[Sample Image]بالرغم من الميزانية الضئيلة المقررة لسنة ,2012 إلا أن بلدية أولاد الشبل، جنوب العاصمة، تطمح لتحقيق العديد من المشاريع التنموية، أبرزها البرنامج السكني الضخم الذي قدر ب 3216 سكنا، إضافة إلى إعادة بناء الأحواش القديمة وترحيل سكان البناءات الهشة، كما تسعى البلدية للقضاء على مشكل الهياكل التربوية، بتوفير مساحات شاغرة لإنجاز مشاريع كبيرة. كشف رئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية أولاد الشبل، السيد مداح محمد ل''المساء''، عن أهم الإنجازات التي تم تحقيقها منذ 2003 إلى غاية الآن، وكذا البرنامج المسطر للسنة الجارية، والرامي إلى تحقيق التنمية عبر إقليم بلدية أولاد الشبل، مع تخليص سكانها من المشاكل التي يواجهونها بأحيائهم، مشيرا إلى أن بلديته التي تعد من أكبر البلديات مساحة بالعاصمة، والتي تقدر ب 3,29 كلم مربع لم تنل من قبل حقها من المشاريع التنموية، وأن ميزانيتها السنوية تظل محدودة لا تتعدى 8 ملايير سنتيم، كما أنها لم تستفد من حصص سكنية منذ ,2006 حيث أشار محدثنا أن الميزانية المالية الأولية لسنة,2011 قدرت ب 73,15 مليار سنتيم، بينما عرفت القيمة المالية في السنة الموالية ''تراجعا مخيفا'' وأصبحت تقدر ب 2,8 ملايير سنتيم، بسبب انخفاض مداخيل الجباية التي تحدد ميزانية البلدية لكل سنة، موضحا أن البلدية بصدد إنجاز مشروع سكني هام، سيشرف عليه الصينيون وينتج عنه مداخيل جبائية كبيرة.
أولاد الشبل لم تستفد من أي مشروع سكني منذ 1984 وأكد السكان الأصليون الذين التقيناهم خلال زيارتنا للمنطقة، أن بلدية أولاد الشبل التابعة للمقاطعة الإدارية لبئر توتة لم تستفد من أي مشروع سكني منذ سنة ,1984 حيث أكدت الشهادات أن العديد منهم يعيش في أحواش قديمة أو بنايات هشة، ما عدا مالكي الأراضي الذين اشتروها بأموالهم وأقاموا عليها بناياتهم، وأكدوا لنا أنهم تقدموا بطلبات عديدة لإعادة إسكانهم، هذا الإنشغال رفعناه للمسؤول الأول للبلدية، ولم ينكر الأمر، حيث كشف أن البلدية استفادت مرة واحدة منذ 1984 من مشروع سكني بحصة 30 سكنا، وهي الحصة الوحيدة التي تم توزيعها سنة ,2006 كما تم سنة ,2003 إنجاز مشروع يضم 150 سكنا بالشعايبية، لكن بعد تسليم المشروع، تزامنا مع زلزال بومرداس 21 ماي ,2003 حيث تم توزيع السكنات على المنكوبين، والبلدية رحبت آنذاك بهم، كما أن أبناء أولاد الشبل تقبلوا الوضع.
مشروع سكني ضخم في طور الإنجاز وللقضاء على البنايات الهشة، تطمح بلدية أولاد الشبل لإنجاز أضخم مشروع سكني بحصة 3216 سكنا، وهو هام جدا، حسبما أكده السيد مداح الذي أوضح أن عدد الطلبات في تزايد مستمر، وبلغ 1600 طلب، لكنه طالب، وبإلحاح، السلطات المعنية مساعدتهم لإنجاز هذا المشروع، والأخذ بعين الاعتبار انشغالات المواطنين، مطمْئنا السكان بأنه قام بتبليغ انشغالاتهم لكل المسؤولين المعنيين، وتلقى وعودا للاستفادة بحصة معتبرة للسكن. وخلال زيارتنا للبلدية، لاحظنا أن المنطقة ذات طابع فلاحي، ولمسنا لدى السكان رغبة في الاستفادة من السكن الريفي الذي يعد النمط المعروف بسكان البلدية، وهو الأمر الذي أيّده رئيس البلدية، للتخفيف من ضغط الطلب على السكن الاجتماعي، كون معظم مواطني أولاد الشبل يملكون مساحات ولو صغيرة، ولهم نمطهم الخاص، حيث يفضلون تشييد مساكن تتكون من غرفتين بالطابق الأرضي، بدل العيش في العمارة، لأنهم لا يزالون مرتبطين بالأرض ويمتهنون تربية الأبقار والدجاج، يشرح مصدرنا.
