حذّر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، أمس، من إمكانية اغتنام أطراف معينة انتعاش سوق الماشية بمناسبة اقتراب عيد الأضحى المبارك لتسريب أوراق نقدية مزورة. كما هو الشأن بالنسبة لمناسبات تجارية أخرى على غرار أسواق السيارات الأسبوعية. وفي هذا السياق، أكد الناطق الرسمية باسم الاتحاد في تصريح ل''البلاد''، الحاج الطاهر بولنوار، على ضرورة اتخاذ السلطات العمومية والهيئات الرقابية للوزارة الوصية الإجراءات التي من شأنها تجنب الممارسات غير القانونية التي يعتبر المواطن الضحية الأولى لها، فضلا عن إقرار التدابير المنظمة للسوق. وأشار المتحدث إلى أنه على الرغم من محافظة أسعار الأغنام على استقرارها مقارنة بالموسم المنصرم، على اعتبار أنه من المتوقع أن تتراوح ما بين 20 و40 ألف دينار، إلا أن بولنوار قال إن المحافظة على نفس الثمن يعد مرتفعا نظرا لانخفاض أوزان الماشية، إذ تسجل مستويات ما بين 30 و40 كلغ للرأس، في حين سجل متوسط وزن الأضاحي خلال العيد الماضي ما بين 40 و50 كلغ. وأرجع ممثل الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين الارتفاع النسبي لأسعار الأضاحي إلى جملة من الأسباب، مشيرا إلى عدم تجاوز حجم الثروة الحيوانية في الجزائر 20 مليون رأس من الماشية، واستقراره في هذا المستوى منذ 5 سنوات تقريبا، وهو العدد الذي اعتبره المتحدث قليلا بالنظر إلى اتساع المساحة الرعوية في الجزائر وارتفاع قدرات تربية الأغنام. ودعا بولنوار على هذا الأساس السلطات العمومية إلى إعادة النظر في معايير مرافقة الموالين، من خلال إقرار الإعانات المادية من جهة وتأطيرهم للتعامل بالطرق التكنولوجية الحديثة من جهة أخرى، فضلا عن تنظيم نشاطهم لقطع الطريق على المضاربين والوسطاء وقال محدثنا إن إحصائيات الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائيين تؤكد أنه من المنتظر أن تسوق بمناسبة عيد الأضحى للموسم الحالي 5 ملايين رأس من الغنم، بينما تستقر كما أضاف في مستويات الاستهلاك خلال هذه المناسبة عند حدود 5,3 ملايين رأس، ومع ذلك فإن الأسعار لم تعرف انخفاضا. ليشير في هذا الصدد إلى غلاء أسعار الأعلاف بالإضافة إلى تداعيات تهريب الثروة الحيوانية عبر الحدود البرية، حيث تخرج حوالي 500 ألف رأس من الماشية سنويا . وأوضح الحاج الطاهر بولنوار أن الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين يضم صوته للنداء الذي رفعه الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين على لسان رئيسه محمد عليوي، بخصوص الانتظار إلى غاية الأسبوع الأخير قبل العيد وإغراق السوق بالماشية لتجنب الممارسات المتعلقة بالمضاربة في الأسعار، كما كان عليه الأمر في المواسم الماضية. كما دعا المتحدث الموالين كذلك إلى الاجتهاد في بيع مواشيهم للمواطنين المستهلكين مباشرة.