اعترف رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، أمس في مدريد بمضاعفة "جهود التعاون الأمني والعسكري والاستخباراتي مع الجزائر "لحماية البلدين من خطر داعش بليبيا". وكشف الصيد أن داعش لا يبعد عن تونس سوى 70 كلم بعد أن تمدد في صبراتة في الغرب الليبي، مشيرا إلى أن حكومته تأخذ ما يجري في ليبيا بشكل جدي حيث تجري أجهزة الأمن والاستخبارات "عملية تقييم للوضع والقدرات التي تحوزها الجماعات الإرهابية التي تهدد بالتمدد نحو دول الجوار" في إشارة إلى تونسوالجزائر. كما أوضح الحبيب الصيد، في تصريحات إعلامية على هامش مشاركته في اجتماعات "مادي مدريد"، أن تونس لديها معلومات بأن الوضع خطير في ليبيا. إلى ذلك، أشار إلى أن بلاده تسعى جاهدة لاتخاذ كل الاحتياطات اللازمة عبر نشر القوات المسلحة على الحدود مع ليبيا. وتتطابق تصريحات المسؤول التونسي مع تلك التي أطلقها وزير الخارجية والتعاون الدولي في وقت سابق، رمطان لعمامرة بخصوص ضرورة تحديد قدرات تنظيم الدولة "داعش" في ليبيا والدول الأخرى، وتدقيق المعلومات المتعلقة بمدى الخطورة التي يمثّلها. وأشار إلى وجود مشاورات مع عدة دول بهذا الخصوص من أجل "حشد الطاقات للحيلولة دون تجاوزه الحدود الليبية". وقال الصيد أمس "يساورنا قلق كبير من الخطورة التي يشكلها تنظيم الدولة على أمن واستقرار ليبيا والدول المجاورة، وهو ما يستدعي تدعيم هذا البلد بكل الوسائل المشروعة والمتاحة من أجل إعادة بناء الجيش الليبي، وجعل الدولة الليبية العنصر الأساسي في عملية البناء". وفي هذا الصدد نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن مصدرها توجه تنظيم "داعش" لتوظيف أفراد في المنطقة يقيمون "خلايا" تابعة له بدول شمال إفريقيا ومنها الجزائر وليبيا والمغرب وتونس. وقال المصدر للصحيفة إنه "يجري إنشاء خلايا في شمال إفريقيا عن طريق عودة المقاتلين بسوريا والعراق إلى بلدانهم الأصلية"، مشيرا إلى أن ذلك يشكل مصدر قلق للأنظمة في المنطقة. وأشارت الصحيفة إلى أن التنظيم يتودد لأنصار الشريعة في ليبيا التابع لتنظيم القاعدة في ليبيا وتونس، وطالبه بالانضمام إليهم وأداء قسم الولاء للقائد أبو بكر البغدادي. وأضاف أن "القيادة المركزية الأمريكية رصدت اجتذاب "التنظيم الإرهابي للعديد من الخلايا الصغري في تنظيم القاعدة في شمال إفريقيا، لذلك يمكن استخدام هذه الخلايا في أي لحظة لتنفيذ عمليات إرهابية وزعزعة استقرار دول المنطقة".