تسبب تدافع وقع اليوم، في منى، قرب مكةالمكرمة في اول ايام عيد الاضحى في وفاة 717 شخصا واصابة 863 اخرين بجروح في احد اسوا الحوادث التي يشهدها موسم الحج منذ سنين، ومنذ الاعلان عن حادث التدافع المفجع الذي يعد الاسوأ خلال موسم الحج منذ 25 عاما، في اول ايام عيد الاضحى لم تتوقف حصيلة الضحايا عن الارتفاع مع الخشية من تفاقمها، وذكرت وكالة الانباء السعودية ان ولي العهد السعودي الامير محمد بن نايف امر "بتشكيل لجنة تحقيق عليا لتتولى التحقيق في هذا الحادث ومسبباته وصولا الى معرفة الحقيقة" واحالة نتائج التحقيق الى الملك سلمان بن عبدالعزيز، وافاد مسؤول في وزارة الصحة ان التدافع وقع في الوقت الذي يقوم فيه الحجاج المتوافدون من مختلف انحاء العالم منذ الصباح برمي جمرة العقبة بمشعر منى قبل ان يبدأوا بطواف البيت العتيق ومن ثم نحر الاضاحي، واوضح المسؤول ان الحادث وقع قرب احدى الجمرات عندما حاول حشد من الحجاج المغادرة فيما كان عدد كبير يحاول الوصول اليها. واوضح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ان "الحادثة وقعت على طريق 204 نتيجة تعارض الحركة بين الحجاج المتجهين على الشارع 204 عند تقاطعه مع الشارع 223 وارتفاع في الكثافة مما أدى الى تدافع"، واضاف ان "ارتفاع درجة الحرارة والإعياء الذي كان عليه الحجاج نتيجة الجهد الذي بذلوه في المرحلة السابقة (...) اسهما في سقوط عدد من الحجاج". لكن وزير الصحة السعودي خالد الفالح نسب الحادث الى "عدم التزام" بعض الحجاج بالتعليمات، وصرح الفالح لقناة الاخبارية الرسمية "لو التزم الكل بالتعليمات لما حصلت مثل هذه الحوادث"، واضاف ان "الكثير من الحجاج يخرج في خارج موعد التفويج وهذا هو العامل الرئيسي" وراء مثل هذه الحوادث، معلنا تعبئة لاسعاف الجرحى ومعالجتهم، وتعهد الوزير باجراء تحقيق "سريع وشفاف" في الحادث. وبحسب الحصيلة الاخيرة للدفاع المدني، ادى التدافع الى مصرع 717 شخصا واصابة 863 اخرين بجروح. ولم يعرف على الفور عدد الاجانب الذين سقطوا في هذا الحادث. لكن مفتي تركيا الكبير محمد غورميز قال ان 18 حاجا مفقودون بينما اعلن سعيد اوحدي رئيس منظمة الحج الايرانية ان تسعين حاجا ايرانيا لقوا حتفهم في التدافع. وكان اوحدي قال للتلفزيون الايراني ان طريقا اغلق "لاسباب مجهولة" بالقرب من مكان رمي جمرة العقبة بالقرب من منى "مما تسبب بهذا الحادث الماساوي". واضاف ان الحادث وقع "نتيجة سوء ادارة وانعدام الجدية في التعامل مع سلامة الحجاج ولا تفسير اخر لذلك"، مؤكدا انه "ينبغي تحميل المسؤولين السعوديين المسؤولية". وصرح نائب وزير الخارجية الايراني امير عبد اللهيان ان الخارجية في طهران ستستدعي ممثل السعودية في ايران لطلب توضيحات بخصوص الحادث، واظهرت الصور التي نشرت على الانترنت العديد من الاشخاص ممددين ارضا دون حراك بينما تناثرت مقتنياتهم الشخصية من احذية ومظلات يستخدمها الحجاج للوقاية من الشمس، ووسط البلبلة، حاول عناصر اجهزة الاغاثة والامن تنظيم اجلاء الجثث على نقالات. وبحسب الصور، فان الحادث تم على طريق اسفلتية تمر بين الاف الخيم البيضاء التي تنصب سنويا في منى لاستقبال الحجاج. وقال شاهد سوداني كان في منى عند وقوع الحادث انه الموسم الاقل تنظيما مقارنة بثلاثة سبق له ان شارك فيها. وقال "كان الناس يعانون من العطش ويفقدون وعيهم وراح الحجاج يتعثرون فوق بعضهم البعض". واغلقت السلطات الطرق المؤدية الى مكان الحادث الذي وقع عند تقاطع طريقين اعدا لتسهيل حركة الحجاج في وادي منى الذي يبعد بضعة كيلومترات عن مكةالمكرمة. وتم تخصيص اربعة مستشفيات و220 سيارة اسعاف ومروحيات في اطار علميات الاغاثة. وفي الخارج قدمت واشنطن تعازيها بالضحايا اثر حادث التدافع "المؤلم". وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي ند برايس ان الولاياتالمتحدة "تقدم خالص تعازيها لعائلات المئات من الحجاج الذين قتلوا وللمئات الذين جرحوا في حادث التدافع المؤلم"، واضاف "في حين يحتفل مسلمو العالم بعيد الاضحى نشعر بالحزن لمصابكم بفقدان كل هؤلاء الحجاج المؤمنين". قال وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير انه "صدم" بهذا النبأ بينما عبرت تركيا وفرنسا ورئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك عن تضامنهم مع الضحايا. واجرت السعودية في السنوات الاخيرة اعمال واسعة النطاق لتعديل البنى التحتية كي تسهل حركة الحشود وتجنب مآس مماثلة، وخصصت المملكة اكثر من مئة الف رجل امن لحماية الحج هذه السنة. وقد شكلت قوات الامن السعودية سلاسل بشرية على طول الطرق لتنظيم سير الحجاج فيما قام متطوعون على طول الطريق بتقديم صناديق الطعام وزجاجات الماء البارد للحجاج، وقبل بدء موسم الحج الثلاثاء الذي يشمل هذا العام حوالى مليوني حاج بحسب احصاءات سعودية، ادى انهيار رافعة عملاقة في باحة المسجد الحرام بمكة الى مقتل 109 اشخاص في 11 سبتمبر، ويرمي الحجاج في اول ايام العيد سبع حصى على جمرة العقبة الكبرى، ثم في اليومين التاليين 21 حصاة على الجمرات الثلاث (الكبرى والوسطى والصغرى)، ويعود آخر حادث كبير خلال الحج الى 12 جانفي 2006 عندما قضى 364 حاجا في تدافع في المكان نفسه. ويحتفل بعيد الاضحى حوالى 1,5 مليار مسلم حول العالم. وافادت السلطات السعودية ان اكثر من 1,4 مليون اجنبي وفدوا الى مكة لاداء مناسك الحج وحوالى 600 الف من داخل المملكة.
موضوع : وفاة 717 حاجا وإصابة 863 في أسوأ كارثة أثناء الحج منذ 25 عاما 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0