لا يزال سكان منطقة القبائل يتمسكون بعاداتهم وتقاليدهم المستمدة من تعاليم ديننا الحنيف، حيث تحيي ولاية تيزي وزو كغيرها من المناطق الجزائرية والأمة الإسلامية المناسبة الدينية "عاشوراء"، التي أعطت بعدا اجتماعيا هاما في حياة المواطنين، حيث يتم تحضير لهذه المناسبة الدينية على طريقة التقليدية وما يميز هذا اليوم هو تدافق السكان والمواطنين على زيارة أضرحة الأولياء الصالحين المتواجدة عبر بلديات الولاية من أجل التصدق والتضرع والدعاء لفتح باب الرزق ورفع البلاء، كما يقوم البعض الآخر بتنظيم "وعدات" متبوعة "بالزردات" بالعديد من القرى، ويفضل الكثير إخراج الزكاة في هذا اليوم، كما يصوم خلال هذا اليوم حيث تقوم العائلات بمنطقة اث دوالة في ولاية تيزي وزو أياما قبل حلول عاشوراء لتهيئة نفسها وتختار الوجهة التي ستحل بها للاحتفال بهذه المناسبة، حيث يفضل الكثير من سكان منطقة القبائل مقام "اكال ابركان" ببلدية بني دوالة الذي يحيي العاملون به هذه المناسبة كل سنة في جو بهيج، ويحبذ سكان منطقة القبائل زيارة هذا المقام الذي يعرف توافد العائلات من مختلف ولايات الوطن، ويصاحب الاحتفالات بهذه المناسبة الدينية تحضير أطباق تقليدية مختلفة التي يتقدمها طبق الكسكسي بالقديد أو اشدلوح" وغيرها الأكلات التقليدية كالمسمن، "أحدور" "ثغرفين"، "اغروم اقوران" التي يتم توزيعها على مستوى مقامات الأولياء الصالحين التي تحتضن التظاهرة. كما أن الكثير يغتنمون المناسبة للمصالحة وفض النزاعات بين العائلات والجيران، كما يغتم هذه الفرصة بعض سكان قرى ومداشر تيزي وزو بتنظيم ما يسمى "ثيمشرط" أو "الوزيعة"، حيث يتم ذبح ثيران توزع لحومها على مواطني القرية، ويتم إعداد كسكسي باللحم يقدم في اليوم العاشر للمتوافدين على الزاوية. كما تغتنم العائلات الأخرى في منطقة القبائل هذه الفرصة للخطبة والزواج، وكذا إطلاق العزوبية بكل مقام وزاوية، حيث تخرج الفتيات في أبهى لباس مزينات بالحلي الفضية، أين تغتنم النسوة فرصة خروج العازبات بحثا لهن عن فارس أحلامهن وتكون هذه المناسبة مباركة لعقد القران ونيل الخير والبركات.