لم تعد أخبار جرائم القتل في الجزائر بالأخبار الغريبة وغير المألوفة، وأصبحنا نستيقظ يوميا على العديد من الجرائم البشعة التي تقشعر لها الأبدان، تمس جميع الفئات الكبار وحتى الصغار، وعجز المختصون في علم الاجتماع والنفس عن تفسيرها وتحديد دوافعها. الحصيلة في ارتفاع متزايد، حيث تسجل مصالح الأمن يوميا على الأقل جريمتي قتل في المجتمع، فخلال شهر ديسمبر فقط تم تسجيل أزيد من 10 جرائم، أغلبها ارتكبت بطريقة بشعة، آخرها العثور صباح أمس على جثة الطفل شعيبي ميلود من مواليد 27 أوت 2001 والقاطن ببلدية بن باديس غربي عاصمة الولاية سيدي بلعباس وذلك بعد فترة وجيزة من اختفائه عن الأنظار، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على أفراد عائلته وكل القاطنين بالبلدية المذكورة، حيث إنه حسب عائلته قد اختفى عن الأنظار بعد صلاة المغرب من يوم السبت، مما دفع بأفراد عائلته إلى إشعار مصالح الأمن باختفائه قبل أن تباشر أبحاث مكثفة، لكن المجرمون أبوا إلا أن يضعوا حدا لحياة الطفل بطريقة بشعة، حيث عثر تاجر بحي "كاستور" أين تقطن عائلة المرحوم، على جثته، وتفيد المعلومات بأنه كان مكبّل اليدين داخل كيس بلاستيكي ومفصول الرأس عن الجسد. وهي جريمة هزّت الرأي العام الذي استيقظ صباح أمس على هذه الجريمة الشنعاء التي مسّت مجددا بالبراءة، بعد تسجيل عدد من حالات وفاة أطفال خلال الشهر الجاري هزّت مشاعر المواطنين. جريمة بشعة أخرى ارتكبها بحر هذا الأسبوع زوج في حق زوجته أربعيني يذبح زوجته من الوريد إلى الوريد ويقسم جثتها إلى نصفين ببسكرة، وهو أستاذ في مادة الرياضيات، حيث بعد تعذيبها بطريقة شنيعة قام بذبحها من الوريد إلى الوريد، وبعدها قام بتقطيعها إلى نصفين ليحملها في سيارته ويتوجه بها إلى الطريق الرابط بين سيدي عقبة وقرية تهودة ليتخلص من الجثة، قبل أن يعثر عليها أحد الرعاة غارقة في دمائها. مختصون في علم الاجتماع وعلم النفس أكدوا ل "البلاد" أن طرق ارتكاب الجرائم في مجتمعنا عرفت منحنيات خطيرة، حيث لم نعد نسمع بجريمة قتل بالخطأ قدر ما أصبحت الجرائم متعمدة وترتكب بالتجرد من الإنسانية وكل القيم الدينية. وعجز المختصون عن تحديد دوافعها، غير أنهم يؤكدون أن العنف الذي يتعرض له الأفراد عبر وسائل الإعلام أصبح له تأثير كبير على سلوكاتهم، وشبه أحدهم هذه الأساليب البشعة في القتل بالأساليب التي يستخدمها التنظيم الإرهابي "داعش" الذي يبثّ صور جرائمه عبر مختلف الوسائط الإلكترونية التي يتعرض لها الأفراد بصفة قوية.