خلّفت حادثة تدافع الحجاج بمنى صباح أول أمس، والتي لقي على إثرها 717 شخصا مصرعهم، من بينهم ثلاثة حجاج جزائريين، العديد من ردود الافعال، سواء على المستوى المحلي أو الدولي، وتباينت هذه الردود بين متقبّل للأمر رادا إيّاه إلى قضاء الله وقدره، وبين ساخط ملقي اللوم على التنظيم السيء للدولة المسؤولة عن الحج. وقد تباينت الأراء والأفكار والمواقف من خلال صفحات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفايسبوك، حول حادثة وفاة 717 حاجا أثناء التدافع بمنى، وهو أمر كارثي لم تشهده مواسم الحج يوما، فالعدد كان كبيرا ناهيك عن المصابين، وكان من بين الذين قضوا نحبهم في الحادثة، ثلاثة جزائريين. ورأى روّاد صفحات الفايسبوك، ممن اعتبروا الأمر عاديا، أنّ الحادثة هي من قضاء الله وقدره، ومسألة تدافع الحجيج أمر متعارف عليه منذ القدم، وعلّق بعضهم قائلا " كتب الله لهم الموت في أشرف بقعة وفي يوم ذي شأن وسيبعثون يوم القيامة مهلّلين"، وفيما لام البعض السلطات السعودية، رأى البعض الآخر ممن دافعو عن الحكومة السعودية، أن الأخيرة لا ناقة لها ولا جمل في الأمر، وأن الحادثة تسبب فيها حجاج لم يلتزموا بالتعليمات الرسمية في أداء مناسك الحج، واعتبر آخرون أن وفاتهم في ذلك المكان والزمان شرف لهم، مستشهدين في ذلك بقصة الرجل الذي مات في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وهو محرم فقال لهم "إنه يبعث يوم القيامة مُلبياً". غير أنّ ممن لم يتقبل الأمر جملة وتفصيلا، مراجعا الأسباب إلى الحكومة السعودية ذاتها، قال إنّ الأمر برمّته يعود لتقصير السلطات السعودية وعدم التزامها وتخطيطها للسير الحسن لموسم الحج، و الدليل وفاة عدد كبير من الحجاج بدءا بحادثة الرافعة ووصولا إلى التدافع بمنى، داعين إياهم لمراجعة خطة العمليات ورفع مستوى التنظيم والادارة لضمان أن يؤدي ضيوف الرحمن مناسك الحج في راحة ويسر. كما علق البعض أن الحوادث بالبيت العتيق تتكرّر كل سنة ويتكرّر معها وعود المسؤولين في تسوية الأمر غير أن لا شيء من ذلك القبيل يحدث، مستشهدين في ذلك بحادثة وفاة شخص ياباني كفيف وسقوطه على سكة حديدية، دفع بالحكومة اليابانية الى ابتكار نظام جديدا للأرصفة عمّمته على جميع محطات القطار ومتسائلين " لماذا لا يوفّرون ما يليق بحجاجنا الكرام"، وقال أحدهم معلقا " في الوقت الذي يحشرون فيه آلاف الناس في رواق واحد تلقى رواق خاص الا بالامراء" وقال آخر " لأن توسيعاتهم للحرم ركزت على الطبقات و النجوم ولم تركز على تسهيل المرور" فيما قال احدهم " غلق الابواب هو سبب التدافع حسب ما شاهدته على الفيديو في الحقيقة هو قضاء الله وقدره ولكن لو كانت الابواب مفتوحة لما وقع هذا التدافع والله اعلم".