ينظم قسم اللغة والأدب العربي بكلية الآداب واللغات ومخبر التراث اللغوي والأدبي في الجنوب الشرقي الجزائري لجامعة "قاصدي مرباح" في ورقلة؛ الملتقى الوطني الثالث "التراث الشفوي في الجنوب الجزائري.. آليات الجمع وأدوات التحليل"، وذلك يومي الثاني والثالث ديسمبر القادم. وجاء في إشكالية اللقاء أن شساعة الجزائر وتعدد مناطقها الجغرافية يكشف عن تنوع وثراء ثقافي وفكري وأدبي وهذا التراث عموماً والشفوي منه خصوصاً يعد جانياً مهماً من جوانب مقومات الهوية الوطنية التي نعتز بها جميعاً ونحاول الحفاظ عليها وقد يعجز الباحث منفرداً أن يجمعه ويلمّلم شتاته بمفرده. لهذا وجب على المخابر وفرق البحث أن تعمل فرادى ومجموعات لجمع هذا التراث وتوثيقه وبخاصّة الشفوي منه لأنه أكثر عرضة للزوال من غيره، ولكن محاولتنا في هذا الملتقى تأتي تثميناً لعمل هؤلاء الذين يعملون في الخفاء على جمع هذا التراث الشفوي ودراسته دراسة أكاديمية رصينة وفق مناهج وآليات مختلف من أجل تحليله وتثمينه وإبراز قيمته التاريخية والأدبية والثقافية الحضارية، وسيكون تركيزنا في هذه الطبعة على عنصرين أساسيين وهما "آليات الجمع وأدوات التحليل". ويكتسي هذا الموضوع، وفق الإشكالية، أهمية كبرى من الناحية الثقافية والحضارية تتمثل في المحافظة على أحد أهم عناصر الهوية الوطنية، فالتراث عموماً والشفوي منه خصوصاً يعبر عن الهوية القومية والثقافية التي نسعى لإبرازها والمحافظة عليها من جهة ولفهمها فهماً عميقاً من خلال تحليلها ومقاربتها بمختلف المناهج من جهة أخرى. من ناحية أخرى، يناقش الملتقى عدة محاور من بينها مناهج دراسة التراث الشفوي وتصنيفه، والأشكال السردية الشعبية "الأمثال الشعبية، الألغاز الشعبية، الحكاية الشعبية، السير الشعبية"، واللهجات في الجنوب الجزائري". وتهدف التظاهرة إلى الحفاظ على الموروث الشفوي الثقافي والفكري والأدبي للجنوب الجزائري ودعوة الباحثين الأكاديميين إلى معالجة القضايا التراثية وبالخصوص الشفوية وإبراز قيمة التراث الشفوي في تعزيز الهوية الفردية والقومية للفرد والمجتمع والمعالجة العلمية الرصينة للتراث الشفوي لمنطقة الجنوب الجزائري والدعوة إلى جمع التراث عموماً والشفوي خصوصاً.