحدث الجنرال طرطاڤ تغييرات جديدة في إطار مشروع الدولة المدنية، حيث إن استخلافه بالفريق مدين كان بالنظر لكونه شخصية أقرب إلى المدنية منها إلى عسكرية بعد تقاعده، منوها بكفاءته وحنكته في مواجهة التحديات القادمة باعتباره يملك رؤية عصرية. ولأن الدولة المدنية وخروج المؤسسة العسكرية من الحياة السياسية مرتبط بالأداء السياسي، فإن المناخ حسب الضيفين ليس مجهزا بالشكل المطلوب، حيث يعتبر عبد الرحمان سعيدي أن الساحة السياسية التي يميزها الصراع والتراشق والصدامات بين مختلف الأحزاب سواء موالية أو معارضة، وكثرة المبادرات يؤكد أن الساحة السياسية غير مجهزة للوضع الجديد.