رد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بطريقته الخاصة على الطلب الذي تقدمت به مجموعة 19، التي طالبت بملاقاته شخصيا حتى تتأكد من صحة القرارات التي أصبحت تتخذ مؤخرا باسم الدولة وباسمه شخصيا. وجاء رد بوتفليقة بنظر المتابعين والعارفين بشخصية الرئيس جد ديبلوماسي، بعدما قرر استقبال الوفد البرلماني الروسي الذي كان في زيارة للجزائر، لثاني مرة خلال الزيارة، وإبلاغهم أنه يريد زيارة موسكو وملاقاة الرئيس بوتين مجددا، وهي الجملة السياسية بنظر العارفين بالرئيس، تحمل الكثير من المعاني والرسائل لمجموعة ال19. لأول مرة منذ سنوات خرق الرئيس بوتفليقة البرتوكول المتعارف عليه عند استقباله زوار دبلوماسيين من دول أجنبية دون رتبة رئيس جمهورية. حيث قرر استقبال الوفد البرلماني الروسي لثاني مرة خلال زيارته التي استغرقت 48 ساعة فقط وأبلاغهم أنه يريد زيارة روسيا والالتقاء مجددا بالرئيس بوتين الذي يحترمه كثيرا. وقال عضو الوفد الروسي نيكولاي ليفيتشيف، وهو نائب رئيس الدوما، للصحفيين إن الوفد نقل تحية الرئيس بوتين إلى الرئيس بوتفليقة، وأن بوتفليقة أكد احترامه للرئيس بوتين وقال إنه يتذكر لقاءاته به (بوتين)، وأبدى الرغبة والاستعداد للقيام بزيارة إلى موسكو ليلتقي بوتين مرة أخرى. وفهم قرار بوتفليقة ببرمجة لقاء ثاني مع رئيس مجلس نواب روسيا ووفده خلال زيارته التي دامت يومين للجزائر بأنها رد صريح على مجموعة ال19 التي طالبت بلقائه بهدف "التأكد" من أنه صاحب القرار، فأكد لهم بطريقته الخاصة بعدما أبدى رغبته في زيارة روسيا والالتقاء ببوتين بأنه فعلا هو صاحب القرار بل صاحب القرار الوحيد. بمعنى أن الرئيس قال حسب المراقبين لهذه المجموعة التي تقودها حنون وخليدة تومي، ومن بينها شخصيات محترمة ومجاهدون كبار منحوا للجزائر كل ما يملكون، إنه صاحب القرارات في الداخل ويتابع عن كثب ما يجري أيضا في الخارج، فمحللو الألغاز السياسية يعرفون جيدا كيف يفسرون ما قاله الرئيس حول رغبته في زيارة روسيا ولقاء بوتين وذلك بتطبيق القاعدة الجزائرية الخالصة "الفاهم يفهم". واستغرب مصدر مسؤول تحدث ل"البلاد" كيف لبعض الأسماء المتواضعة جدا أن تطلب ملاقاة رئيس الجمهورية شخصيا مستثنيا الشخصيات الوطنية والمجاهدين والمجاهدات" مضيفا أنه هناك مجموعة ممن أمضوا على هذا الطلب كانوا إطارات بوزارة الثقافة التي كانت تشرف عليها خليدة تومي، مردفا في هذا السياق أن الرئيس لا يمكنه أن يستقبل أي مجموعة تقرر أن ترسل له طلب مقابلة طبعا باستثناء الشخصيات الوطنية والمجاهدين والمجاهدات مع مراعاة الأجندة والظرف والسياق وجدول الأعمال لأنه بذلك يفتح الباب أمام كل جماعة من أي ولاية حتى تقدم على الطلب نفسه، وهو ما ليس بالمتاح. وفي هذا السياق كشف مصدر مؤكد ل«البلاد" أن وزير الدولة مدير ديوان الرئيس أحمد أويحيى قد سلم الطلب الذي تقدمت به مجموعة ال19 لرئيس الجمهورية كون مهامه لا تتعدى هذا الحد، ومن يشكك في عدم استلام الرئيس لطلب مجموعة ال19 لا يعرف الرئيس جيدا متسائلا: هل يستطيع أويحيى أو أي إطار سام بالرئاسة عرض أمر كهذا على الرئيس؟ مردفا إنه أمر مضحك ومقرف في الوقت نفسه.