يبدي المهاجرون الجزائريون بفرنسا تخوفات من أن يقحمهم فوز حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف) في الانتخابات المحلية الفرنسية في حقبة جديدة من التضييق والتمييز الممارس ضد أبناء الجالية المسلمة في هذا البلد الذي يحوي أكثر من 5 ملايين مسلم. ويرى صالح ججاب وهو رئيس جمعية للجالية الجزائرية بفرنسا في اتصال مع "البلاد"، أمس، أن فوز حزب ماري لوبان في الانتخابات الجهوية الفرنسية راجع إلى عدة عوامل، منها ما هو تاريخي يرتبط بعدم انتهاج فرنسا لسياسة ناجعة اتجاه ملف الهجرة، عكس دول مثل بريطانيا وكندا، ما خلق أجيالا من المواطنين الفرنسين الذين لا يشعرون بالإنتماء إلى هذا البلد ويرتمون نتيجة لذلك في أحضان تنظيمات إرهابية دولية ك«داعش" مثلا أو يرتبطوا بأعمال إجرامية تساهم في تسويد صورة الفرنسيين ذوي الأصول المهاجرة في هذا البلد وفسر حجاب توجه الهيئة الناخبة بفرنسا إلى إعطاء أصواتها لحزب ماري لوبان إلى التوظيف السياسي والإعلامي المبالغ فيه لقضية التفجيرات الإرهابية وربطها بشكل ممنهج بالمسلمين من أصول عربية وإفريقية، وهوالأمر الذي شكل نوعا من الحساسيات والاحتقان ضد كل من هو مسلم أو عربي أو من بشرة سوداء. ويعتقد حجاب أن اليمين المتطرف يختفي وراء حجج مكافحة الإرهاب ليطبق مخططه لتقسيم المجتمع الفرنسي على أسس عرقية عنصرية تقوم على تفضيل العرق الأبيض ومعاملة المواطنين الفرنسيين من أصول عربية وإفريقية كمواطنين من درجة ثانية. وأبدى المتحدث مخاوف من أن تسبب هيمنة أعضاء الجبهة الوطنية على المجالس البلدية الفرنسية في انتهاج سياسات عنصرية ضد أبناء الجاليات المسلمة، وعلى رأسها الجالية الجزائرية، متوقعا أن يتم اقتراح مزيدا من القوانين التي تضيق العيش عليهم. ولاحظ حجاب مساعي المتطرفين الفرنسيين باستهداف فئة الأطفال، حيث تحاول بعض المدارس إسقاط السمك من قائمة مطاعمها وإجبار ابناء المسلمين على تناول اللحوم الغير مذبوحة ولحوم الخنازير. جدير بالذكر، أن حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، وصل إلى الطليعة في الإنتخابات الجهوية الفرنسية بست مناطق على الأقل من أصل 13 في الدورة الأولى، ليجمع نسبة أصوات قياسية تتراوح بين 27.2 و30.8٪، حسب تقديرات مؤسسات استطلاع للرأي وهوفوز تاريخي يحققه حزب الجبهة الوطنية، اليميني المتطرف لأول مرة.