مساع دولية لفصل موقف موسكو عن إيران تجاه الأسد أعلنت روسيا أنه لا يوجد نقاش حاليا بشأن عملية برية محتملة للقوات الروسية في سوريا، وأكد الرئيس فلاديمير بوتين أن العمليات التي تشنها قواته في سوريا لم تبلغ هدفها بعد، فيما تحدث وزير الدفاع عن مقتل مئات المسلحين في ضربة بصاروخ كروز استهدف دير الزور. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إنه لم تتم نقاشات بشأن عملية برية محتملة للقوات الروسية في سوريا. وكان بيسكوف يجيب عن سؤال بشأن تصريح للرئيس الروسي في وقت سابق حول "المراحل التالية" في العملية العسكرية بسوريا. وقال بوتين في مؤتمر عبر دوائر الفيديو مع مسؤولين عسكريين "يجري تحقيق أهدافنا.. يجري ذلك جيدا، لكن حتى الآن هذا ليس كافيا لتطهير سوريا من المتمردين والإرهابيين وحماية الروس من الهجمات الإرهابية المحتملة". وأضاف "أمامنا كثير من العمل، وآمل أن تنفذ المراحل التالية على نفس المستوى العالي وبنفس الاحترافية، وأن تسفر عن النتائج التي نتوقعها". ومن جانبه، قال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن سفن أسطول بحر قزوين أطلقت اليوم، 18 صاروخا من نوع كروز على مواقع للإرهابيين في سوريا، وأشار إلى أن هذه الصواريخ أصابت سبعة أهداف في محافظات الرقة وإدلب وحلب. وتحدث الوزير عن تنفيذ الطائرات الروسية 522 طلعة استهدفت ثمانمئة موقع خلال الأيام الأربعة الماضية، وتحدث عن إطلاق 101 صاروخ كروز خلال الأيام الأربع الماضية، بينها 18 أطلقت من بحر قزوين. وذكر أن أكثر من ستمئة مسلح قتلوا في ضربة بصاروخ كروز على هدف في دير الزور. وكشف عن رفع عدد الطائرات المشاركة في الحملة الجوية إلى 69 طائرة. وأشار إلى أن الضربات الجوية سمحت بتدمير 15 منشأة نفطية و525 عربة لنقل النفط خلال هذا الأسبوع وهو ما حرم تنظيم داعش من مداخيل يومية قدّرها 1.5 مليون دولار. وفي الأثناء، كشف تقرير لجريدة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن سعي دول عربية وأوروبية والولايات المتحدة إلى تفريق الموقف الروسي عن الموقف الإيراني في سوريا الرافض لرحيل الأسد. وقد أكد التقرير أن دولاً عربية اشترطت على بوتين أن الموافقة على وقف لإطلاق النار لن تتم دون تحديد موعد زمني لرحيل الأسد. وأضاف التقرير أن بوتين أكد أنه إذا قدمت دول عربية دعمها إلى روسيا، فموسكو ستساهم في جهود احتواء تحركات طهران في المنطقة. وقد فاجأ بوتين أصدقاءه الدوليين بالتأكيد على أن روسيا تسعى إلى تقليص دور إيران في الأزمة السورية. وانشقاق روسيا عن دعم إيران سياسياً في الأزمة يمهد لطريق أكثر اتحادا في مواجهة داعش، ما يقوي موقف المجتمع الدولي تجاه الأسد خاصة بعد الدعوات الفرنسية والأمريكية لتأسيس تحالف جديد تقوده باريسوموسكو وواشنطن لمحاربة داعش، ما يضع بوتين في تحالف مع أقوى جهتين تتبنيان رحيل الأسد كمدخل لحل الأزمة. من ناحية أخرى، كرر مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا في مقابلة مع صحيفة "الحياة" نشرت اليوم، أن الرياض ستستضيف في منتصف ديسمبر مؤتمرا موسعاً للمعارضة السورية بشقيها السياسي والمسلح بهدف توحيد مواقفها وذلك تمهيدا للمفاوضات المرتقبة بينها وبين النظام. وقال دي ميستورا إنه "من دون معارضة موحدة ومتماسكة سيكون من الصعب عقد اجتماع فعال في جنيف بين المعارضة والحكومة، وهو أمر طالما سبب مشكلة". وشدد المبعوث الدولي على أهمية هذا الاجتماع لأنه "يجب أن يكون هناك منبر مشترك للمعارضة لأنه سيكون على أطراف المعارضة التعامل، إما مباشرة أو من خلالنا في غرف مختلفة، مع موقف الحكومة الذي هو شديد الثبات والانضباط". ومن جهته سيتولى الأردن، بحسب المبعوث الدولي، إعداد قائمة بالفصائل المعارضة التي تعتبر معتدلة وبالتالي يمكنها المشاركة في هذه المحادثات، مشيراً إلى أن هذه القائمة يجب أن ينتهي إعدادها بحلول نهاية العام.