يتخبط سكان بلدية أولاد شبل، الواقعة جنوب غرب العاصمة، في مشاكل عديدة، كونها تعد من أفقر بلديات الولاية، حيث البطالة متفشية بين شبابها، خاصة وأنها تعاني ضعفا في الجباية. وما زاد الوضع سوءاً افتقارها إلى أوعية عقارية لكون جل الأراضي بها فلاحية وملكا للخواص، الى جانب الانعدام التام للمرافق الضرورية. فيما يتساءل الجميع عن موعد مرور قطار التنمية المحلية من أجل فك العزلة عن مواطنيها وتخليصهم من المشاكل العالقة منذ سنوات، ليزيد غياب الدور الفعلي للهيئات المحلية في تفاقم مشاكل وانشغالات مواطني البلدية بالرغم من إنجاز أكبر موقع سكني في أقليمها يضم 3216 مسكنا تم تدشينه منذ سنتين تقريبا، الى جانب فتح خطوط نقل جديدة، يبقى سكان بلدية إولاد شبل في عزلة تامة عن العاصمة حيث تشل الحركة نهائيا بمجرد توقف أو إضراب عمال قطار الضاحية الغربية. طرقات غير معبدة وميزانية مجمدة الزائر لبلدية أولاد شبل يلاحظ جليا تدهور شبكة الطرق وهو ما جعل المنطقة تغرق في فوضى عارمة، كونها تتميز بطابع فلاحي وريفي، ما يعيق تنقل المواطنين، على الرغم من النداءات المتكررة التي رفعوها إى المسؤولين المحليين قصد تعبيدها، وهو ما سيساهم بشكل كبير في التخفيف من معاناتهم الذين ضاقوا ذرعا من الوضع المتأزم. 80 وحدة سكنية اجتماعية لأكثر من 2000 ملف يعتبر السكن من بين الانشغالات الرئيسية التي تطرح وبقوة من قبل السكان، وهو ما دفعهم إلى التهافت على المقرات الرسمية خلال أيام الاستقبال من أجل معرفة كل جديد حول الموضوع، حيث تعج المصالح المعنية بأزيد من 2200 ملف مودعة في هذا الخصوص حسب ما أكده لنا أحد المنتخبين يبقى أصحابها في انتظار إعادة إسكانهم. وما يثير مخاوفهم، الحصة التي وصفت بالقليلة، حيث لا تتعدى 80 مسكنا اجتماعيا، مقارنة بعدد الملفات، وهو ما يفتح باب الاحتجاجات على مصراعيه في حال إعلان قائمة المستفيدين النهائية. سكان مركز "شبير طيب" يشكون من غياب التهيئة خلال الزيارة الميدانية التي قمنا بها لبلدية أولاد شبل، تنقلنا إلى بعض أحيائها لنقل انشغالات سكانها، فكان مركز "شبير طيّب" وجهتنا الأولى. بعض المارة لم يخفوا حالة التذمر التي يعيشونها جراء إقصاء حيهم من المشاريع التنموية، حيث طالب قاطنوه المسؤولين المحليين بالنظر في النقائص التي يعرفها منذ سنوات، وتسجيل تدخلهم الميداني في أقرب الآجال بغية تهيئته، مؤكدين على ضرورة تهيئة الحي بصورة شاملة وتحديدا مسالكه التي باتت بحاجة لتهيئة وتزفيت، مما جعلها تشكل خطرا على قاطني الحي. كما أعرب هؤلاء عن عميق استيائهم وتخوفهم من استمرار الحالة الكارثية التي باتت تشهدها الطرق، لتصبح هذه الوضعية مصدر قلقهم واستيائهم، بالإضافة إلى مشكل الإنارة العمومية التي جعلتهم عرضة للاعتداءات والسرقات أمام مرأى المسؤولين الذين التزموا الصمت. من جهة أخرى، ألّح بعض محدثينا على السلطات المحلية بضرورة تزويد الأحياء السكنية بمرافق جوارية يلجأ إليها شباب وأبناء المنطقة لقضاء أوقات فراغهم، التي باتت مطلبا أكثر من ضروري. وقد أكّد لنا عدد من محدثينا، أنهم يضطرون للتوجه إلى البلديات المجاورة من أجل الترفيه والانخراط في إحدى الجمعيات الثقافية أو الرياضية. وما لمسناه خلال جولتنا بالمنطقة، افتقار البلدية إلى المرافق الشبانية الجوارية، الأمر الذي اشتكى منه سكان المنطقة الذين أرجعوا ذلك إلى لامبالاة المسؤولين المحليين دون أن يجسدوا ما وعدوا به المواطنين من التزامات خلال الحملات الانتخابية، لأنهم لم يستجيبوا لمطالبهم المستمرة الخاصة بتوفير فضاءات جوارية. وعليه، يأمل سكان مركز شبير طيب من السلطات المحلية، أن تعمل على تهيئة الحي بصورة شاملة في أقرب وقت للحد من المشاكل التي يعانون منها قاطنوه. تذمر من تردي الوضع البيئي في المنطقة أثار انتشار النفايات بالقرب من التجمعات السكانية وشوارع بلدية أولاد شبل، استياء السكان كثيرا. وقد اشتكى هؤلاء من