سكان الأحواش يطالبون بعقود الملكية تضم بلدية أولاد الشبل 23 حوشا، تتوفر كلها على ظروف الحياة الكريمة وتتوفر على الطرقات، المياه الصالحة للشرب، غاز المدينة، الإنارة العمومية، قنوات الصرف الصحي، والشيء الوحيد الذي يشتكون منه، هو عدم حصولهم على رخص ملكية الأراضي ليتمكنوا من إعادة بناء منازلهم وتوسيعها، حيث أوضحوا لنا أنهم يضطرون للتوسع بشكل فوضوي، فيما أوضح رئيس البلدية أن هيئته طالبت مرارا إيجاد حلول لهذه الأحواش، بتقديم عقود ملكية تسمح لهم بالتوسع، كما قدمت دراسات حولها، ولقيت استحسان السلطات الولائية، إلا أن الأمر يتطلب قرارا من رئاسة الحكومة ووزارة الفلاحة، خاصة وأن بعض الأراضي ذات طابع فلاحي. وفيما يخص البنايات الهشة، أضاف مصدرنا أن مصالح المقاطعة الإدارية لبئر توتة، قامت بإحصائها دون إشراك السلطات المحلية في هذه العملية، لذا، وجدت البلدية نفسها أمام إحصائين والوثائق تثبت ذلك، فالإحصاء الأول يضم 212 بناية، بينما الإحصاء الثاني 414 بناية، ''فأي الإحصائين نأخذ بعين الاعتبار، لا نعرف''؟، يتساءل المير، ووعد سكان الحي ''القروي'' بالترحيل بعد انتهاء برنامج حي الشعايبية.
قلة الهياكل التربوية يرهق أولياء التلاميذ ولا يزال تلاميذ بلدية أولاد الشبل يتكبدون متاعب التنقل خارج البلدية من أجل الدراسة، بسبب غياب الهياكل التربوية، ما عدا الطور الابتدائي، وهو الأمر الذي لاحظناه خلال زيارتنا، حيث صرّح لنا السكان أن أولاد الشبل تفتقر للثانوية، وتسجل متوسطتها الوحيدة اكتظاظا كبيراً، فيما أكد رئيس البلدية أن بلديته تحتوي على ثماني ابتدائيات، والتاسعة في طور الإنجاز، وستكون جاهزة بداية السنة القادمة، وأن المشكل يتمثل في التعليم المتوسط، لأن البلدية تحتوي على متوسطة واحدة تضم 969 تلميذا أي أنها تستوعب فوق طاقتها، أما بقية التلاميذ، فمقسمون بمختلف متوسطات بلدية بئر توتة، نذكر منها متوسطة ''شعيبة علي''، ''الإخوة بوشيشة''، ''العاقل محمد'' بحي وريدة، و''بابا علي'' في بئر توتة، قائلا: ''نحن بصدد إنجاز متوسطة جديدة بحي ''شعيبية'' بولاد الشبل لتخفيف الضغط، بينما لا توجد ثانوية بالمنطقة، وكل تلاميذ المنطقة يزاولون دراستهم في الثانوية الوحيدة الموجودة ببئر توتة، وأن البلدية بالتنسيق مع أولياء التلاميذ، رفضت نقل الطلبة من بئر توتة إلى الخرايسية بسبب قلة وسائل النقل المدرسي، علما أن البلدية لديها ثلاث حافلات لنقل الطلبة، اثنتين منها مستعملة في خط أولاد الشبل-حي المحمدية، والشعايبية - بئر توتة.
غياب الماء والكهرباء يرهن نشاط السوق الجوارية بعدما سلمت بلدية أولاد الشبل المحلات التي تدخل ضمن ''مشروع 100 محل لكل بلدية''، والتي وزعت منها 37 طاولة للشباب البطال، المعاقين وضحايا الإرهاب بالسوق الجوارية، مقابل مبلغ رمزي يقدر ب 20 ألف سنتيم، رفض المستفيدون العمل في هذه السوق بسبب غياب الماء والكهرباء، وهو الأمر الذي اعتبره السيد مداح إجحافاً في حقهم، لأن البلدية اقترحت على التجار الاتصال بمؤسستي ''سونلغاز'' و''سيال'' من أجل تزويدهم بالخدمات الضرورية، شرط أن يقوموا بدفع كامل المصاريف، إلا أنهم رفضوا الأمر، والبلدية لا تملك الإمكانيات اللازمة لأخذ التكاليف على عاتقها. وأشار رئيس البلدية إلى أن الدائرة الإدارية متكونة من ثلاث بلديات؛ بئر توتة، تسالة المرجة، وأولاد الشبل، حيث استفادت بئر توتة من 98 محلا، وتسالة المرجة من ,94 أما أولاد الشبل فكانت محظوظة، حيث استفادت من 108محلات، لكن للأسف، تم بناء 68 محلا فقط، وال 40 الباقية في طور الإنجاز، وهذا المشروع مسير من طرف الدائرة، وتم توزيع 37 على الذكور والإناث من الشباب، لكنهم لا ينشطون الآن.
مشاريع تنموية منجزة بفضل التسيير الحسن للميزانية بالرغم من الميزانية المالية المحدودة، إلا أن البلدية استفادت من عدة مشاريع في مختلف القطاعات بتكلفة إجمالية تقدر ب59,849 مليون دينار منذ ,2003 منها في قطاع الري، المياه الصالحة للشرب ب 18 مشروعا ومياه التطهير 39 عملية، إلى جانب الأشغال العمومية ب ,52 البناء ,23 الإنارة العمومية ,08 التجهيزات 18عملية، وهذا راجع للتسيير والميزانية الإضافية المقدمة من طرف الولاية. كما تمكنت بلدية أولاد الشبل من دفع كل المصاريف الإجباربة، مثل أجور العمال، سونلغاز، البريد والمواصلات، بفضل التسيير المحكم للميزانية المالية، يقول السيد مداح، وأنه تم تهنئة المسؤولين في مناسبتين من قبل مدير الإدارة المحلية لولاية الجزائر العاصمة، السيد بلحداد سابقا، واستلموا شهادة تقدير من طرف مدير الإدارة الجديد، في اجتماع قاموا به منذ ثلاثة أو أربعة أشهر بمقر الدائرة الإدارية لبئر توتة.