شنت الاتجاهات اليمينية المتطرفة في فرنسا حملة عنيفة على الإسلام والمسلمين بعد هجمات باريس. وبدأت أصوات أقطاب هذا التوجّه تتعالى منادية باتخاذ إجراءات عقابية مناهضة للإسلام والمسلمين، فيما تحامل البعض صراحة على الجالية الجزائرية المقيمة في هذا البلد. كما كان منتظرا، يستغل اليمين المتطرف الفرنسي هجمات باريس لينفث سمومه على الجالية المسلمة، وجاء الدور هذه المرة على حفيدة السفاح لوبان، ماريون ماريشال لوبان، التي قالت إن على المسلمين أن يقتنعوا بأنهم أقل رتبة من المسيحيين. انتهاء فترة الحداد فتح في فرنسا الباب واسعا للنقاش والجدل، فبدأت الآن الحسابات السياسية تسيطر على تصريحات ومواقف الجميع، تحسبا للانتخابات الجهوية القريبة. ففي حوار لإذاعة فرنسية، قالت المرشحة لمنطقة بورفنس آلب، وحفيدة السفاح جون ماري لوبان "يجب على المسلمين أن يقتنعوا بأنهم أقل مرتبة من المسيحيين، لأن المسيحية لها تاريخ في بلادنا يعودة إلى عدة قرون". وأضافت "شخصيا يقلقني مشاهدة أشخاص يرتدون "الجلابة" والنقاب، فيجب أن يعلم المسلمون أنه لا يمكنهم العيش بثقافتهم في بلد أجنبي". وتابعت المتحدثة أنه "على الحكومة أن تتخذ إجراءات ضد مزدوجي الجنسية وتخييرهم إما الجنسية الفرنسية أو الجزائرية مثلا" في تحامل وضح يستهدف الجزائريين. وتضرب المتحدثة بتصرياحاتها عرض الحائط بمبدأ اللائكية الذي تقوم عليه الجمهورية الفرنسية، كما أنها لما تتحدث عن المسلمين وثيابهم وثقافتهم، تتجاهل أن الكثير منهم حتى لا نقول الأغلبية ولدوا في فرنسا ولا يعرفون بلدا آخر سواه. ولفتت إلى أنه "في هذه الظروف إن كان بإمكان فرنسيين أن يكونوا مسلمين ويمارسوا إيمانهم، يتوجب عليهم أن يقبلوا بالقيام بذلك على أرض مسيحية ثقافياً. وذلك يعني اليوم أن ليس بإمكانهم أن يكونوا بالتحديد بمرتبة الديانة الكاثوليكية نفسها". أدلى وكان مؤسس حزب الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة جان ماري لوبان قد أدلى بتصريحات مثيرة للجدل بعد أسبوع على اعتداءات باريس، فاقترح الأول "قطع رؤوس الإرهابيين" المسلمين. وقال جان ماري لوبن في مؤتمر صحافي "يجب تأكيد المبادئ الأساسية للدفاع المشروع عن النفس والأولوية الوطنية"، داعياً أيضاً إلى "إلغاء الجنسية المزدوجة" وكذلك إلغاء قانون الجنسية على أساس الولادة و«طرد المهاجرين السريين". وبعد تحقيق نجاحات انتخابية عدة في فرنسا، يحتمل أن يفوز حزب الجبهة الوطنية مطلع ديسمبر المقبل في مناطق عدة أثناء اقتراع سيكون الاختبار الانتخابي الأخير قبل الانتخابات الرئاسية في 2017، بعد أقل من شهر من الاعتداءات الإرهابية التي أسفرت عن سقوط 130 قتيلاً في 13 نوفمبر بباريس.