تردي الوضع البيئي الذي بات هاجسهم، خاصة في ظل انتشار الروائح الكريهة المنبعثة منها، ليصبح المكان مثارا للازعاج والاشمئزاز، حيث تنتشر به القاذورات والنفايات بشكل رهيب، وقالوا إن المؤسسة المعنية لا تقوم بواجبها على أكمل وجه. فيما شدّد بعض السكان على أن بعض قاطني الأحياء السكنية وحتى المارة ممن يفقدون الحس الحضري لا يحترمون أوقات مرور شاحنات رفع النفايات، وهو ما يزيد من انتشار النفايات المنزلية التي تبقى على قارعة الطريق، الأمر الذي يعرض صحتهم وصحة أطفالهم للخطر. فك عقدة النقل مطلب ملح القاصد بلدية أولاد شبل سيواجه حتما صعوبة الوصول إلى وجهته المطلوبة، لقلة وسائل النقل بالمنطقة، حيث تقل الخطوط المباشرة، لذا يبقى مطلب النقل من بين الانشغالات التي يؤكد عليها قاطنو المنطقة من أجل تزويدهم بخطوط إضافية تسهل عليهم عملية التنقل نحو وجهاتهم المقصودة مباشرة دون اللجوء إلى عدة حافلات، مما يضيع عليهم الكثير من الوقت خاصة بالنسبة للعمال والطلبة، وهو الأمر الذي لمسناه بالموقع السكني الجديد وتحديدا بحي 3216 مسكنا بالشعايبية، حيث أكدوا أن حافلات النقل "إيتوزا" كانت تسير وفق ساعات محددة معلومة لدى الجميع في البداية، غير أن غياب أعوان الرقابة مؤخرا ساهم في حدوث فوضى كبيرة في وسائل النقل التي تربط الحي بالجزائر الوسطى وببلدية بئر التوتة، الأمر الذي يضطرهم للانتظار أزيد من ساعة بالموقف من أجل التنقل إلى وجهتهم المعلومة. وفي هذا السياق، أكد بعض المتحدثين أن جلّ المرحلين كانوا يقطنون بالأحياء القصديرية الواقعة ببلديتي المعالمة وزرالدة، وجلهم يضطرون إلى التنقل إلى البلديات ذاتها من أجل العمل، غير أنهم اصطدموا بغياب وسائل النقل، وهو ما بات يفرض عليهم ركوب أكثر من حافلة لبلوغ وجهتهم واللحاق بأماكن عملهم في وقت متأخر. سكان الأحواش ينتظرون تسوية وضعية سكناتهم يوجد بلدية أولاد شبل العديد من المزارع والمستثمرات الفلاحية التي ذات أراض فلاحية شاسعة، وبها 6 أحواش والقاسم المشترك فيما بينها جميعا التهميش والإقصاء من البرامج التنموية. السكان مازالوا ينتظرون تسوية الوضعية الإدارية لسكناتهم، مؤكدين على ضرورة إيجاد مخرج قانوني لهم من قبل السلطات المحلية في أقرب الآجال، لكون وضعيتهم الإدارية مازالت عالقة منذ سنوات حتى يتاح لهم التصرف بحرية في منازلهم التي تراوح مكانها وحبيسة عراقيل إدارية تمنعهم من الحصول على شهادة حيازة الأراضي. منصب عمل... حلم شباب أولاد شبل تفتقر بلدية أولاد شبل إلى مناطق نشاطات من شأنها القضاء على شبح البطالة المتفشية في أوساط الشباب، حيث يجد الكثير منهم أنفسهم دون عمل، حتى أولئك الذين تحصلوا على شهادات عليا أو تكوين في تخصص ما، الأمر الذي أرقهم، إذ أصبح حلمهم وهمهم الوحيد إيجاد منصب عمل، ما جعلهم يتجهون نحو المؤسسات الخاصة للظفر بعمل رغم الأجر الزهيد في بعض الأحيان. من جهة أخرى، أكد العديد من الشباب أنهم تقدموا مرات عدة إلى المصالح البلدية لنقل انشغالاتهم بهدف الحصول على منصب شغل، إلا أنهم لم يلقوا ردّا منها إلاّ الوعود التي زادت من معاناتهم. مرافق شبانية... حلم ينتظر التجسيد كما سبقت الإشارة إليه، فإنّ بلدية أولاد شبل تفتقد المرافق العمومية الضرورية، خاصة تلك الموجهة لفئة الشباب. ولعلّ ما زاد من متاعب سكان الحي، الذي شهد توسعا عمرانيا في السنوات الأخيرة، هو غياب المرافق ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والرياضي بعدة أحياء، حيث أكد بعض المواطنين أن بلديتهم وعلى مدار سنوات طويلة لم تحظ بأي مشروع من تلك المشاريع التي تعتبر ضرورية لشباب اليوم حتى تكون ملجأ ودافعا له في آن واحد لإبراز طاقاته وقضاء أوقات فراغه بما يخدمه ويخدم محيطه الاجتماعي، عوض التسكع في الشارع أو تعريض أنفسهم لمخاطر الآفات الاجتماعية، لذا أصبحت تلك المرافق سواءً الرياضية أو الثقافية حلما يجب تجسيده على أرض الواقع.